Friday 22,Nov,2024 21:49

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

يوم الصحافة العالميّ شاهد على «كارثيّة النظام»

منامة بوست (خاص): من المؤكّد أنّ يوم الصحافة العالميّ سيكون ذا أثر قارّ في ذاكرة البحرينيّين، ذلك لأنّ ثورة البحرين ارتبطت بالصحافة من جهتين مهنيّتين، الأولى حين كان البحرينيّون على موعد

منامة بوست (خاص): من المؤكّد أنّ يوم الصحافة العالميّ سيكون ذا أثر قارّ في ذاكرة البحرينيّين، ذلك لأنّ ثورة البحرين ارتبطت بالصحافة من جهتين مهنيّتين، الأولى حين كان البحرينيّون على موعد مع أكبر فظاعة إعلاميّة يرتكبها النظام الخليفيّ بحقّ الوطن بأسره، حيث جنّد عدداً من مدفوعي الأجر من الإعلاميّين المبتذلين، للنفخ في بوق الطائفيّة والكراهية وبثّ الأكاذيب، هذه جهة مشهودة يلمسها كلّ الوطن بأصابع الوجع، ويتنفسها برئة مثقلة من دخان التوتر في بداية ثورته في فبراير/شباط 2011، أمّا الجهة الثانية فكانت محاربة النظام للصحافة الحرّة، كالزميلة صحيفة الوسط، إذ عمد لإغلاقها في أبريل / نيسان 2011. بتهم كيديّة وتلفيقات موجّهة.

كما أنّ النظام استهدف الناس على تعبيرهم الحرّ، حين تحوّل الشعب إلى صحافة تنقل الخبر والتقرير، وترفع آلاف الصور والمقاطع المصوّرة، للتعبير عن أنّة الشعب في ثورته المحبوسة عن الإعلام الدوليّ.

كان الناس ولا يزالون في حرب ضروس مع ديكتاتوريّة النظام لأجل حريّة الكلمة، فقد تحوّل الفضاء الإلكترونيّ – ولا سيّما شبكات التواصل الاجتماعيّ – إلى صحافة شعبيّة تتسابق بجدارة مع صحافة النظام التي يصرف عليها من المال العام ملايين الدولارات في الداخل والخارج.

البعض صنف الصحافة الشعبيّة في الخانة الحقوقيّة، وتصنيفها هكذا يأتي بسبب الدم المسفوك على الأرض، والحرمات المنتهكة التي خلّفها نضال شعب البحرين من أجل قول كلمته بحريّة، حيث جاءت آلة القتل الظالمة على الناشر كريم فخراوي والمدوّن زكريا العشيري، وكسرت جمجمة المصوّر أحمد إسماعيل لكنّها لم تكسر عدسته، ولاحقت الشهيد السيّد علي الموسويّ لكنّه لاحقها بتوثيقه وتاريخه النضاليّ الذي عرّى تاريخها. الشعب لا يزال يتذكّر ثلّة من الصحافيّين الذي لوحقوا في الداخل، وزملاءهم الذين اضطرّوا للهجرة إلى الخارج، فكان مجموع ما وثّقته المنظّمات الدوليّة أكثر من 150 إعلاميّاً قد تعرّضوا لمختلف الأخطار من قبل النظام البحرينيّ.

صار النظام عدوّا لكلّ شيء ينطلق منه الكلمة الحرّة، حيث وصف أحد تقارير منظّمة «مراسلون بلا حدود»، أصدرته في مارس / آذار 2012 يحمل عنوان «البحرين عدوّة للإنترنت»، مدى محاربة الحكومة البحرينيّة لمستخدمي الإنترنت من المدوّنين والناشطين، ويرصد حجب المواقع وملاحقة القائمين عليها. ومؤخرا صدر تقرير منظمة «فريدوم هاوس» الأمريكيّة في شأن مؤشر الصحافة في العالم، فكان تصنيف البحرين مخزياً للغاية، حيث احتلت رقم 21 عربيّاً، و 189 عالميّاً، ما يعطي نتيجة واضحة أنّ الكارثة الإعلاميّة التي غطس فيها نظام الحكم في البحرين وصلت لقعر الخزي والعار.

في هذا اليوم، لا تهتز الذاكرة الوطنيّة الموجوعة بالقمع وتحرث التاريخ الأسود في وجه نظام غاشم فقط، بل تشمر السواعد الحرّة لتجدّد الكلمة الأكثر وجعاً للنظام الفاقد لشرعيّة الحكم، الكلمة التي تنطلق بالصدق لتقول له أنّك لم تعد متمكّناً من استعادة دورة التاريخ وبسط تغوّلك على البحرينيّين. في هذا اليوم ستحتفي أنّات الصحافيّين المسجونين بصمود كلمتهم وأثرها في الوعي الشعبيّ، وسيصل صدى الصحافيّين المهاجرين لأقاصي العالم، ولن يحظى النظام بأيّ احترام كلّما أوغل في كوارثه الأخلاقيّة بشأن الإعلام.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014071715


المواضیع ذات الصلة


  • وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
  • من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
  • عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *