منامة بوست (خاص): يمكن تسجيل الشيخ علي سلمان «مواليد 1965م» كأيقونة للصبر الذي ينبغي للسياسيّ أن يتمتع به، فالنفس الطويل ليس ذلك الذي يتخندق به قبالة الخصم والعدو فقط، بل هو ما يحتاج السياسيّ
منامة بوست (خاص): يمكن تسجيل الشيخ علي سلمان «مواليد 1965م» كأيقونة للصبر الذي ينبغي للسياسيّ أن يتمتع به، فالنفس الطويل ليس ذلك الذي يتخندق به قبالة الخصم والعدو فقط، بل هو ما يحتاج السياسيّ أن يتمتع به في أحلك الظروف، ومع الأصدقاء أيضا.
يتمتّع الشيخ علي بإدارة مدروسة للصمت والنطق، وهو بذلك يسحب خلفه خبرة النضال التي أبرزته في التسعينيّات، حينما كان سبباً في إشعال شرارة «انتفاضة التسعينيّات» أو ما عرفت حينها بـ «انتفاضة الكرامة»، وبين هجراته المتعددة، التي من أبرزها هجرته لإيران لدراسة العلوم الدينيّة ما بين عامي «1987-1993م»، ليعود وينخرط في العريضة الشعبيّة المطالبة بإحياء الحياة النيابيّة وإعادة العمل بالدستور، بيد أنّه اعتقل جرّاء ذلك، وهاجر في العام 1995م إلى لندن، ليلتحق بحركة أحرار البحرين ويصدّر بياناته السياسيّة الحادة تجاه النظام القمعيّ في البحرين. أدار المناضل الشاب خطابه من منطلق دينيّ معتدل وسياسيّ عنيد، وصارت لهفة الجماهير لسماعه في إذاعة طهران وقتذاك لهفة عارمة، تتعزز في كوامنها دوافع الاستمرار وكبح اليأس تحت وطأة القمع الجارف.
مع نزوله في بداية الألفيّة إلى البحرين، تغيّر خطاب سلمان وفق المتغيّرات الموجودة على الأرض، وارتأى أن ينخرط في جمعيّة تحمل توافقاً شعبياً لممارسة التغيير من الداخل، إلا أنّ العواصف التي عصفت بجمعيّة الوفاق أفضت إلى خروج عدد من القيادات، فاختار جمهورها الشيخ أبو مجتى أميناً عاماً، وأعيد انتخابه لدورتين لاحقتين.
يستند أمين الوفاق في خطابه إلى تأييد الرجل القويّ في البحرين الشيخ عيسى قاسم، وهو بذلك يضمن أن تمسك يده باطمئنان دفة سفينته رغم جنون الأمواج التي تصادف طريق النهج المتبع للجمعيّة.
نهج الجمعيّة السياسي يلفّه الشيخ علي بلياقته الاجتماعيّة التي يتمتّع بها، والتي تساعد كثيراً على خلق علاقات عامّة جيّدة مع الجميع، ما يجعله قادراً على امتصاص المزيد من غضب الساخطين على الأسلوب المتخذ لدى الجمعيّة في إدارة صراعها السياسيّ مع النظام.
بعد مقاطعة جمعيّته للانتخابات النيابيّة عام 2002، اختار الشيخ علي سلمان دخول الانتخابات عام 2006، وصار نائباً لرئيس المجلس، لكنّه ابتعد عن الحياة النيابيّة عام 2010، فشاركت الجمعيّة في الانتخابات من دون أمينها العام قبل سنة من الثورة الشعبيّة، واستقال نوّابها عام 2011 على إثر الانتهاكات الجسيمة والفادحة التي قام بها النظام ضدّ النساء والأطفال والشيوخ والشباب في دوار الخليج «المعروف بدوّار اللؤلؤة».
يدير الشيخ علي حالياً المشهد الوفاقيّ بحذر شديد، فهو لا ينفي المشاركة في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول المقبلة، ويلوّح بالمقاطعة في حال لم يتغيّر الحال، وبين الضفّتين تبرز لياقة الخطاب لدى سلمان في بثّ التوازن، كرسالة مزدوجة الاستلام، حيث أنّ المستلم الأوّل هو المجتمع الدوليّ مع النظام الخليفيّ، والمستلم الثاني هو الشعب البحرينيّ.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2014063302
المواضیع ذات الصلة
الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
«علي العكري» .. الطبيب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب