Friday 22,Nov,2024 21:22

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

هل احترافيّة الصحافة مهدّدة في البحرين؟

منامة بوست (خاص): مرّ يوم الصحافة العالميّ قبل أسبوع على البحرين، وسط استنكار شديد من قبل المؤسّسات، والجمعيّات، والشخصيّات لواقع الصحافة في البلاد، ومدى ضيق الحريّة الموجودة، في ظلّ اعتقال

منامة بوست (خاص): مرّ يوم الصحافة العالميّ قبل أسبوع على البحرين، وسط استنكار شديد من قبل المؤسّسات، والجمعيّات، والشخصيّات لواقع الصحافة في البلاد، ومدى ضيق الحريّة الموجودة، في ظلّ اعتقال، وقتل، وتشريد عدد من الإعلاميّين، بين صحافيّ، ومصوّر، ومدوّن، وكاتب، وناشر..الخ.

هذا الحراك المستنكر للسلطة أمر طبيعيّ، حيث فيضان الجرائم الرسميّة بحقّ الوطن وحريّاته، ومن بينها الصحافة والصحافيّين، يقتضي الاستنكار والتنديد.

إلّا أنّ «احترافيّة» المهنة لا تتقوقع على ذلك الجانب، فالصحافيّ ليس المعارض دوماً، وليس المناوئ للأنظمة الرسميّة، كما أنّه ليس الموالي لها والدائر في فلكها حمداً وتسبيحاً.

احترافيّة مهنة الصحافة وشرفها تكمن في «نقل الواقع»، الكلمتان الصعبتان اللتان تواجهان واقعنا، خصوصاً وأنّ الصحافيّ البحرينيّ انشطر إلى شطرين، شطر مع النظام وشطر مع المعارضة، وهكذا ترسّخ مشهده بلا أيّ ممارسة في البين تتخّذ دور المراقب لفعل الكيانين «النظام/المعارضة»، بكلّ حياديّة.

صحيح أنّ بعض الصحافيّين مارسوا النقد بحقّ الإثنين، وهذا ما يُشكرون عليه طبعاً، لكنّ الحالة العامّة للصحافيّين ليست كذلك، فهي إمّا في ضفّة النظام أو ضفّة المعارضة.

لعلّ هنالك جذوراً تسبّبت في هذه الانحيازات الحادّة، كما هنالك أسباب مرحليّة حتمت لجوء البعض للدفاع عن المعارضة دون نقدها.

من الجذور التي يمكن رصدها في هذه الانحيازات، أنّ الصحافيّين في البحرين غالباً ما يكونون من الأحزاب والجماعات التقليديّة، التي اتّخذت سلفاً موقفاً من النظام والمعارضة تأييداً أو مناوئة، وهذا أمر واضح. أمّا الأسباب المرحليّة فهي سقوط الدم على الأرض منذ ثورة الرابع عشر من فبراير ولحدّ هذا اليوم، ما حدا بثلّة من الصحافيّين إلى مناوئة النظام بوصفه ظالماً ومنتهكاً لحقوق الإنسان، وهو موقف إنسانيّ مشرّف.

لكنّ المعارضة لا تخلو من العديد من الهفوات السياسيّة في حراكها اليوميّ، والصحافيّ ليست شغلته أن يكون بوقاً للنظام ولا أن يكون بوقاً للمعارضة، ونقل الحقيقة هي السمة الشرفيّة التي تدّعيها الصحافات الكبرى وتفاخر بها. وبالتالي دور المراقب الحيادي نسبيّاً مفقود.

وإذا كان من الشجاعة تحدّي الواقع الأمنيّ الذي تفرضه الأجهزة الأمنيّة على الصحافيّين، وقول الكلمة الحرّة رغم صعوبة وخطورة دفع الثمن أمنيّاً، فإنّ من الشجاعة أيضاً أن يقول الصحافيّ كلمته دون الخوف من الجماهير المؤيّدة لأحزاب المعارضة.

الحديث عن ذلك مهمّ من ناحيتين: الأولى أنّ مهنة الصحافة هي أن يكون الصحافيّ «مراقباً» للأحداث والحراكات والكيانات، والناحية الأخرى أنّ الفوضى الكبيرة التي تحدث في البحرين تحتاج لتقديم قراءات جادة ورصينة، توضح مواطن الخلل، دون مواربة أو تردد.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014102200


المواضیع ذات الصلة


  • وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
  • من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
  • عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *