منامة بوست (خاص): أجرت منامة بوست لقاء مع الكاتب والباحث السياسيّ«غسان جواد»، حول المرحلة القادمة في منطقة الخليج، خاصّة بعد التهديدات الإرهابيّة التي طالت دولها، وبعد التفجيرات التي حصلت
منامة بوست (خاص): أجرت منامة بوست لقاء مع الكاتب والباحث السياسيّ«غسان جواد»، حول المرحلة القادمة في منطقة الخليج، خاصّة بعد التهديدات الإرهابيّة التي طالت دولها، وبعد التفجيرات التي حصلت في السعوديّة واستهدفت المواطنين، وواقع هذه الدول خاصّة مع وصول الإرهاب إليها.
فقد ذكر الباحث السياسيّ «غسان جواد» أنّ العلاقة بين تنظيم داعش والجماعات الإرهابيّة المسلّحة وبعض دول الخليج، وعلى رأسها السعوديّة والبحرين، هي علاقة مركّبة وملتبّسة، حيث إنّصناعة الفكر التكفيريّتجري ابتداء من المناهج التربويّة في المملكة العربية السعوديّة، ومن خلال سياسة التشتّت في الفكر الوهابيّ، وبالتالي من حيث المبدأ، السعوديّة تمثّل مصنعًا لتخريج هذا الفكر المتشدّد والمتطرّف، لافتًا إلى أنّ السلطة في السعوديّة تقوم أحيانًا بالتحالف مع هؤلاء على ملفّات معيّنة، كضرب الدولة في سوريا والحرب الدائرة في ذلك البلد، وتقيم هذه العلاقة انطلاقًا من مصالحها، ثمّ تتخلى عنهم كما فعلت عام 1979، عندما استثمرتهم في الحرب الأمريكية ضدّ الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، ثمّ بعد ذلك كان التخلّي عنهم في التسعينيّات بعد انتهاء الحرب.
جواد أكّد أنّ كلّ جيل من هؤلاء المتشدّدين تستثمره السعوديّة، ثمّ تتخلّى عنه، وبعد أن تتخلّى عنه يقوم بتكفير السلطة والارتداد عليها، وقد رأى الجميع أنّ داعش تتبنّى أكثر من عمليّة انتحاريّة داخل السعوديّة، متوقّعًا أن تشهد السعوديّة مزيدًا من العمليّات، طالما أنّ القرار الرسميّ ليس فعّالًا وليس جدّيًا في مواجهة الإرهاب ومكافحته، وأنّه إذا كانت دول الخليج تريد أن تتخلّص فعليًا من هذه الظاهرة، فأمامها حقبة طويلة من المساعي التربويّة والثقافيّة، والمتعلقّة بالإصلاح الدينيّ وبالتخفيف من التشدّد والتطرّف، وبمكافحة الفكر المتشدّد داخل المملكة قبل أي شيء آخر.
الباحث السياسيّ غسان جواد قال أنّ هذا الوحش بدأ يفلت من صانعيه، ومن داعميه ويرتدّ عليهم، كما يشاهد العالم اليوم في الخليج، وفي السعوديّة والبحرين تحديدًا، حيث من الممكن أن نشهد المزيد من عمليّات التفجير والإرهاب المتنقّل من بلد إلى آخر، في ظلّ هذا التصاعد الإرهابيّ في المنطقة.
جواد تطرّق إلى أنّ السلطة في البحرين تقوم بممارسات إلغائيّة لكلّ رأي معارض، وأنّها تستثمر في الإرهابيّين لتعطي الصراع معنى طائفيًّا وتستفيد إذا ذهب الصراع بهذا الاتجاه، وبالتالي لا شكّ بأنّ البحرين تغضّ الطرف عن داعش، وليس غريبًا ما خرج إلى العلن خلال الأسبوع الماضي أنّ الهجمة القادمة ستكون في البحرين كما أعلن أحد التكفيريّين من الجنسيّة البحرينيّة؛مشكّكًا بدور السلطة، وبسياساتها اتجاه مكافحة الإرهاب في البحرين، وهي تستثمر في الإرهاب لضرب حراك الشعب البحرينيّ ، ومنع الشعب البحرينيّ من التعبير عن رأيه.
ولفت جواد إلى أنّ الحكومتين السعوديّة والبحرينيّة قامتا ببعض الإجراءات، لكنّه اعتبرها إجراءات غير جدّيّة وغير فعّالة في مواجهة الإرهاب. فالإرهاب يحتاج قرارًا يبتدأ بتغيير المناهج التربويّة السعوديّة وصولًا الى منع الجمعيّات المتطرّفة، إلى مراقبة المساجد وحمايتها، لا إلى ملاحقة المواطنين البحرينيّين الذين يعملون على حماية مساجدهم، مضحّين بأرواحهم في سبيل حماية الآخرين، وتحتاج المرحلة إلى مسار طويل في المجال السياسيّ والأمنيّ والثقافيّ والتربويّ، وهذا يحتاج وقتًا طويلًا، لكنّه اعتقد أنّ السعودية ببنيتها الداخليّة لا تحتمل هذا الاصلاح في نظمها الثقافيّة والتربويّة، لأنّ النظام إذا قرّر فعليًّا أن يقيم الإصلاح فإنّه سيسقط، على حدّ قوله.
وأضاف جواد أنّه من الواضح أنّ داعش تستهدف دول الخليج، وأنّها تضع الخليج على جدول أعمالها في المرحلة المقبلة، وهذه المخاوف أعلنت عنها الولايات المتحدة الأمريكيّة، ويدركها كلّ متابع لمسار الخليج، ومن المتوقّع أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة المزيد من مشاهد العنف الإرهابيّ في دول الخليج بشكل عام، وأن يطال الإرهاب المزيد من الأهداف المدنيّة، مؤكّدًا أنّ البحرين هي اليوم تحت دائرة الاستهداف، وهي تواجه تهديدات جدّيّة من قبل المتطرّفين والإرهابيّين، الذين بدؤوا بنقل الصراع من سوريا والعراق، إلى مناطق لهم فيها وجود فعليّ وأساسيّ، وتعتبر من المناطق التي خرجت منها هذه التنظيمات، سواء عبر الخطابات الطائفيّة والفتنويّة التي ساهمت في تغذية الفكر التكفيريّ، أو عبر البيئة الحاضنة التي اكتسبتها تلك التنظيمات من خلال التساهل الكبير للأنظمة الحاكمة معها وعدم ملاحقتها، بل بالعكس فإنّها كانت تقوم بتسهيل انتشارها بطريقة غير مباشرة.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2015031106
المواضیع ذات الصلة
أسرار واعترافات… ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «عناصر من الدرك الأردنيّ شاركوا في هجوم الدراز فجرًا» 2-3
أسرار واعترافات.. ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «جئنا من أجل المال.. ولسنا مضطرّين إلى تحمّل نتائج سقوط هذا النظام» 1-3
أسرار واعترافات.. «الدرك الأردنيّ في قبضة منامة بوست»