منامة بوست (خاص): بدأت الميليشيات المؤيّدة لعقيد المخابرات السابق «عادل فليفل» بانتفاضة توتيريّة، دفاعاً عنه في عدّة جوانبٍ، أبرزها التقرير الذي نشرته «منامة بوست» عن تواتر معلوماتٍ تفيد
منامة بوست (خاص): بدأت الميليشيات المؤيّدة لعقيد المخابرات السابق «عادل فليفل» بـ«انتفاضة توتيريّة»، دفاعاً عنه في عدّة جوانبٍ، أبرزها التقرير الذي نشرته «منامة بوست» عن تواتر معلوماتٍ تفيد أنّ الاستخبارات الأمريكيّة لديها تقرير يتهّم فليفل بانتمائه لتنظيم داعش الإرهابيّ، وأنّه أمير «داعش المقبل» في البحرين، وتصوير المشهد أنه استهداف لكل السُنة.
فليفل؛ والمتورّط في قضايا الاستيلاء على مبالغ ماليّة ضخمة، وبطرقٍ غير مشروعةٍ، باستخدام سلطته ونفوذه الأمنيّ إبّان حقبة تسعينيّات القرن الماضي، ومسؤوليّته عن مئات ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، وقتل وتعذيب المواطنين على خلفيّة «انتفاضة الكرامة» في تلك الحقبة، والذي لا تزال جرائمه تراوح مكانها بدثار «عفا الله عمّا سلف»، ومواقفه المعروفة بالتشدّد ضدّ احتجاجات ثورة 14 فبراير2011، يتلبّس اليوم بلباس الدين المتشدّد، والقريب من الفكر السّلفيّ المتطرّف، ودعمه لعناصر «تنظيم القاعدة» وعمليّات «داعش الإرهابيّة» في سورية والعراق، بعد أن كان «يسبُّ ويشتم الذات الإلهيّة» بأقذع الألفاظ أثناء التحقيق مع المعتقلين في التسعينيّات، مدّعياً أنّه «إله لا شريك له».
والتقرير الذي نشرته «منامة بوست» وتناقلته وسائل إعلامية مختلفة، يتناول المعلومات المتوافرة لدى جهاز الاستخبارات الأمريكيّة، والتي تربط العقيد السابق بـ«تنظيم داعش الإرهابيّ»، وأنّه يعمل سرّاً هذه الأيام على تكوين ميليشياتٍ مدنيّةٍ متطرّفة باسم «داعش البحرين»، الأمر المقلق جدّاً لدى البيت الأبيض في واشنطن، إذ إنّه يهدّد المصالح الأمريكيّة، ولا سيّما وأنّ البحرين تحتضن الأسطول البحريّ الأمريكيّ الخامس والقاعدة الأمريكيّة على أراضيها، وقد عبّر مستشار الرئيس الأمريكيّ «جو بايدن» عن قلق الإدارة الأمريكيّة في ظلّ تصاعد الأوضاع في العراق، واتخاذ الصراع منحىً طائفيّاً، وذلك في اتصالٍ أجراه مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة الأسبوع الماضي، محذّراً من خطر تمديد داعش في المنطقة، مع وجود قلق شديد لدى حكومة البحرين، بعد «مقتل ما لا يقلّ عن ثمانية بحرينيّين في سورية» منتمين لـ«عناصر داعش» وعلى فتراتٍ متباعدة، ومع بدء نشاط عناصر داعشيّة مجنّسة وسلفيّين بحرينيّين. كما نوّهت مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما – «سوزان رايس» في مؤتمرٍ حقوقيّ نظّمته «منظّمة حقوق الإنسان أوّلاً» – «حكوميّة» – في ديسمبر كانون 2013، بالقول «إنّ البحرين شريك لنا منذ وقت طويل في المنطقة. وباعتبارها مقرّاً لأسطولنا الخامس، فلا شكّ أنّ استقرارها يشكّل أهميّة استراتيجيّة كبيرة للولايات المتّحدة الأميركيّة».
ويعلم الكثير أنّ الجماعات الإسلاميّة السلفيّة المتطرفة تشكّل خطراً كبيراً على الإدارة الأمريكيّة، التي تعتبرها إحدى أهم المُنغصّات لمشاريعها في منطقة الخليج والشرق الأوسط، بالرّغم من تيقّن الأكثريّة أنّ هذه الجماعة صناعة «صهيو- أمريكيّة» صرف، وما هي إلا أدوات لتعزيز «الوجود الأمريكيّ» في المنطقة، و«شمّاعة» لتوسيع نفوذها وهيمنتها السياسيّة والعسكريّة، وتشكيل درعٍ منيعٍ لوقاية «الكيان الصهيونيّ».
وبالعودة للعقيد «المجرم عادل فليفل»، و«ميليشياته التويتريّة»، وتقرير «منامة بوست» الذي أثار حفيظة هذه «الميليشيات البلطجيّة»، فإنّها كما يبدو محاولاتٍ فاشلة لدرء التهمة عنه بانتمائه الفكريّ والتنظيميّ لـ«داعش والقاعدة»، فهو متورطٌ في أكثر من مناسبةٍ بخطابات الكراهية والفتنة الطائفيّة علناً بصبغةٍ دينيّة، لتصوير الأحداث في البحرين وسورية والعراق على أنّها صراع «سنّي – شيعيّ»، ويستدعي «الفزعة» من «غيارى السُنّة» – على حدّ زعمه، والدعوة الصريحة لتشكيل ميليشيات مدنيّة مسلّحة لمواجهة الحراك الشعبيّ الذي انطلق في فبراير/ شباط 2011، حتى ولو توقّف عن التغريد في موقع التواصل الاجتماعيّ «تويتر»، فحسبه «إعادة التغريد – ريتويت» لحساباتٍ تحمل «أعلام داعش» ومؤيّدة لـ«عمليات داعش» الإرهابيّة في سورية والعراق، كما أنّ «هُلّيلة» الإيحاء أنّه مستهدفٌ باعتباره أحد رموز «الشارع السُنّي»، لن تكون أكثر من «حفلة زار» لا رقص فيها ولا صوت يسمعه إلا من آمن أن مجرماً مثل «الجلّاد عادل فليفل صار حملاً وديعاً، تغطي لحية التُّقى أجزاء جسم الداعية، حتى تكاد تخفي سُبحته»…!
ربما يسعى «فليفل» للحصول على وسامٍ حقيقيّ من الولايات المتحدّة الأمريكيّة غير الذي نفت وكالة الـ«CIA» منحه إيّاه بعد ادّعائه ذلك، ولفت نظر وانتباه البيت الأبيض، وقد يكون ساعياً لدور بطولةٍ واحدٍ وأخير في أحد أقرب أفلام هوليوود السينمائيّة يخلّد ذكراه السيئة في التمثيل…!
هوامش:
معلومات: الجلّاد عادل فليفل «أمير داعش القادم» في البحرين
بيان «جو بايدن»..البحرين و«داعش في الميزان»
بروفايل عادل فليفل.. «بزّتين حالكتين وتاريخ أسود».. «مطلوبٌ للعدالة المفقودة»
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2014070502
المواضیع ذات الصلة
انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»