منامة بوست (خاص): يبدو أنّ النظام الخليفيّ في سباق مع الزمن، ويخلق أوراقاً للقوّة والضغط في أكثر من جهة. البحرين وإن كان الأسطول الخامس متمركزاً فيها، إلّا أنّ النظام الخليفيّ يعرف إيصال رسالته للأمريكيّ والبريطانيّ
منامة بوست (خاص): يبدو أنّ النظام الخليفيّ في سباق مع الزمن، ويخلق أوراقاً للقوّة والضغط في أكثر من جهة. البحرين وإن كان الأسطول الخامس متمركزاً فيها، إلّا أنّ النظام الخليفيّ يعرف إيصال رسالته للأمريكيّ والبريطانيّ، فاتّفاقه الأمنيّ مع روسيا الاتحاديّة في ظلّ صعود نجم الأخيرة عالميّاً على المستويين السياسيّ والأمنيّ، يعني أنّ النظام يسعى إلى تنفيس الضغط الغربيّ عبر مراوح تهوية، تتمثّل في التحالفات الأمنيّة والسياسيّة مع دول تُعتبر مناوئة للمحور الأمريكيّ.
فقد وقّع الجيش الخليفيّ يوم الثلاثاء 29 أبريل/ نيسان، اتفاقيّة مع وكالة صادرات الدفاع الروسيّة «روزو برنكز بورت»، تقضي بالتعاون العسكريّ، ويتمّ بموجبها تزويد الجيش البحرينيّ بمنظومة دفاعيّة متطوّرة. وقالت وكالة أنباء البحرين أنّ هذه الاتفاقيّة تأتي في إطار الزيارة التي قام بها وليّ العهد، سلمان بن حمد آل خليفة، إلى جمهوريّة روسيا الاتحاديّة، وفي ظلّ سعي السلطات البحرينيّة لتطوير قدراتها العسكريّة بأحدث وسائل الدفاع.
الواقع أنّ البحرين لا تحتاج لمنظومة دفاع، لأنّها لن تخوض حرباً مع أحد، ومنظومات الأسطول الخامس كافية في حال نشوب حرب إقليميّة. إلّا أنّ للموضوع دلالته السياسيّة؛ لذا فقد وصف السفير الروسيّ لدى البحرين فيكتور سميرنوف، زيارة وليّ العهد سلمان بن حمد آل خليفة التي قام بها إلى روسيا مؤخراً بـ «المهمّة جداً»، معتبراً أنّ «مذكّرات التفاهم والتعاون التي تمّ التوقيع عليها بين الجانبين، والتي ضمّت بروتوكولات تعاون اقتصاديّ وتجاريّ وعسكريّ وفنيّ، تُمثّل بداية الانطلاقة لمرحلة جديدة من التعاون المُشترك بين البحرين وروسيا في جميع المجالات» .
كما أنّ نظام آل خليفة يسعى للقول بأنّه يمكن أن يتحالف مع غير الولايات المتحدة، روسيا في المقابل لديها رسائلها أيضاً، التي تريد إيصالها لواشنطن ولندن، حيث قال سميرنوف في حوار خاصّ مع وكالة أنباء البحرين «بنا» نشرته أمس، أنّ بلاده تسعى مع البحرين إلى إقامة نظام للأمن الإقليميّ يقوم على إجراءات بناء الثقة حيال الصراعات وبحيث يتمّ إنشاء “منظومة” للتعاون والأمن.
وذكر السفير الروسيّ أنّ هناك جهوداً مُشتركة لتنفيذ مثل هذه المُقترحات التي تدعم الأمن الإقليميّ، خاصّةً عبر الحوار الاستراتيجيّ مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، مشيراً إلى أنّ آخر اجتماع بهذا الخصوص تمّ في الكويت خلال العام الجاري، وقال إنّ هناك جملة من التحدّيات الإقليميّة التي تفرض بذل مجهودات من أجل تحقيق الاستقرار وتوفير التفاهم بين الدول.
اللعب الحاذق للروس معروفٌ ومشهود، إلّا أنّ ما يهُمّ المُتابعين محليّاً هو اللعب السياسيّ للخليفيّ، الذي بدا أكثر لياقةً مع التحديات العاصفة به، الأمر الذي ينبغي أن يدفع المعارضة إلى توسيع أُفُق لعبها السياسيّ وفرض توازنات أخرى من شأنها أن تضغط على النظام بشكل حقيقيّ.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2014120117
المواضیع ذات الصلة
وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»