Sunday 07,Jul,2024 10:47

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

عيسى الأيوبي لـ«منامة بوست» : النظام البحرينيّ سقط … والاستفتاء الشعبيّ نتاج عظيم لمسيرة جبّارة

منامة بوست (خاص): من باريس، أجرت «منامة بوست» لقاءً خاصًا مع أستاذ العلاقات الدوليّة في جامعة باريس الدكتور عيسى الأيوبي، الذي اعتبر في بداية حديثه أنّ ثورة الشعب البحرينيّ جاءت

منامة بوست (خاص): من باريس، أجرت «منامة بوست» لقاءً خاصًا مع أستاذ العلاقات الدوليّة في جامعة باريس الدكتور عيسى الأيوبي، الذي اعتبر في بداية حديثه أنّ ثورة الشعب البحرينيّ جاءت متأخّرة نسبة لما تعرّض له من اضطهاد وظلم طوال عقود من الزمن، موضحًا أنّ هذا ليس انتقادًا للشعب البحرينيّ بل هو دليل على قدرة التحمّل والصبر لديه، وإيمانه بأنّ التغيير يمكن أن يحصل وبالطرق السلميّة.

الأيوبي أشار إلى أنّ انطلاقة الثورة البحرينيّة السلميّة كانت مدهشة، لأنّه رغم الضغط والاستخدام التعسّفيّ للعنف ضدّ الشعب، ليس من قبل الشرطة والجيش البحرينيّ فحسب، بل أيضًا من قبل جيوش أخرى ساهمت في قمع الثورة السلميّة الراقية والمميّزة، رغم كلّ هذا استمرّ الشعب برفضه حرف مسار الثورة، ورفضه تحويل ثورته إلى سلسلة أعمال عنف.

وتابع الأيوبي بالقول أنّ هذه التجربة حديثة في العالم العربيّ، حيث اعتدنا على أن يسبق العنف أيّ عمل، في حين أنّه في البحرين، تعلّمنا تجربة حديثة وذهنيّة ثوريّة شكّلت مدرسة في عالمنا العربيّ وفي العالم أجمع، حيث بدأ ثورته بشكل راق ومتميّز، لكنّه تعرّض لكلّ أنواع العنف من قتل وجرح واعتقال وقمع.

وأضاف قائلًا أنّ كلّ العالم يعرف لماذا انطلقت الثورة في البحرين، لكنّه يغضّ النظر عن هذه المعرفة، ورغم كلّ هذا التجاهل الدوليّ، والتقاعس عن القيام بدوره اتجاه القضايا المحقّة للشعوب، فإنّ الشعب البحرينيّ لم ينتظر هذا العالم المتخاذل، وانطلق في الساحات والميادين للمطالبة بأسمى الحقوق.

الأيوبي أكّد أنّ الثورة البحرينيّة استطاعت أن تسقط النظام، لافتًا إلى أنّ هذا الكلام قد يبدو غريبًا، لكن من وجهة نظره فإنّ ما كان سائدًا قبل انطلاق هذه الثورة قد سقط مع انطلاقتها، مشيرًا إلى أنّه من يريد أن يبني بحرين جديدة، عليه أن ينطلق من أنّ هناك ثورة استطاعت أن تقلب كلّ الواقع الموجود، وليس التصرّف على أساس أنّ هناك نظامًا قائمًا.

وعن رأيه بالتدخّل العسكريّ السعوديّ في البحرين، لفت أستاذ العلاقات الدوليّة في جامعة باريس إلى أنّه بالنسبة للنظرة السعوديّة إلى البحرين، فإنّ هذا التدخّل يصبح طبيعيًّا وغير مفاجئ، لأنّه أساسًا ومنذ زمن طويل تعتبر السعوديّة مملكة البحرين دولة تابعة لها، وهي تسمّى في علم السياسة بالدول التوابع.

لذلك عندما تمّ تهديد الهيمنة السعوديّة في البحرين، انتفض النظام السعوديّ وتصرّف بكلّ تطرّف واستبداد، وبما يخالف كلّ القيم وكلّ القوانين، وهبّوا للدفاع عن نظام مستبدّ هم صنعوه بالأساس، مشيرًا إلى أنّ هذا التدخّل استمدّ «شرعيّته» من نظام غير شرعيّ، منتهكًا كلّ الحريّات ومتسببًا بسقوط العديد من الشهداء والجرحى.

وأردف الأيوبي «أنّ هذا التدخل يعتبر فضيحة للعالم العربيّ بشكل خاص، وللعالم الحرّ الذي يسمّي نفسه ديمقراطيًّا، من الولايات المتّحدة الأمريكيّة إلى أوروبا وفرنسا على وجه الخصوص، رغم أنّنا تعوّدنا من أمريكا أن لا تقيم أيّ وزن للقانون الدوليّ»، مشيرًا إلى أنّ التربية السعوديّة هي تربية على الذهنيّة الأمريكيّة، وهي لا تقوم على المبادئ بل تقوم على ذهنيّة المصالح والتسلّط؛ من هنا لا يمكن استغراب التدخّل السعوديّ في البحرين، كما لا يمكن استغراب مثل هذا التدخّل في اليمن أيضًا.

وأضاف الأيوبيّ أنّه لا يمكن التعامل مع نظام آل سعود على أنّه نظام حكم عربيّ، بل هو نظام حكم أمريكيّ، وهذا واقع يجب التعامل معه على هذا الأساس.

