Saturday 23,Nov,2024 07:31

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

أسئلة في إطار دعوة «نبيل رجب»

منامة بوست (خاص): دعا نبيل رجب إلى خارطة طريق في البيت الداخليّ البحرينيّ، وإلى لملمة الأوراق لحلّ الأزمة في البحرين، في الأيام القادمة ستتوضّح فيما إذا كانت دعوة رجب ستأخذ منحىً عمليّاً

منامة بوست (خاص): دعا نبيل رجب إلى خارطة طريق في البيت الداخليّ البحرينيّ، وإلى لملمة الأوراق لحلّ الأزمة في البحرين، في الأيام القادمة ستتوضّح فيما إذا كانت دعوة رجب ستأخذ منحىً عمليّاً – ولو على سبيل المحاولة – أم أنّها ستكون كغيرها.. دعوةً في فضاء الأمنيات؟

تكتسب دعوته أهميّتها من صلته الوثيقة بالمنظّمات الدوليّة الكبرى، وثقله عند الجمعيّات السياسيّة التي تحاول أن تستفيد من منهجه السلميّ وحبّ الناس له، لضبط الشارع دون الانزلاق للعنف.

ولعلّ الجمعيّات تتلقّف دعوته كمشروع تدعمه دعماً واسعاً، لكن مع بعض الإضافات والتعديلات التي تتناسب ومقاس الجمعيّات وضروراتها المعروفة، التي تتمحور في كونها كياناً سياسيّاً رسميّاً، ملتزماً بعلاقاته الدبلوماسيّة محليّاً ودوليّاً.

لذا، من المتوقّع أن تدرس الجمعيّات المعارِضة دعوة رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان دراسةً جادّة، وتبحث سُبُل إنجاحها للخروج من أزمةٍ سياسيّة مجهولة المآلات.

لكنّ تفعيل ذلك يحتاج إلى تنازل، ولو جزئيّ، من قبل الجمعيّات عن «السلميّة الدستوريّة» إلى السلميّة النضاليّة التي يتبنّاها نبيل رجب، والتي قد تخفّف من عنف بعض مجاميع الشباب، كونها تنفّس عن الغضب وتوجع النظام، وهي السلميّة التي انتهجها شعب البحرين بداية ثورة الرابع عشر من فبراير/شباط 2011 في دوّار اللؤلؤة.

ومن هنا، يرى مراقبون أنّ الحقوقيّ الأشهر في البحرين يصنع تدافعاً جميلاً وثريّاً ما بين قوى الثورة التي تنحو إلى التصعيد في وجه النظام القمعيّ، والجمعيّات التي تحاسب لكلّ صغيرة وكبيرة.

في هذا الإطار أيضاً يمكن أن تستفيد القوى الثوريّة من هذا التدافع، وهذا ما خطاه تيّار الوفاء الإسلاميّ بالترويج لمقولة نبيل: لا حوار والرموز في السجون، ما يمكّن القوى الثوريّة «تيّار الوفاء خصوصاً» من الهرولة للأمام في إبراز التصريحات التي قالها وسيقولها رجب، والتي تُقرأ – من قبل تلك القوى- بأنّها تصعيديّة إذا ما قورنت بنهج الجمعيّات السياسيّة.

الحثّ على حلّ المُعضل السياسيّ «الذي يُوصف عند البعض بالأزمة» ليس خيار الجمعيّات السياسيّة وحسب، بل هو خيار بعض القوى الإقليميّة والدوليّة، وإن بدت غير جادّة تماماً في تعجيل ذلك الحلّ لوجود ملفّات أكبر من البحرين، إلّا أنّ الملف البحرينيّ مطروح على مناضدها كلّما جلس الفرقاء لمناقشة الوضع الجيوسياسيّ للمنطقة.

في ظلِّ كلّ هذا المشهد، هل سيتمكّن الساعون للحلّ السياسيّ من دفع العجلة في مسار انفراج حقيقيّ يشتمل على مشاركةٍ في صنع القرار؟ أم أنّ العجلة وإن تحرّكت فإنّ البُطء حليفها لوجود مطبّات واضحة في طريقها الوعر؟ وإذا كان بُطء الحلّ السياسيّ يلازمه تقديم تضحيّات شعبيّة، ألن يرسِّخ ذلك كُفر الناس بالنظام السياسيّ القائم حالياً؟

كل تلك الأسئلة وغيرها، مرصودة برسم الواقع الذي يشي بالكثير من الوقائع القادمة، التي من المُمكن أن توضّح المشهد، ومن المُمكن أن تزيده غموضاً ومجهوليّة!


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014092507


المواضیع ذات الصلة


  • وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
  • من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
  • عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *