Thursday 28,Nov,2024 02:27

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

هل الانتخابات في البحرين ستحسم الجدل أم ستعمّقه؟

منامة بوست (خاص): توقّف الكثير عند لقاء وليّ العهد سلمان بن حمد آل خليفة قبل أيّام مع بعض الشخصيّات المجتمعيّة التي تتوزّع على قطاع الاقتصاد والثقافة والسياسة. لم تكن مبادئ وليّ العهد الخمسة

منامة بوست (خاص): توقّف الكثير عند لقاء وليّ العهد سلمان بن حمد آل خليفة قبل أيّام مع بعض الشخصيّات المجتمعيّة التي تتوزّع على قطاع الاقتصاد والثقافة والسياسة. لم تكن مبادئ وليّ العهد الخمسة محور الحديث فقط في التحليل والنقد أو حتى التأييد، بل راح الحديث يطال موضوع الشخصيّات أنفسها، وهل هي تمثّل قطاعاً من المجتمع أو مؤسّساته، أم هي شخصيّات تمثّل نفسها لا غير؟

هذا اللغط الذي شاب لقاء وليّ العهد يعدّ أمراً طبيعيّاً جداً، فهو أوّلا يحمل عنوان “تسوية” وإن اختلفت التوصيفات والمسمّيات، وثانياً عقد اللقاء على مقربة زمنيّة مع انتخابات نيابيّة مقرّرة أواخر العام الجاري.

فحدث الانتخابات يعدّ مهماً جداً، لا لذاته، إنّما لأنّه يعبّر عن حالة مفاصلة بين مرحلتين، مرحلة الثورة أو الخروج منها.

ولأنّه كذلك، فقد رفع الأمين العام للوفاق الشيخ علي سلمان من لهجته تجاه النظام وتجاه لقاء وليّ العهد، لكن عبدالجليل خليل (نائب سابق وقياديّ بارز في الوفاق)، قال لصحيفة الشرق الأوسط أنّ المعارضة مستعدّة لمفاوضة النظام، وأنّها- أيّ المعارضة- لم تعلن المقاطعة.

في المقابل، ماجت شبكات التواصل الاجتماعيّ بحالة من النقد اللاذع للقاء وليّ العهد، بل طال النقد بعض الشخصيّات بعينها، خصوصاً الوجوه الثقافيّة، بما تمثّل الثقافة من حالة تحرريّة مفترضة غير مرهونة بإرادة الأنظمة الحاكمة.

وبين هذا الحال وذاك، تعيش البحرين أجواء ترقب، تترجمها بعض التساؤلات المجتمعيّة، من قبيل، هل سيطرح النظام تنازلات جادة؟ هل ستقاطع المعارضة أم ستشارك في الانتخابات؟ ما هو مصير الحراك اليوميّ للشباب؟ هل سيفرج عن المعتقلين، ولا سيّما الرموز؟ هل الإفراج عن الرموز المعتقلة سيكون قبل الانتخابات أم بعدها؟ ما هو موقف الرموز المعتقلة من سقف الإصلاحات القادمة؟ هل ستخمد الثورة أم ستزداد اشتعالا؟

كلّ تلك التساؤلات، وإن بدا بعضها معبّراً عن حالة عفويّة لا تستنطق التحليلات ولا تهتم بمتابعة التفاصيل وما يحاك تحت الطاولات وفي الغرف المغلقة، كلّ تلك التساؤلات وإن كانت كذلك فإنّها مهمّة، لأنّها مجسّ لنبض المجتمع وهواجسه وتخوّفاته، ما يعكس تقبّل هذا المجتمع أو رفضه لأيّ حالة تتّخذها المعارضة إزاء الانتخابات.

هذا يعبّر عن حالة من الصورة المربكة التي يحملها المشهد السياسيّ في البحرين، وقد شغّلت السلطة جهاز القضاء لمطاردة جمعيتي (الوفاق ووعد)، لكي يكون الردّ جاهزاً حين تقرّر الجمعيّات المقاطعة بشكل فعليّ وحاسم. وحالياً تأتي الاستئنافات لإعطاء الجمعيّات مزيداً من الوقت والفسحة للتفكير والتراجع. حيث يعقد يوم غد جلسة المحكمة للجمعيّتين.

في قبال كلّ ذلك أعلن ائتلاف شباب الرابع عشر من فبراير عن تدشينه مشروعاً سياسيّاً جديداً، ولم يكشف عن ملامح ذلك المشروع ولا وقت الإعلان عن تفاصيله بالتحديد. كما صعدت التيارات الثوريّة من خطابها في رفض قاطع لأيّ تسوية قادمة، وأبدى كلّ من تيّار الوفاء الإسلاميّ وحركة أحرار البحرين، وحركة حقّ، وتيار العمل الإسلاميّ بالإضافة إلى الائتلاف عن حسمهم لخيار إسقاط النظام.

هذا وتتصاعد وتيرة الأحداث على المستوى الإقليميّ، فتتمدّد محاور وتنكمش أخرى من دون حسم لغلبة محور على آخر، وبما أنّ البحرين تتأثر تباعاً بالإقليم لنفوذ تلك المحاور عليها، فإنّ الصورة المعتمة لما هو قادم تزداد قتامة.

فهل اقتراب موعد الانتخابات سيحدّد شيئاً ما في البحرين، وكيف ستكون ردّة فعل القوى الثوريّة التي حسمت خيارها من النظام فيما لو شاركت الجمعيّات في الانتخابات؟


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014111929


المواضیع ذات الصلة


  • انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
  • انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
  • انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *