د. أكرم موسى – لندن: يحمل عيد الاستقلال البحرينيّ عن المحتلّ البريطانيّ، في هذا العام معاني مختلفة وعناوين جديدة سيطلقها شعب البحرين الأبيّ. وسيكون عنوانًا لمرحلة جديدة من الصبر والصمود والتحدّي والعطاء، وبذل الغالي
د. أكرم موسى – لندن*
يحمل عيد الاستقلال البحرينيّ عن المحتلّ البريطانيّ، في هذا العام معاني مختلفة وعناوين جديدة سيطلقها شعب البحرين الأبيّ. وسيكون عنوانًا لمرحلة جديدة من الصبر والصمود والتحدّي والعطاء، وبذل الغالي والرخيص في سبيل تحقيق الأهداف السامية التي انطلق بها الشعب البحرينيّ في 14 فبراير/ شباط 2011، واستمرّ على النهج نفسه في تقديم التضحيات العظام في سبيل الوصول إلى الاستقلال الجديد، بالانتصار على الظلم والتسلّط.
وهنا لا بدّ من الإشادة المتميّزة بدعوة ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الراقية والواعية للعودة إلى «دوّار اللؤلؤة»، والنزول من جديد وبالعزيمة والصلابة نفسهما، لإحياء ثورة العزّة والكرامة، وللبدء بمرحلة جديدة من مراحل الحراك الشعبيّ، في ذكرى تحمل دلالات كبيرة بالنسبة لشعب يأبى كلّ معاني الذلّ والانكسار الهزيمة.
اليوم، يقف الشعب البحرينيّ أمام تحدّ كبير، فهو من جهة يحتفل بذكرى ناصعة في تاريخ البحرين، هي يوم «دحر المحتلّ البريطانيّ»، وما تمثّله هذه الدولة في هذه الأيام من حليف وسند وداعم أساسيّ ورئيسيّ لنظام الظلم والتسلّط في البحرين، رغم ما تنادي به هذه الدولة، المدّعية الديمقراطيّة، من حماية لحقوق الإنسان ومناداة بالعدل وحماية الشعب، بيد أنّها في مقابل كلّ ذلك تعمل في السرّ والعلن، وفي كلّ الأوقات، على دعم هذا النظام الخليفيّ المستبدّ، الذي عاث في بلاد البحرين فسادًا وتسلّطًا، ويتمنّى في كلّ وقت أن يعود المحتلّ البريطانيّ مجدّدًا لما يشكّل بالنسبة له من حليف رئيس.
ومن جهة ثانية، يشكّل نزوله إلى الميدان، في هذا التوقيت بالذات، خطوة في سبيل إعادة إطلاق شرارة ثورة شعبيّة تطمح للوصول إلى أهداف الشعب البحرينيّ الأساسيّة، وهو إنذار واضح لآل خليفة بأنّ الآتي أعظم ممّا مضى، وأنّ مضي السنين لم يفتّ من عضد الثوّار، بل زادهم إيمانًا وعزيمة، ويقينا بقدرتهم على الوصول إلى تحقيق الغايات الشعبيّة، التي ضحى من أجل تحقيقها أبناء البحرين.
شعب البحرين مدعوّ اليوم، أكثر من أيّ وقت مضى إلى النزول بأعداد هائلة وبشكل كبير، وأكثر من السابق، لكي يثبت لكلّ العالم، وبالتحديد لآل خليفة وللمستعمر البريطانيّ، أنّه شعب عنيد وقويّ وصابر وصامد، وأنّه لن يتراجع أبدًا، رغم كلّ الممارسات التي ارتكبتها السلطات على مدى عقود من الزمن.
شعب البحرين مدعوّ اليوم، إلى إثبات أنّه شعب متحضّر وواعٍ وراقٍ، وأنّه يحمل مبادئ راسخة، لا يحيد عنها ولا يتراجع، وكلّ العالم يدرك ذلك ويعي جيدًا أنّ هذا الشعب المكافح، الذي يستمرّ في ثورته للعام الخامس دون ملل، هو شعب مسالم ويجاهد من أجل حياة كريمة، وأنّه يرفض كلّ أنواع الذلّ.
البحرينيّون سيلبّون النداء بالتأكيد، وسيثبتون لكلّ العالم، أنّهم ماضون في ثورتهم وفي قضيّتهم المحقّة والعادلة، وأنّهم لن يتراجعوا مهما مارس نظام القمع عليهم من ظلم وتسلّط، وأنّ الثورة التي قدّموا من أجلها الكثير الكثير من الدماء، وأنّ الثورة التي تعدّ من أرقى وأروع الثورات على مدى التاريخ، لن تخمد ولن تقف حتى تحقيق كلّ المطالب المحقّة.
في يوم الاستقلال، يدرك البحرينيّون جيّدًا أنّهم سيكتبون التاريخ من جديد، وأنّ كلّ الأنظار موجّهة إليهم، الكثيرون يريدون لهذا الشعب أن ينكسر، وأن يتراجع وينهزم، لكنّ الكثيرين أيضًا من أحرار العالم، يريدون له أن يستمرّ في نضاله وعزيمته التي لا تلين، وهؤلاء يضعون آمالهم في هذا الشعب العظيم، لكي يلبّي النداء ولكي ينزل إلى الساحات والميادين، ولكي يؤكّد ما يعرفه كلّ العالم: أنّ شعبًا خرج في وجه الظلم والحقد لا يمكن له، بعد كلّ التضحيات التي قدّمها من شهداء وجرحى ومعتقلين، أن يتراجع ويتنازل عن مطلب واحد هو في الأساس حقّه الذي يجب انتزاعه.
النصر حليفكم يا شعب البحرين، ومواقفكم المشرّفة على مدى السنوات الماضية، تدلّ بما لا يدع مجالًا للشكّ، بأنّكم بهذا الأداء المتميّز، لا بدّ أن تنتصروا، كلّنا ننتظر خروجكم في يوم الاستقلال، لتعيدوا لهذا اليوم مجده وعظمته، ولتوجّهوا رسالة واضحة إلى نظام التطرّف والظلم، وإلى من وراءه من داعميه، أنّكم قادمون رغم كلّ الصعاب، وأنّكم متّجهون نحو الهدف الأساسيّ من حراككم العظيم، ولتقولوا أنّه لو اجتمع العالم كلّه ضدّكم، فأنتم بلا أيّ شك لمنتصرون، وموعدنا في يوم الاستقلال.
*كاتب وباحث في الشؤون العربيّة
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2015023440
المواضیع ذات الصلة
أسرار واعترافات… ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «عناصر من الدرك الأردنيّ شاركوا في هجوم الدراز فجرًا» 2-3
أسرار واعترافات.. ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «جئنا من أجل المال.. ولسنا مضطرّين إلى تحمّل نتائج سقوط هذا النظام» 1-3
أسرار واعترافات.. «الدرك الأردنيّ في قبضة منامة بوست»