منامة بوست (خاص): لا زالت البحرين تراوح محلّها في سياق التجاذبات الدوليّة، ولا تزال الالتفاتة لهذا الأرخبيل الصغير في جغرافيّته وموارده الطبيعيّة، ورقة من أوراق اللعب الإقليميّ في المنطقة
منامة بوست (خاص): لا زالت البحرين تراوح محلّها في سياق التجاذبات الدوليّة، ولا تزال الالتفاتة لهذا الأرخبيل الصغير في جغرافيّته وموارده الطبيعيّة، ورقة من أوراق اللعب الإقليميّ في المنطقة، والواضح أنّ كلّا من النظام والمعارضة يعوّلان على دور أمريكي في تدعيم موقفيهما، فأمّا النظام فيريد من الموقع الجيوسياسي للبلاد صكاً يدغدغ به الأمريكي في التجسّس على المنطقة، عبر وجود أسطوله الخامس، إضافة إلى وجود بنوك «الأفشور» الدوليّة التي ترجع بالفائدة على البورصة الأمريكيّة، وأخيراً يدفع النظام باتجاه إلى أنّ «الخليفيّ» بالنسبة للأمريكيّ أفضل من غيره في البحرين، على الأقلّ من ناحية عدم الانفلات الأمنيّ الذي تدعمه السعوديّة على أراضي خصومها.
وفي الجانب المعارض، فالأمر واضح لا يحتاج لتكرار أكثر، وما زيارة وفد المعارضة مؤخراً إلى باريس إلّا دليل إضافيّ على تعويلها على المحور الأمريكيّ.
لكنّ أحداث العراق الأخيرة كشفت ما هو معروف، لكن تكشّفه هذه المرة كان بشكل فاقع وفاضح، بحيث وضع المعارضة أمام مسؤوليّة جسيمة، كما وضع النظام الخليفي أمام تحدٍ كبير.
فأمريكا لا تلتزم بمعاهداتها واتفاقاتها، فضلاً عن أنّها لا تلتزم بوعودها؛ فرغم أنّ ثمّة اتفاقيّة أمنيّة موقعة بين واشنطن وبغداد، إلّا أنّ البيت الأبيض لم يبد رد فعل في حجم ما حدث في محافظة نينوى، بل راح الرئيس الأمريكيّ، وبكلّ برود، يصرّح أنّ أمريكا لن ترسل قوّات أمنيّة للعراق حاليّا.
يقول تقرير قناة «الميادين» أنّ «الاتفاقية الأمنيّة بين بغداد وواشنطن، والتي وقّعت عام 2008 هدفت إلى وضع الأحكام الرئيسة التي تنظم وجود القوّات العسكريّة الأميركيّة في العراق وأنشطتها وانسحابها التدريجيّ، وطبيعة العلاقة بين البلدين بعد الانسحاب الأميركيّ، فالتطوّر الأمنيّ الذي طرأ على العراق خلال الأيام الأخيرة كشف تقاعساً في تنفيذ بعض النقاط الأساسيّة، على رأسها عدم التزام الولايات المتحدة بتسليح وتدريب الجيش العراقيّ، بما في ذلك تطوير المنظومة الدفاعيّة العسكريّة العراقيّة بالمستوى المطلوب لمواجهة الإرهاب، وإلى جانب التدريب والتطوير العسكريّ تكمن النقطة الأهم في الاتفاقيّة، وهي التعهّد الأميركيّ بالدفاع عن سيادة العراق، ونظامه المنتخب من أيّ أخطار خارجيّة أو داخليّة. وهو بند أصيل في هذه الاتفاقيّة، يقول العراقيّون إنّ واشنطن لم تنفذ هذا البند في كثير من الأحداث التي ينطبق عليها هذا البند وآخرها هجوم داعش الأخير، وسقوط الموصل وعدد من المناطق في يديه، أمّا البند المتعلّق بالتعاون السياسيّ والعسكريّ الوثيق بين الطرفين لمحاربة الإرهاب المحليّ والدوليّ، فلم يحظ باهتمام الأميركيّين كما يقول المسؤولون في العراق، فالحدود العراقيّة كانت ولا زالت لا تحظى باهتمام أميركيّ، حتى تحوّلت إلى أكبر معابر التهريب للإرهابيّين».
ومن هنا يُطرح سؤال: إلى أيّ حدّ من المفترض أن نثق بالأمريكان؟ وهل ثمّة ميزان سياسيّ واضح ذو نظرة استراتيجيّة تجعل التحالف (أو التعاون) مع الأمريكي في تموضع حذر، بحيث لا يضرّ ابتعاده أو نكثه لعهده ووعده؟
هذه الأسئلة برسم مصير البحرين الذي يراوح محلّه، بين نظام يبطش بالشعب وهو مستند على أمريكا، وبين معارضة تطالب بحقوق الشعب وهي تعول على أمريكا.
إنّ العراق درس كبير.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2014112642
المواضیع ذات الصلة
وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»