Thursday 21,Nov,2024 18:25

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

د. عبدالهادي خلف.. «الرومانسيّة الأكاديميّة»

منامة بوست (خاص): عبد الهادي خلف، دكتور في علم الاجتماع في جامعة لوند السويديّة، باحث بأدوات الأنثربولوجيا الحديثة حول معاني السياسة وإرهاصاتها المتبدلة، المتّهم بـ«الرومانسيّة

منامة بوست (خاص):عبد الهادي خلف، دكتور في علم الاجتماع في جامعة لوند السويديّة، باحث بأدوات الأنثربولوجيا الحديثة حول معاني السياسة وإرهاصاتها المتبدلة، المتّهم بـ«الرومانسيّة الأكاديميّة»، والمحصور في تاريخيّة الحركة اليسارية العتيقة، والمعارض الجسور وعضو المجلس الوطنيّ 1973 عن الكتلة النيابية المعروفة باسم كتلة الشعب، والتي كانت تمثل التيار اليساري آنذاك.

ولد خلف من رحم حيّ المخارقة بالمنامة عام 1945، حيث شب هناك متأثراً بالمدّ القومي المنتشر آنذاك، فانخرط في التيار اليساري الذي يتزعمه عدد من رجالات النضال، كالراحل عبدالرحمن النعيمي.

تمكن خلف من تجاوز تلك النظرة الآتية من خلف جدران «لوند» العريقة، فالأكاديمي الحصيف استطاع أن يرسخ تصوراً أنثربولوجياً عن آل خليفة، ومهر كتابه «دولة البحرين المهمة غير المنجزة» برؤية الناقد الاجتماعي لسياسة «حكم القبيلة»، مدشناً في كتابه «المقاومة المدنيّة» وطرائق الأسلوب «اللاعنفيّ» في الاحتجاج الجماهيريّ.

تم تكليفه من قبل بقية الأعضاء في كتلة الشـعب بأن يكون ناطقاً باسمها خلال الحملة الانتخابيّة سنة 1973، و دخل المجلس الوطني مع سـبعة آخرين من أعضاء الكتلة.

لكنّ عضويته أسقطت، بسبب منافحته المستميتة ضد تمرير قانون أمن الدولة، فافتتح مكتبة لبيع الكتب أسماها «مكتبة النجمة»، إلا أنّ الأمر الوزاري صدر بإغلاقها في مايو 1974 أي بعد شـهر و نصف فقط من افتتاحها، و اعتقل في نهاية يونيو من ضمن عشـرات من قيادات الحركة السـياسـيّة و النقابيّة.

خلال فترة الاعتقال أصدر النظام قانون أمن الدولة الذي طبّق على خمسة منهم بأثر رجعي وهم «أحمد الذوادي، أحمد الشملان، عباس عواجي، و يوسف العجاجي». بعد تلك الفترة أطلق سراحه في فبراير 1975، ليعتقل مرة ثانية في يناير 1976 حيث تم تسفيره بعد ثلاثة أشـهر، وعاد في أبريل عام 2001، حين حصلت الانفراجة الأمنيّة التي شهدتها البلاد.

عمل خلف في عدد من المؤسسات البحثيّة، ونشر له عدد من الكتب والكتيّبات باللغة العربيّة – بالإضافة إلى دراسات بلغات غيرعربية نشرت في مجلات أوروبيّة – آخر إصداراته كانت تحت عنوان المقاومة المدنيّة الذي صدر عام 1986، وله عدد من المقالات المنشـورة في بعض الدوريّات العربيّة منها مجلة الفكر العربي، الكاتب الفلسطيني، الطريق، النشرة ، النهج، دراسـات فلسـطينيّة والفكر الديمقراطيّ إضافات إلى مقالات سياسية عديدة.

كتب خلف الكثير من الدراسات حول تاريخ البحرين وطبيعة العقليّة القبلية لآل خليفة، وشدّد في أكثرها، على ما أسماه «شرعيّة السيف»، التي تؤمن بها قبيلة آل خليفة كأيّ قبيلة، كما أنه يحرث مفهوم «الفتح» الخليفي بشكل عميق، حيث لا يكتفي بالحد السياسي لـ«الفتح» وإرهاصاته.

تفاءل الدكتور عبد الهادي كثيراً بمشروع الميثاق الوطنيّ، واعتبره نقلة نوعية(1) في تاريخ البحرين، لكنّ الانقلاب عليه بدستور 2002 جعله يعيد النظر، حيث تجنّب الكثير من المماراة السياسية أبان تلك الفترة 2002-2011، مكتفياً بزيارات خاطفة للبحرين كان يعرض خلالها رؤيته في اللقاءات والندوات، ويعود لحصنه الأكاديميّ ليمارس مهنته المفضلة.

حضوره عند النخبة البحرينية بارز، وحيثيته عند كلّ السياسيين محترمة، يعتبره الخليفيون خصما يسارياً عنيداً ، ويدلل البعض على ذلك من خلال عدم تقربه للنظام ككثيرين من رفاق اليسار.(2)

قبل ثورة الرابع عشر من فبراير 2011 بشهر دعا خلف المعارضة بالقفز على دورها الهامشيّ، وعدم الاكتفاء بالنقد(3)، ورسم، في مقالات عديدة تلت الثورة، الوجه النضاليّ المفترض أن تعتمده ثورة اللؤلؤ بعد قمع الجيشين الخليفيّ والسعوديّ لها.

تقاعد من جامعة لوند قبل أشهر، ولا زال يغرّد عن الحال البحرينيّ كلّما سنحت له الفرصة، حيث يبقى متفائلاً بتجريد آل خليفة من سلطتهم، بسبب صمود شباب البحرين وشاباته.

هوامش:

  1. د. عبدالهادي خلف في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط
  2. د. عبدالهادي خلف، اللقاء الرابع – ملتقى البحرين
  3. د. عبدالهادي خلف في حوار مع صحيفة الوسط البحرينية

رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014080215


المواضیع ذات الصلة


  • الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
  • أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
  • «علي العكري» .. الطب­يب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *