منامة بوست (خاص): شكّلت قضية مقتل الشاب فاضل عباس مسلم – 19 عاماً، معضلة للسلطة في البحرين إذ أنّها أثارت الرأي العام في الداخل والخارج نظراً لتداعيتها التي أثارت الكثير من الأسئلة حول حقيقة ما جرى.

وقد قام مرصد حقوق الإنسان في البحرين بإلقاء الضوء عليها، متأسفاً لما آلت إليه الأمور لدى السلطة التي تستمر بما يعرف بـ: “سياسة القتل خارج القانون”، وفصّل المرصد ما جرى للشهيد منذ ملاحقته في المرخ مع رفيق له، وإطلاق النار عليهما في محاولة لتصفيتهما، وبعد إصابتهما المباشرة قامت قوات الشرطة باعتقالهما دون أن تعلم أسرتيهما عن مكانهما أو حتى وضعهما الصحي، ومنعتهما من زيارتهما ، حتى مضيّ 18 يوماً فإذا بالسلطات الأمنية تخبر أهل الشاب فاضل عباس باستشهاده فكانت جريمة فظيعة حيث وصفها بالمرصد بـ: “الجريمة المرتكبة التي تعرّض لها تستوجب تشكيل لجنة تحقيق دوليّة محايدة لتقف على المتسبب في قتل الشاب والمسؤول عن قتل المواطنين دون مسوغ بسبب شيوع سياسة الافلات من العقاب في البحرين واستخدام القوة المفرطة والقتل خارج القانون وإهمال العلاج والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب”.

هذا وكشف المصدر اعتماداً على أقوال أم الشهيد أنّه لم يكن مطلوباً لدى السلطة، بل كان في زيارة لمنطقة المرخ حيث فاجأتهم القوات الأمنية مع رفاقه، وهاجمتهم مطلقة عليهم الرصاص الحي ما أدّى إلى إصابته بثلاث طلقات، واحدة منها في رأسه، حيث ذكر المرصد إنه “من الواضح أنّ الشهيد قد تعرّض لإطلاق النار المباشر عليه وعلى مرافقيه في جريمة تكشف عن الأساليب البعيدة عن مدوّنة السلوك لرجال الشرطة و تبيّن حجم الانتهاكات التي تقترفها القوات في حق المواطنين المطالبين بالحرية والكرامة والديمقراطية لقد كان من أطلق الرصاص يستشعر الأمان من العقاب على القتل”.

أما بالنسبة لتأجيل خبر وفاة الشهيد، وهنا إشارة إلى احتمال أن يكون قد استشهد مباشرة بعد إطلاق النار عليه، فقد رجح المرصد أن يكون السبب:” انتهاء الاحتفالات بمعرض الطيران كي لا يستاء ضيوف المعرض أو يتكدر خاطرهم بأنباء الدم و القتل”، وتزامنت الجريمة المتعمدة مع الوقت الذي تدعو فيه الدولة إلى الحوار وفي حين يعقد البحرين برنامجاً تدريبياً في القانون الدولي بتنظيم من النيابة العامة حول المستجدات الدولية فيما يتعلق بالتحقيقات والمحاكمات وحقوق المتهمين خلال مرحلتي التحقيق والمحاكمة مع استعراض على نماذج لبعض القضايا الدوليّة والمحليّة ويشارك فيه اعضاء من أجهزة الأمن والنيابة والقضاء ورجال قانون دوليين.

وبعد أن تساءل المرصد عن المبادئ التي يعتمد عليها القائمون على الأجهزة المعنية عندما يصاب مواطن بطلق ناري منذ 18 يوماً دون أن يتمكن أهله من معرفة مصيره أو أن تتاح لهم زيارته والاطمئنان عليه ومعرفة وضعه الصحي وتأكيد علاجه وضع المرصد حادثة الشهيد فاضل عباس ضمن “الحوادث التي تندرج تحت جرائم القتل خارج القانون والتي درجت أجهزة الأمن على القيام بها منذ عقود وقد تأصلت في عقيدة رجال الشرطة منذ قيام انتفاضة 14 فبراير 2011م، مناشداً القضاة والمحققين والمختصيين الدوليين للوقوف على حقيقة ما جرى.

يذكر أنّ الجهات الرسمية قد أقرت في وقت سابق بإصابته إلى جانب شخص آخر بالذخيرة الحيّة التي أطلقتها قوات الشرطة البحرينية عليهما في منطقة المرخ غرب العاصمة المنامة دون الإعلان عن موته، وبررت فيما بعد أنّ قواتها لجأت إلى إطلاق النار عليهما دفاعاً عن النفس حين كانا يهاجمان أفراد الشرطة ولكن الذي يكذب ادعاء السلطة أنّ الرصاصة التي قتلت فاضل كانت مستقرة في رأسه من الخلف وليس الأمام.