منامة بوست (خاص): اعترض الناشط السياسيّ موسى عبدعلي قبل يومين في جنيف، طريق رئيس الأمن العام في وزارة الداخليّة طارق الحسن، وقال عبدعلي للحسن «إنّكم مجرمون، وسوف نحاكمكم واحداً واحداً». وتحدّى موسى عبدعلي الفريق المرافق للحسن بأن يعتقلوه، واصفاً إيّاهم بالجبناء الذين يستقوون على البحرينيين العُزّل داخل البحرين.
وقد صوّر الحدث أحد الناشطين الحقوقيين، إلّا أنّ أحد مرافقي طارق الحسن ضرب الكاميرا التي بحوزة الناشط الحقوقيّ وأسقطها أرضاً.
من جهته قال الناشط الحقوقيّ الكبير نبيل رجب في تغريداته حول هذا الحدث، إنّه متفهّمٌ لدوافع موسى عبدعلي، حيث قال «تفهّمتُ دوافعه لاحقاً وأنا استرجع ذكرياتي مع هذا الناشط، ضحيّة الأجهزة الأمنيّة التي جاء الوفد لتبييض صورتها»، وحول بعض الأنشطة الحقوقيّة السابقة للناشط موسى قال رجب «يجهل الكثير ممّن يتلقّون رواتب العاطلين عن العمل، أنّ هذا التعويض هو نتيجة نضال طويل فيه ضحايا كثيرون على رأسهم الناشط موسى عبدعلي»، وأضاف «قاد الأستاذ عبدالهادي الخواجة والناشط موسى عبدعلي احتجاجات مستمرّة في عام٢٠٠٥ ؛ من أجل الحصول على رواتب شهريّة للعاطلين عن العمل، و تعرّض المشاركين بهذه الاحتجاجات للضرب، أمّا الناشط موسى عبدعلي فقد اختُطف بإحدى الليالي من منزله ليتم لاحقاً اغتصابه جنسياً بهدف إذلاله»، واسترسل رجب في تغريداته شارحاً مسيرة هذا الناشط قائلا «عمليّة الاغتصاب هذه والتي جرت من قبل أحد الأجهزة الأمنيّة، قد حرّكت الشارع من الغضب وسيّرت المسيرات التضامنيّة لمنزل الناشط موسى عبدعلي».
وأردف قائلاً «لكنّ الناشط واصل عمله للعاطلين وتواصلت التهديدات باغتصابه مرّةً أخرى مع زوجته، حتّى فرّ من البحرين إلى بريطانيا هرباً من ظلم النظام».
وحول كلام موسى لطارق الحسن عن جنسيّته، قال رجب «عرفت من الفلم أيضاً ولأوّل مرّة أنّ جنسيّته قد سُحبت منه»، و «أسرد عليكم قصّة هذا الناشط والظلم الذي وقع عليه وعلى أفراد أسرته التي تمّ استهدافها لاحقاً حتى باتوا مشتّتين في كلّ بقاع الأرض».
ولفت رجب إلى أنّ «المهم أن تتعرّفواعلى الخلفيّة التي دفعت هذا الناشط لملاحقة من يراهم، إنّهم جاءوا من نفس الأجهزة التي ظلمته وتستّرت على من اعتدى عليه».
واصفاً مجيء رموز الأجهزة الأمنيّة إلى جنيف بأنّه «من أجل تحسين صورة تلك الأجهزة، التي بات الآلاف من ضحاياها منتشرين اليوم حول العالم جرّاء ظلم هذا النظام واستبداده».
وفي نبرة بدت وكأنّها تأييداً لما يقوم به الناشط موسى عبدعلي، قال رجب «مثلما حبسونا ظلماً ببلادنا البحرين، يجب أن يعلم كلّ منتهكي حقوق الإنسان أنّهم سيكونون حبيسي بلادهم وإنّ ضحاياهم سيلاحقونهم أينما وُجدوا أو ولّوا».
وعلّق على عدد المشاهدين للفيلم، فقال «ما يعادل١٠٪ من عدد البحرينيّين قد شاهدوا الفلم بأقل من يوم، وهذا يبيّن كيف هي الناس في البحرين باتت متحاملة على هذه الأجهزة والعاملين فيها». وقد بلغ عدد مشاهدي المقطع المُصوَّر أكثر من 66 ألف مشاهد.
من جانبه قال الناشط موسى عبدعلي لـ«منامة بوست»، إنّه لن يكفّ عن ملاحقة أيّ رمز من رموز النظام الخليفي وفي أيّ بقعة من بقاع العالم يكون هو متواجدٌ فيها معهم، وأردف «أنا أحد ضحاياهم عندما كنت في البحرين وأحد ضحايا نظام آل خليفة، سُجنت لـ ٧ مرّات في البحرين، فقط لتعبيري عن رأيي ومطالبتي بحقّي وحقّ شعب البحرين».
وفيما إذا كان منزعجاً من بعض المُعترضين في أوساط المعارضة على هذا النوع من الأنشطة، قال عبدعلي «لهم عملهم ولي عملي ومن حقّي أن أقول كلمتي بحريّة، وإذا هم يطالبون بالحريّة والديمقراطيّة فهذا جزءٌ من الديمقراطيّة أن أقول ما أؤمن به وأُعبّر عنه بقناعة تامّة».
متوعّداً النظام الخليفيّ بالمزيد، مصرّحاً «هذا عهدٌ بيني وبين شعب البحرين أن أفضح المجرمين والجلّادين ما تمكّنت، و هدفي هو إسقاط نظام آل خليفة مهما كلّف الأمر، وملاحقتي للعصابة الخليفيّة ليست وليدة اللحظة، إنّما بدأت منذ خروجي من البحرين حيث قُمت بعدّة أمور وهي منشورة على مواقع التواصل الاجتماعيّ».
يُذكر أنّ موسى عبدعلي قد اعترض سيّارة ملك البحرين في زيارة الأخير إلى لندن في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2011، وهو الحدث الذي أثار ردود فعل مختلفة في أوساط المعارضة بين مؤيّد ومعارض، لكنّه لاقى تأييداً جارفاً من قبل القوى الثوريّة خصوصاً في أوساط فئة الشباب.