منامة بوست (خاص): هنّأ الملك الخليفيّ حمد بن عيسى آل خليفة الرئيس المصريّ المخلوع حسني مبارك على تبرئته من التهم الموجّهة إليه أمس السبت 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014. وقد نشرت وكالة الأنباء الرسميّة خبر التهنئة بالقول أنّ الملك قد أجرى «اتصالًا هاتفيًّا مع أخيه الرئيس المصريّ الأسبق محمد حسني مبارك، اطمأنّ جلالته على صحّته وهنّأه بصدور حكم البراءة من القضاء المصريّ»، وتضيف الوكالة الرسميّة، «وعبّر جلالته عن تقديره لمواقف الرئيس محمد حسني مبارك المشرّفة تجاه مملكة البحرين، وجهوده في تطوير العلاقات بين مملكة البحرين وجمهوريّة مصر العربيّة الشقيقة في المجالات كافّة، متمنّيًا جلالة الملك المفدّى للرئيس الأسبق موفور الصحّة والسعادة».

فهل كان حمد بن عيسى آل خليفة مضطرًا للبروتكول السياسيّ بين الرؤساء، لهذه التهنئة؟ حيث إنّ مبارك لم يعد رئيسًا!

أم أنّ فيضان الإنسانيّة لدى جلالته قد فاض على الكتمان، فراح يهنّئه رسميّا بقرار قاضٍ أحرق قلوب الملايين من الشعب المصريّ، ما جعلهم ينزلون إلى ميدان التحرير يوم أمس وينادون بـ «أين العدالة»؟

الإعلاميّ محمد عقل غرّد معلّقًا، «ملك البحرين يهنّئ صديق المهنة حسني مبارك بالبراءة من دم الشعب المصريّ».

أما الإعلاميّ قاسم حسين فكتب مقالًا في صحيفة الوسط بعنوان «مهزلة القرن»، فيه إشارات إلى فداحة تبرئة مبارك من كلّ الجرائم التي ارتكبها. ولعلّ المقال إيحاء غير مباشر على خطأ تهنئة مجرم مبرّأ، على قاعدة «ما بني على باطل فهو باطل».

الصحف ووكالات الأنباء تناقلت الخبر، ولعلّ الصحيفة الأولى التي عملت على كشف هذا الخبر هي صحيفة الوفد المصريّة، والتي كشفت في الشهر نفسه من عام 2011 زيارة ملك البحرين للرئيس المصريّ في محبسه.

التلفزيون المصريّ وقتها أعلن الخبر أيضًا، ونادت الجماهير المصريّة بسقوط ملك البحرين لمساندته الديكتاتور المخلوع.

الصحفيّ الجريء حمدي قنديل، وفي برنامجه الشهير «قلم رصاص» قال إنّ زيارة ملك البحرين لـ حسني مبارك تعدّ استفزازًا للمصريّين.

ما اضطرّ وزارة الخارجيّة البحرينيّة آنذاك إلى نفي الخبر بشدّة، حيث وصفه وزير الخارجيّة خالد بن أحمد بأنّه خبر مختلق.

اليوم وبعد دخول الربيع العربيّ في حالة من الركود والفتور، لن يخجل ملك البحرين في إعلان تضامنه مع حسني مبارك، فمبارك أخٌ للملك كما عبّرت وكالة الأنباء الرسميّة «بنا». وكما جاء في الأثر، «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل».