منامة بوست (خاص): يبدو أنّ جبهة التكفير تزداد ضراوةً كلّما اشتدّت المحاوِر المقابِلة لها، الأمر الذي ينعكس تلقائيًّا على منسوب التحريض في وسائل التواصل الاجتماعيّ، وقد طالعنا جاسم السعيديّ الذي لم يفتأ إلّا محرِّضًا بأقذر قواميس البشر بعددٍ من التغريدات التي تُحرِّض على المسلمين الشيعة وتصفهم بصفاتٍ دونيّة.

ففي يوم الجمعة «29 مايو/ أيّار 2015» وهو يوم تفجير الذي راح ضحيّته أربعة شهداء بمسجد الإمام الحسين في الدمّام، غرّد السعيديّ بالقول: «اليوم الجمعة ساعة إجابة … اللهم أهلِك الرافضة المجوس وأعوانهم من اليهود والنصارى … اللهم آمين»، ولم يستكثر السعيديّ الدماء التي تُسفك في المنطقة بفعل الزّار الطائفيّ الذي يجتاح بلدان العرب، بل يزيد على تحريضه سؤالًا استخفافيًّا يحمل نكهة النبز: «هل تعرفون من هم المجوس؟».

من جهته استنكر الإعلاميّ محمّد الشروقيّ ما تقوم به داعش، وقال في تسجيلٍ صوتيٍّ انتشر في وسائل التواصل الاجتماعيّ، إنّ الأمم الأخرى تتسابق على الاختراعات والاكتشافات وداعش جعلت أمّتنا متخلِّفة، منتقدًا فكر محمّد بن عبدالوهاب المُحرِّض على الطوائف الأخرى، مع العلم أنّ الشروقيّ هو من الذي حرّضوا على الناس إبّان انطلاق الثورة في 14 فبراير/ شباط 2011.

وفي زمن التحوُّلات الكبرى، لا يخلو الأفراد من تحوُّلاتهم أيضًا، فمنذ تشكيل الحشد الشعبيّ في العراق قبل عام، غرّد العسكريّ محمّد البوفلاسة ضدّ هذه الخطوة، ووصفها بالطائفيّة، لكن الأغرب أنّه ينتقد تشكيل لجان شعبيّة في البحرين لحماية المساجد، حيث غرّد في يوم تفجير الدمّام وقال: «دعوات لتشكيل لجان شعبيّة لتأخذ دور الدولة داخل الدولة، هذه الدعوات مرفوضة وسيكون ردّ الدولة قاسي جدًّا في المقابل».

وفي ظلِّ فوضى التغريد الذي تشهدها وسائل التواصل الاجتماعيّ، يستمرُّ الحراك الشعبيّ رافعًا شعار إسقاط نظام آل خليفة.