منامة بوست (خاص): يتساءل المرء عن «التراجيديا» التي تأسّست على يد آل خليفة في البحرين؟ وكيف صنعت هذه «التراجيديا» كوميديا سوداء بفعلٍ غازٍ لا يعرف أن يكذب
منامة بوست (خاص): يتساءل المرء عن «التراجيديا» التي تأسّست على يد آل خليفة في البحرين؟ وكيف صنعت هذه «التراجيديا» كوميديا سوداء بفعلٍ غازٍ لا يعرف أن يكذب؟
في هذا اليوم الذي تحتفل به آل خليفة بذكرى تنصيب الحاكم السابق عيسى بن سلمان آل خليفة حاكمًا على البحرين – والد الملك الحالي- والذي هو امتدادٌ لسطوتهم على البحرين منذ دخولهم في القرن الثامن عشر الميلادي، حيث انتزع فاتحهم المزعوم مقاليد الحكم. من حينها لم تهدأ البحرين، إذ لم يرتضِ البحرينيّون آل خليفة حكّامًا، إلّا أنّ القوّة الاستعماريّة واحدةً تلو الأخرى قد اتّخذت من آل خليفة مرتكزًا لمطامعهم في البحرين، ففي 1716 حاول الخليفيّ بالتحالف مع خالد في الإحساء، ومن عام 1784 لغاية 1799 خضع الخليفيون للملك الفارسيّ الشاهنشاهيّ، وفي القرن التاسع عشر سلّم الخليفيّ للسلطة الوهابيّة في نجد ثم مالوا بالولاء لسلطة البوسعيد في مسقط، أمّا في 1859 فقد تحالفت قبيلة آل خليفة مع الجيش المصريّ الموجود على الحدود الحجازيّة، وفي منتصف القرن التاسع عشر صارت الأمور إلى الإمبراطورية البريطانيّة، فبريطانيا هي التي جعلتهم حكّامًا غصبًا، والحوادث كثيرة جدًّا ما بين البريطانيين والبحرينيّين، إذ عبّر المواطنون أكثر من مرّة على رفضهم للإملاءات البريطانيّة، ففي يوم الجمعة 2 مارس/ آذار 1956م، تجمّع الناس حول قافلة سيّارات لوفدٍ بريطانيّ يتقدّمه المستشار بلغريف، يقول المستشار البريطانيّ في مذكّراته عن ذلك اليوم أنّ «الشعارات كانت من قبيل «يسقط المُستشار» و «يسقط البريطانيّون» ومظاهرة منتظمة، سيّارات تُرجم وتُرفس، والحشد يخفّف من سرعة الموكب. تمّ إلحاق الكثير من الضرر، نوافذ انكسرت، وتجمّعت الحشود المعادية في المحرّق وأغلقوا الطريق وقام البعض بتحطيم حافلة الخطوط الجويّة البريطانيّة وشاحنة حاولوا إحراقها ولكنهم فشلوا «..». إنّ أحد القادة وهو عبد العزيز الشملان كان قد شُوهد بين الحشد مرّتين، في البداية أخذ يُلقي الخطابات ثم بعدها يتظاهر بأمر الناس بألّا يرشقوا بالحجارة. «همرزلي» و«هيلز» كانا كلاهما قد تضرّرا بالحجارة. أداء الشرطة كان جيّدًا جدًّا ولكنّه لم يقُم بأيّة توقيفات ممّا كان سيّئًا، ظنًّا من الضبّاط بأنّهم إذا قاموا بالتوقيف كانت الأوضاع ستتدهور أكثر. ولم يُصب أحد بإصابة بليغة».
أما في عامنا هذا وحيث تطوّر المشهد السياسيّ كثيرًا نحو الأسوأ، فقد عزّز آل خليفة تحالفهم مع المستعمر البريطانيّ بالسماح لإنشاء قاعدة عسكريّة، قالت بشأنها الصحف البريطانيّة في اليومين الماضيين «14-15 ديسمبر/ كانون الأوّل 2014» إنّ السماح بها هو لشراء سكوت بريطانيا على ديكتاتوريّة الحكم وقمعه للشعب البحرينيّ.
لم يكتفِ النظام بذلك، بل صار التجنيس السياسيّ تعبيرًا آخرًا عن «لا وطنيّة» العائلة الحاكمة، فكما أنّ التعاون مع المستعمر لتثبيت الحكم واستقراره نوعًا صارخًا من أنواع الالتجاء للأجنبي على حساب الدّاخل، فكذلك يكون التجنيس، حيث يتعزّز الشعور بالركون للأجنبيّ نكايةً بالمواطن.
وقد فضحت بعض الأرقام العائلة الحاكمة، حيث أشارت السفارة الباكستانيّة إلى تجنيس ما بين 25 ألفًا إلى 30 ألفًا من الباكستانيين، وينتظر على قائمة التجنيس ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف، ناهيك عمّا قاله المستشار السابق للديوان الملكيّ «صلاح البندر» عن وجود سبعين ألف طلب تجنيس.
وبهذا السلوك الخليفيّ، فإنّ العائلة الحاكمة في البحرين تحتفل هذا اليوم بما أسمته العيد الوطني، وهو – في الحقيقة- ليس عيدًا للمواطنين بل للعائلة الحاكمة. وقد أظهرت صورًا تداولها نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعيّ مدى الاستخفاف الوطنيّ بالهويّة، حيث يحتفل بعض الآسيويّون بهذه المناسبة، ويضع آخرون صورة الرئيس العراقيّ المخلوع صدّام حسين إلى جانب صورة رئيس الوزراء خليفة بن سلمان، وهكذا دواليك.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2014071031
المواضیع ذات الصلة
وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»