منامة بوست (خاص): تناولت الصحافة العربيّة الصادرة اليوم السبت 22 / 3 / 2014، التظاهرة الحاشدة التي نظّمتها المعارضة البحرينيّة ضدّ التمييز الطائفيّ، والحملة الإعلاميّة التي دشّنها ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير المناهضة لسباق فورمولا1 في البحرين، والحديث الجديد لرئيس الوزراء البحرينيّ خالد بن أحمد آل خليفة عن الإخوان المسلمين في البحرين، والتردّد ما بين اعتبارها جماعة إرهابيّة أم لا.

موقع قناة المنار ذكر أنّ قوى المعارضة البحرينيّة، نظّمت تظاهرة حاشدة، خرج فيها البحرينيّون في شارع البديع غربي العاصمة المنامة، وطالبوا باستقالة الحكومة التي يرأسها خليفة بن سلمان آل خليفة، منذ ما يزيد عن أربعين عاماً، أي ما قبل خروج الانتداب البريطانيّ من المملكة.

في حين تطرّق موقع صوت روسيا إلى التظاهرة، حيث أشار إلى أنّ المشاركون انطلقوا في أحد الطرق السريعة التي تربط وسط العاصمة المنامة بضواحيها، وهتفوا بمكبّرات الصوت بشعارات تتّهم الحكومة الملكيّة بالتمييز الممنهج ضدّ السكان الشيعة، على حد تعبير الموقع.

وأضاف موقع قناة العالم، نقلاً عن وكالة الصحافة الفرنسيّة أنّ الآلاف من الرجال والنساء، نزلوا تلبية لدعوات أطلقتها المعارضة، وحملوا أعلام البحرين ورددوا شعارات «كلا كلا للتمييز»«هيهات منا الذلة»«تنحَ يا خليفة». في حين أكّدت المعارضة في بيان في نهاية التظاهرة التي أطلق عليها «والقيد غداً يكسر»، أنّ حراك شعب البحرين لن يتوقف إلا بتحقيق مطالبه في أن يكون مصدر السلطات، مشيرة إلى أنّ التمييز الطائفيّ ينخر جسد البلاد بشكل ممنهج على يد السلطة القائمة، وأنّ السلطات الحاكمة تنهي أي معنى للمواطنة المتساوية، لافتة إلى أنّ ممارسات التمييز المجرمة عالمياً، تمضي في البحرين وفق منهجيّة ثابتة في كلّ أجهزة السلطة، وختم البيان بالتشديد على أنّ شعب البحرين سيواصل مسيرته السلميّة حتى تحقيق مطالبه بحكومة منتخبة وبرلمان كامل الصلاحيات، يأتي من دوائر عادلة ونزيهة.

في سياق آخر، أشار الموقع إلى أنّ ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، دشّن الحملة الإعلاميّة المناهضة لسباق فورمولا1، المزمع إقامتها على الأراضي البحرينيّة في شهر أبريل/ نيسان المقبل، رافضاً إقامة هذه السباقات التي وصفها بالدموية، مشيراً إلى أنّ هذه السباقات هي للتغطية الإعلاميّة على جرائم النظام الخليفي والاحتلال السعوديّ، وخداع الرأي العام العالمي، في حين تقدّمت منظمة الأميركيّون من أجل الديمقراطيّة وحقوق الإنسان في البحرين، برفع شكوى قضائيّة ضدّ إدارة الفورمولا1 في بريطانيا، والفرق المشاركة والجهات الراعية، مطالبة بإلغاء السباق في البحرين، لحماية الشعب البحريني من الانتهاكات التي تعرّض لها في السباقات السابقة التي كانت تستغلّها السلطات لقمع المواطنين المتظاهرين، المطالبين بحقوق مشروعة.

بدورهما موقع قناة العربيّة وصحيفة الدستور المصريّة تناولا حديث وزير الخارجيّة البحرينيّ خالد بن أحمد آل خليفة، في تغريدة له على موقع تويتر، تشديده على أنّ مملكة البحرين تقف مع السعوديّة والإمارات العربيّة المتحدة في تصدّيهما لمخططات الإخوان المسلمين، مضيفاً أنّ البحرين تتصدّى لجماعة الإخوان المسلمين وتهديدها الإرهابيّ الواضح لاستقرار مصر والسعوديّة والإمارات، وتعتبره تهديداً للبحرين وأمنها، مؤكداً أنّ البحرين ستتعامل مع أيّ تهديد مماثل من جماعة الإخوان المسلمين في البحرين، بالأسلوب نفسه الذي تتعامل به مع أيّ تهديد آخر لأمنها واستقرارها.

صحيفتا الرياض السعوديّة والقبس الكويتيّة وموقع إيلاف نقلوا عن خالد آل خليفة، تأكيده على أنّ ما يمسّ أمن واستقرار الأشقّاء في المملكة العربيّة السعوديّة والإمارات، هو مساس مباشر لأمن واستقرار البحرين والعكس صحيح، و«من يعاديهم هو بلا شك عدوّنا»، وأضاف رداً على ما نسبته له إحدى القنوات التلفزيونيّة، أنّه لم يقل أو يذكر أنّ جماعة الإخوان المسلمين ليست إرهابيّة، لكن كلّ بلد يتعامل معهم حسب ما يبدر منهم اتجاهه، مع ضمان الموقف الموحّد اتجاههم، مبيّناً أنّ حركة الإخوان المسلمين هي حركة عالميّة لها نهجها الواحد ومنتشرة في كل العالم، والتعامل معهم هو حسب قانون كلّ دولة، وما تلتزم به من اتفاقات.

وفي سياق متّصل، تطرقت صحيفة الحياة، إلى حديث عضو لجنة الشؤون الخارجيّة في مجلس الشورى السعوديّ عبدالله العسكر، حيث اعتبر أنّ التصريحات البحرينيّة أمر مسلّم به، لأنّ الدول الثلاث، السعوديّة والإمارات والبحرين، تتفق في قضايا الأمن، ولديها نظرة واحدة إلى هذا الملف، وتصريح المنامة يؤكد ذلك. في حين اعتبر رئيس مركز الجمهوريّة للدراسات الاستراتيجيّة الخبير الأمنيّ المصريّ اللواء سامح سيف اليزل، أنّ القرار البحرينيّ يعدّ ضربة جديدة لجماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أنّ الموقف البحرينيّ، هو موقف عربيّ ووطنيّ وليس بجديد على الملك البحرينيّ حمد بن عيسى.

صحيفة اليوم السابع المصريّة، أوردت كلام الباحث المصريّ في شؤون الحركات الإسلاميّة كمال حبيب، حيث أشار إلى أنّ حال البحرين في التعامل مع جماعة الإخوان، مختلف عن غيرها من الدول، لأنّ البحرين أغلبيّتها شيعيّة وعدد سكان السنّة أقلّ، لافتاً إلى أنّ البحرين ضدّ حالة التنظيم الدوليّ وضدّ إخوان مصر، موضحاً أنّ الإخوان في البحرين جزء من القاعدة الشعبيّة، التي لا تبدو فيها تنظيماً مهدداً للدولة، بقدر ما أنّه تعبير اجتماعيّ وسياسيّ متوافق مع الدولة، ولا معنى لاعتبارها جماعة إرهابيّة، أما على المستوى الذي تعتبر فيه الجماعة خطراً على أمن الخليج وأمن مصر، فإنّ البحرين تعتبرها إرهابيّة.