منامة بوست: أعلنت لجنة الاختيار الخليجية المشكلة من شخصيات إعلاميّة وحقوقيّة خليجيّة لمنتدى الخليج بأنّها استقرت على اختيار المصور البحريني أحمد الفردان كواحد من أصل خمسة إعلاميين الأكثر تأثيراً على مستوى الخليج نظراً إلى ما عاناه في نقله لحقيقة ما يجري في البحرين مصرّا على مواقفه ومهنيّته، فقد استهدف مراراً بسبب نقل ما يحدث في الشارع بكل جرأة وشجاعة.
واعتقل الفردان فجرالخميس 26 ديسمبر/كانون الثاني لأول مرة، ثم اعتقل ثانية لساعات مساء 13 أغسطس/آب 2013 على يد أجهزة المخابرات التي أُوسعته ضرباً، كما تم تهديده، وابتزازه من قبل ضابط من جهاز الأمن المركزي، إلا أنهرفض عروض الشرطة الابتزازيّة وظلّ مخلصاً للصورة والحقيقة وحدها. وقد انقطعت أخباره ليوم كامل عن أهله فيما يخص وضعه ومكان تواجده، إلى أن اتصل في مكالمة امتدت لـ’عشر ثوانٍ’ من مكان احتجازة.
في 9 يناير/ كانون الثاني 2014، أفرجت السلطات الأمنية عن الفردان بضمان محل إقامته، وذلك بعدما أمرت النيابة العامة بحبسه خمسة وأربعين يوماً على ذمة التحقيق قضى منها أربعة عشر يوماً، وذلك بتهمة المشاركة في مسيرة غير مرخصة بتاريخ (16 ديسمبر/ كانون الأول 2013).
وروى المصور الفردان خلال أحد اللقاءات الصحفيّة طريقة اعتقاله قائلاً: «كنت نائماً لحظة مجيء قوات الأمن لاعتقالي وقد تمت مصادرة هواتفي، وأيضاً صور شخصية لزملائي المصورين التي أحتفظ بها، وجميع الإلكترونيات الأخرى، وأوضح الفردان كيفية إركابه الحافلة لينقل للتحقيقات الجنائية، حيث وضع في غرفة شديدة البرودة لمدة ساعة، واصفاً كيفية ضربه لدرجة الإغماء ومعاناته من ضيق التنفس، ما استلزم إحضار الطبيب له الذي حوّله إلى مستشفى السلمانية وهناك أعطي مغذيّاً (سيلان)، وخضع للتصوير بالأشعة وتخطيط لقلبه أظهر وجود كور في ضلعين، بعدها نقل من جديد إلى التحقيقات.
وذكر الفردان بعضاً مما جرى معه داخل قسم التحقيقات: “بعد إرجاعي إلى مبنى التحقيقات تم إخباري بأنني متهم بالتجمهر في تاريخ 16 ديسمبر مع 60 شخصاً” .وقال: “طلبت من المحقق التحدث فأذن لي، قلت إنني لم أتجمهر بل قلت له أنا مصور صحافي تابع لوكالة أنباء إيطالية اسمها «إن يو آر فوتو» وأنا أقوم بواجبي الصحافي، ولكن فجأة تم اصطحابي مجدداً إلى مبنى القلعة، وبقيت في مستشفى القلعة لمدة 6 أيام بلا استحمام». وعن تفاصيل الإفراج عنه، قال: «ظهر أمس تم استدعائي من قبل الشرطي المسئول عن العنبر، وأخذوني للإدارة، وبقيت لفترة واتضح أنهم جاءوا للتحقيق معي بشأن شكاوى التعذيب، وسألني عن الإصابات وكيفية حدوثها، وأخبرته بكل التفاصيل».
وأوضح الفردان «قال لي الشخص إنه جاء لتقصي الحقائق، وإنه حضر بسبب البيان الذي أصدرته منظمة العفو الدولية، وسألني كيف استطعت أن تصل لمنظمة العفو الولية، من الأشخاص الذي أخبروا المنظمة؟، فأجبته عن طريق الأهل، والمتضامنين معي من إعلاميين وهذا شيء طبيعي، لأنهم يتضامنون مع زميلهم». مضيفاً «بعد التحقيق جعلني أوقع على أقوالي».
وكان عدد من المنظمات الحقوقية بينها لجنة حماية الصحافيين، ومجموعة بحرين 19 ومنظمات أخرى قد انتقدت اعتقال المصور الفردان، وأصدرت بيانات دعت فيها السلطات البحرينية للإفراج الفوري.
وتقول عائلة أحمد إن ابنها تعرض خلال اعتقاله للضرب المبرح في مبنى التحقيقات الجنائية الذي مكث فيه أياماً عدة، قبل أن يتمّ تحويله إلى العيادة في مقر وزارة الداخلية (القلعة) بعدما أُغمي عليه، وقدكشفت صور الأشعة السينية أنه يعاني جراء كسر في ضلعين.
أحمد، مصور صحافي يصور التظاهرات التي تشهدها البلاد بين الفينة والأخرى، كما يصور المناسبات الدينية، والأحداث الرياضية التي تقام على أرض البحرين. ويعمل الفردان لمصلحة وكالة ‘ديموتكس’ ووكالة ‘نُر فوتو’، كما أنه حائز على 105 جوائز دولية في مسابقات التصوير التابعة لـ’الاتحاد الدولي لفن التصوير’ و’الجمعية الأميركية للتصوير’، بالإضافة إلى المركز الثاني في مسابقة ‘آيفكس’ الدولية لفضح حالات الإفلات من العقاب كجزء من فعاليات ‘اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب’، والمركز الأول في منظمة ‘فرونت لاين’.
وكانت ‘لجنة حماية الصحافيين’ قد طالبت السلطات البحرينيّة بالإفراج الفوري عن الفردان، حيث قال منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اللجنة شريف منصور، إنه ‘بالرغم من تأكيداتها الشفوية على أهمية العمل الصحافي، إلا ان الحكومة البحرينية مستمرة في محاولة قمع أي مصدر للمعلومات لا يتفق مع روايتها الرسمية باعتقال أحمد’. ورصدت اللجنة أيضاً، في تقريرها السنوي لإحصاء الصحافيين المسجونين في جميع أنحاء العالم، ثلاثة من الصحافيين البحرينيين وهم أحمد حميدان وحسين حبيل وعبد الجليل السنكيس.