منامة بوست (خاص): تفتح صحيفة «منامة بوست» ملفًّا مهمًّا بعنوان «ما بعد الاستفتاء»، وأهميّة هذا الملف لا تتمحور في أهميّة وجود قراءات تعقب حدثًا مهمًا كالاستفتاء الشعبيّ، بل تضاف لتلك الأهميّة نوعيّة القارئين لهذه الفترة الحسّاسة.

حيث يشتمل الملفّ على مقالات لنخبة قريبة من مراكز القرار في العواصم الغربيّة، كالدكتور سيمون عيد، الذي خصّ «منامة بوست» بمقال نقل فيه رؤية سيناتور أمريكيّ عن وضع البحرين، والذي رأى بأنّ نتائج الانتخابات والاستفتاء أعطت دفعًا قويًّا للمعارضة من أجل الاستمرار في الاحتجاجات، في المقابل فإنّ الحكومة البحرينيّة ملزمة الآن بتقديم بعض التنازلات من أجل عدم ذهاب الأمور إلى الأسوأ، والرجوع إلى الحوار مع المعارضة حيث هو الخيار الأمثل لكي لا يخسر النظام البحرينيّ المزيد من الأوراق التي لم يعد يملك الكثير منها. حسب ما ينقل الدكتور سيمون في مقاله.

ويتضمّن الملف مقالًا للدكتور «جيرارد رود» – أستاذ العلاقات الدوليّة في جامعة لندن، بعنوان: «ما بعد الاستفتاء.. ما قبل سقوط النظام»، يرى رود فيه أنّ نتائج الاستفتاء الشعبيّ أثبتت لكلّ العالم بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ الشعب البحرينيّ يريد التغيير، بأغلبيّته الساحقة، وأنّه لا مجال في ظلّ هذه الصفقات التي يمكن أن تعقد، تجاهل مطالبه أو تغييب دوره في رسم معالم المرحلة المقبلة.

وبعنوان: «البحرين ما بين نجاح الاستفتاء الشعبيّ وفشل الانتخابات النيابيّة» رأى الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجيّة بواشنطن الدكتور «أحمد فارس» – أنّ اعتقال الشيخ علي سلمان يعبّر عن مأزق حقيقيّ للسلطة، ومن وجهة نظره فإنّ المعارضة كسبت النقاط في مواجهة النظام، رغم كلّ التضحيات التي قدّمتها، والأكيد أيضًا أنّ نتائج الاستفتاء قد أثرت بشكل كبير على طبيعة الوضع في البحرين، لناحية أنّه شكّل منعطفًا كبيرًا في الطريق الصحيح نحو تحقيق الأهداف، ولكنّ الغريب ألّا يدرك نظام البحرين ومن ورائه عائلة الحقد في السعوديّة، أنّ جولات الهزائم مستمرّة، بحسب فارس.

وتوسّعت «منامة بوست» في أخذ مختلف الآراء لباحثين وكتّاب وسياسيّين في الدول الغربيّة والعربيّة، لاستمزاج الرؤى والخروج برؤية واسعة وعميقة نقدّمها للقارئ البحرينيّ وبالخصوص للنخبة السياسيّة، لتعميق النظر في مواطن الخلل في جبهة النظام وجبهة المعارضة وتوضيح الفرص المتاحة أمام النظام الحاكم.