وعن موضوع الاستفتاء الشعبيّ المقرّر إجراؤه في البحرين، أشاد الأيوبي بهذا المشروع الوطنيّ الكبير، مؤكّدًا أنّ مثل هذه الخطوة سوف تنقل الشعب البحرينيّ إلى مرحلة جديدة من المواجهة، وسوف تفتح أمامه آفاقًا جديدًا للحريّة والتعبير الديمقراطيّ في الطريق لتقرير مصيره بيده.

ولفت إلى أنّ إجراء هذا الاستفتاء يأتي كردّ فعل ديمقراطيّ على إجراء الانتخابات النيابيّة غير الديمقراطيّة، وللتأكيد على أنّ الانتخابات الحقيقيّة والشرعيّة هي تلك التي يقرّر فيها الشعب من يريد أن يحكمه وأن يمثله. لافتًا إلى أنّه حسناً فعلت المعارضة الوطنيّة بإعلانها مقاطعة الانتخابات، والدعوة إلى مثل هذا الاستفتاء الذي سيحرج العائلة الحاكمة في المملكة، ويضعها أمام موقف محرج جدًا أمام خيارات الشعب، الذي قرّر أنّه يريد أن يصوّت لصالح الوطن وليس لصالح العائلة.

الدكتور عيسى الأيوبي حيّا كلّ القائمين على إنجاح هذا المشروع الساعي إلى تعميم منطق رفض التسلّط والديكتاتوريّة، ورفع الصوت عاليًا أمام العالم أجمع أنّ للشعب البحرينيّ الحقّ في اختيار النظام الذي يمثّله، وأنّه ليس هناك من أحد يحقّ له أن يقرّر عن هذا الشعب مصيره، مضيفًا أنّه لا بدّ وأن يتحرّك كلّ داعمي الحريّات في العالم، وكلّ المنظّمات الدوليّة والحقوقيّة سواء كانت عربيّة أو دوليّة، للوقوف إلى جانب أبناء البحرين في مشروع الخلاص من الاستبداد والظلم، والسير في نهج تحقيق الإصلاح الحقيقيّ، ولن يكون هذا الإصلاح حقيقيّا إلا بتغيير أسس النظام القائم بشكل جذريّ.

الأيوبي عبّر عن إعجابه الشديد بالأساليب التي تنتهجها المعارضة الوطنيّة في البحرين، والتي أنتجت أفكارًا نيّرة يمكن لها أن تكون مدرسة في طريقة التعبير عن الرأي وتقرير المصير، وجاء هذا الاستفتاء الشعبيّ نتاجًا عظيمًا لمسيرة كبيرة من الجهود الجبّارة التي ابتكرها معارضو عائلة آل خليفة الممسكة بالسلطة كما لو أنّ هذا الشعب قد وُجد لخدمتها والنزول عند رغباتها.

مضيفاً أنّ الانتخابات النيابيّة التي حدّد موعدها ملك البحرين، سوف تكون رصاصة جديدة في جسد هذا النظام المتهاوي، حيث ستتوالى بعدها الانتكاسات، خاصّة في ظلّ توقّع أن يكون الاستفتاء الشعبيّ والذي سيسبق هذه الانتخابات، قد ضرب أيّ معنى لحصول مثل هذه المسرحيّة الهزليّة المعروفة النتائج سلفًا، وليشكل الاستفتاء منطلقًا حقيقيًا وأساسيًّا في رسم المرحلة المقبلة، والذي سيثبت أنّ شعب البحرين بأغلبيّته الساحقة يرفض تسلّط العائلة الحاكمة، ويرغب بنظام جديد قائم على الحريّة وتحقيق كلّ المطالب.

ووجّه الدكتور الأيوبي كلمة للعائلة الحاكمة بالقول أنّه ما من ظلم يمكن أن يستمرّ مدى العمر، وأنّه لا بدّ وأن يأتي اليوم الذي سوف يجد نظام البحرين نفسه أمام عزلة قاتلة سوف تودي به إلى الهاوية، كما وجّه كلمة إلى شعب البحرين داعيًا إيّاه إلى النزول بكلّ فئاته وطوائفه وأطيافه للمشاركة في هذا الاستفتاء، وإعطاء العالم درسًا في الديمقراطيّة والتأكيد على أنّ الثورة التي انطلقت في 14 فبراير 2011 ما زالت على نهجها، وسوف تبقى على الطريق نفسه حتى تحقيق كلّ المطالب التي خرج الشعب من أجلها.

وفي الختام، توجّه الدكتور عيسى الأيوبي عبر موقع «منامة بوست» بالتحيّة لشعب البحرين لصموده ولوضوح الرؤية التي امتاز بها منذ اللحظة الأولى لثورته، بل ومنذ التظاهرة الأولى التي خرج بها، فكان شعبًا يستحقّ التقدير ويستحقّ التحيّة والدعم. وقال «ثورتكم ثقافيّة كما هي مطلبيّة، وأنا من موقعي أرى أنّها ثورة يجب على كلّ مثقّفي العالم أن يدعموها. وإلى كلّ جماهير وأبناء البحرين، بل إلى كلّ لؤلؤة في البحرين أوجّه كلّ التحيّات وأشدّ على أياديهم، وأهنّئهم على كلّ ما قاموا به حتى الآن من إنجازات عظيمة على مستوى نقل الوطن من مستنقعات الظلم والاستبداد إلى أرقى معاني الديمقراطيّة والحريّة».


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014120902


المواضیع ذات الصلة


  • أسرار واعترافات… ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «عناصر من الدرك الأردنيّ شاركوا في هجوم الدراز فجرًا» 2-3
  • أسرار واعترافات.. ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «جئنا من أجل المال.. ولسنا مضطرّين إلى تحمّل نتائج سقوط هذا النظام» 1-3
  • أسرار واعترافات.. «الدرك الأردنيّ في قبضة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *