منامة بوست (خاص): دعت القوى الثوريّة في البحرين إلى إحياء يوم الاستقلال، المصادف ليوم الرابع عشر من أغسطس/ آب الجاري، وقد دعا بيانها الصادر يوم الجمعة، بالسابع من أغسطس/ آب،
منامة بوست (خاص): دعت القوى الثوريّة في البحرين إلى إحياء يوم الاستقلال، المصادف ليوم الرابع عشر من أغسطس/ آب الجاري، وقد دعا بيانها الصادر يوم الجمعة، بالسابع من أغسطس/ آب، إلى إحياء يوم الاستقلال بكلِّ الطرق المشروعة، ورفض وجود الاحتلالين الخليفيّ والسعوديّ على أرض البلد.
البيان تطرّق إلى التأكيد على مشروعيّة المقاومة، وقال إنّ كلَّ الطرق المشروعة المؤدِّية إلى تحرير البلد من الوصاية، ينبغي اتخاذها.
البحرينيّون تجاوزوا التاريخ الرسميّ للعيد الوطني، وهو السادس عشر من ديسمبر/ كانون الأوّل، الذي تتعمّد الأسرة الحاكمة إحياءه في كلّ عام، وهو تاريخ جلوس الحاكم الخليفيّ على سُدّة الحكم، بعد سفكٍ للدماء ودمارٍ قد حلّ بالبلد ولا زال لأجل شرعنة هذا الكرسيّ، الذي لم يكن له ذكرًى طيّبة على أهل أُوال.
ومن الملفت أنّ التاريخ الحقيقيّ للاستقلال عن بريطانيا هو «14 أغسطس»، هو تاريخٌ منسيٌّ عند الخليفيّين، كيف لا، وقد طلب الملك الخليفيّ حمد بن عيسى آل خليفة من ملكة بريطانيا أن تعود المملكة المتحدة للوصاية على البحرين، وذلك في خطابه بلندن، الذي أثار ردود فعلٍ كبيرة، إبّان زيارته للملكة البريطانيّة في مايو/ أيّار من العام 2013.
ويعاني البحرينيّون من العائلة الحاكمة، ليس بسبب قمعها وانتهاكها لحقوق الإنسان وحسب، بل بسبب انتفاء معنى الوطنيّة لديها، فقد دأب الخليفيّون على بيع البحرين بشتّى المعاني لعددٍ من القوى، فأوّلًا، لم يمانع الخليفيّ بإقامة مقرٍّ للأسطول الخامس الأمريكيّ منذ عقود خلت، بل لم يطلب مقابلًا أمام هذه الخطوة، كما أنّ الخليفيّ سمح للجيش السعوديّ باحتلال البحرين في مارس/ آذار 2011، بل وافق على الاتحاد مع السعودية في 2012، وراح يتمادى حتى وصل إلى القول – بصراحةٍ – لبريطانيا، لماذا خرجتم من البحرين؟ – كما أُشير في هذه المقدمة آنفًا- ووطّد الخليفيّون علاقتهم مع البريطانيّ حينما سمحوا له بإقامة قاعدةٍ عسكريّةٍ للسفن الحربيّة للسلاح الملكيّ البريطانيّ في 2014، الأمر الذي أثار علامات استفهام عن معنى الوطنيّة لدى هذه العائلة؟
البحرينيّون ومنذ ليالٍ عدّة خرجوا في تظاهراتٍ بعنوان «يوم الاستقلال»، وتوعّد المتظاهرون بأن تكون تظاهرات يوم الرابع عشر من أغسطس، تظاهرات عارمة تؤكّد على الوطنيّة والانجذاب لتربة الوطن، وترفض الاحتلال، خصوصًا السعوديّ.
ومنذ اندلاع ثورة 14 فبراير/ شباط 2011، تعمّد النظام الخليفي بكل شراسةٍ أن ينقضّ على التاريخ الحقيقيّ لاستقلال البحرين، وافتراس عروبة شعب البحرين ومحو هويّته الأصيلة، لتثبيت هويّةٍ جديدةٍ بمسمّى «الفتح»، وهو العام الذي غزت فيه قبيلة آل خليفة البحرين 1783م، والادعاء أنّ هذا التاريخ هو تاريخ «استقلال وعروبة وإسلام البحرين»، وهي التي كانت مسلمة دون إكراه، بالاستجابة لرسالة الرسول الأكرم (ص) سنة 6 هجرية، التي حملها أبو العلاء الحضرميّ لملك البحرين المنذر بن ساوى التيميميّ.
لن ينسى التاريخ إقدام قوّات الجيش البحرينيّ المدعومة بالآلة العسكريّة السعوديّة، على سحق أكبر تجمّعٍ عرفته البحرين في تاريخها الحديث في دوّار اللؤلؤة بقلب العاصمة المنامة، فجر 16 مارس/ آذار 2011، وتحويل المنطقة إلى ثكنةٍ عسكريّةٍ من المحظور المرور فيها أو في محيطها، لأكثر من أربع سنواتٍ من هدم دوّار اللؤلؤة، مركز الاحتجاجات الشعبيّة، هذا التجمّع الذي كانت إحدى ذرائع النظام الخليفي، بأنّه تعطيلٌ لمصالح المواطنين وله تداعيات سلبيّة على الاقتصاد الوطنيّ، وغيرها من الذرائع لفضّه مهما كلّف الثمن. الآن ونحن في الذكرى الـ44 لاستقلال البحرين، جاءت الدعوة من القوى الثوريّة المعارضة لإحياء هذا اليوم بنسخةٍ مشابهة لمهرجان الاحتفاء بخروج المستعمر البريطانيّ في العام 1971م، فيما عزّز ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير هذه الدعوة بدعوة لاستقلالٍ آخر، ليس من المستعمر البريطانيّ وحسب، بل الاستقلال من «قبضة القبيلة» المحكمة على «رقبة دوار اللؤلؤة».. دعواتٌ «لاستقلال اللؤلؤة».. وعودتها لأحضان جماهيرها.
«منامة بوست» تفتح ملفّ الاستقلال، وتسلّط الضوء على زوايا متعدّدة من هذا الملفّ العميق، وقد أجمع غالبيّة المشاركين في هذا الملف، على أنّ أعناق الأحرار من مختلف بقاع الأرض، مشرئبّة مع شعب البحرين نحو «استقلال اللؤلؤة».
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2015020109
المواضیع ذات الصلة
أسرار واعترافات… ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «عناصر من الدرك الأردنيّ شاركوا في هجوم الدراز فجرًا» 2-3
أسرار واعترافات.. ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «جئنا من أجل المال.. ولسنا مضطرّين إلى تحمّل نتائج سقوط هذا النظام» 1-3
أسرار واعترافات.. «الدرك الأردنيّ في قبضة منامة بوست»