د. أنيس خير الدين – واشنطن*

لن يمرّ عيد الاستقلال على البحرينيّين هذا العام كغيره من الأعوام، فجماهير الشعب في هذا اليوم لن تكون في البيوت، بل وفي تحدّ كبير وشجاع، سوف تنزل جماهير غفيرة، إلى ميدان اللؤلؤة لتجديد العهد بالثورة، حتى تحقيق الأهداف.

اليوم ينظر البحرينيّون إلى نظام آل خليفة ويشبهّونه بالمستعمر البريطانيّ، الذي عاث فسادًا وظلمًا في كلّ البلاد التي حلّ بها، وهم يعتبرون أنّ هذا النظام المتآكل، بفعل العوامل الثوريّة، مصيره إلى زوال وأنّه لن يستطيع الصمود والبقاء إلى ما لا نهاية.

شعب منتصر هو العنوان، للخروج من جديد ولكتابة مرحلة جديدة من الوفاء لوطن عانى ما عاناه من ظلم آل خليفة ومن وراءهم، وفاء من شعب أبيّ سوف يخرج بكلّ مكوّناته، وبكلّ أطيافه، للتعبير عن رأيه وللمناداة بمطالبه، بل أكثر من ذلك، لإعلان انطلاقة الثورة الشعبيّة البحرينيّة الجديدة، وليكون يوم الاستقلال هو الشرارة لثورة قد تحمل مفاهيم جديدة، ومطالب جديدة، وربما أساليب جديدة.

الشعب المنتصر سوف ينزل إلى الميدان، ليثبت لكلّ العالم، أنّه ماضٍ رغم كلّ الصعوبات والتحدّيات، ماضٍ في ثورته وفي حراكه العظيم، منطلقًا من المعاني التي يحملها هذا اليوم بالنسبة إليه، من انتصار وتحدٍّ، انتصار على الظلم والتسلّط، وتحدٍّ لكلّ أشكال التطرّف التي يرتكبها نظام الظلام في البحرين.

نحن نضع كلّ ثقتنا بهذا الشعب، وننتظر خطواته القادمة التي سيسير بها نحو تحقيق الانتصارات، وما سيقوم به في المرحلة المقبلة، مدركين جيّدًا أنّ شعبًا مضّحيًا وواعيًا كشعب البحرين، لن تردعه كلّ أنواع القمع التي يقوم بها النظام الخليفيّ، وإنّنا على ثقّة تامّة بأنّ الميدان في يوم الاستقلال سوف يمتلئ بالجماهير الغفيرة والضخمة، ملبّية النداء الثوريّ، ورافعة رايات النصر القادم، وعلى ثقة أيضًا بأنّ هذا اليوم سوف يكون الأوّل في الانطلاقة الجديدة، نحو المواجهة الكبرى، التي سوف ترعب أركان النظام، وتجبره على مراجعة حساباته، في طريقة تعاطيه مع المرحلة القادمة، لما لهذه المرحلة من تطوّرات كبيرة وخطيرة، من الممكن أن تلقي به إلى الهاوية، التي بالأساس يقف على حافتها.

يا شعبنا البحرينيّ العظيم، سوف تحقّقون المعجزات بصمودكم وبسالتكم، أعطيتم الشعوب الحرّة دروس التضحية والصمود، وسوف تعطون المزيد من هذه الدروس في الأيّام القادمة، وستعلنون مجدّدًا أنّكم ماضون دون تعب أو ملل، في تقديم المزيد من التضحيات، فأنتم أعلنتموها ثورة منذ البداية، واستمرّيتم في نضالكم العظيم، وتحدّيتم كلّ الصعاب، فمنكم من استشهد ومنكم من أصيب بالجراح، ومنكم من يقبع في سجون النظام اللئيم، ومنكم من أجبر على الخروج من بلده، ورغم كلّ هذه المصاعب، حافظتم على ثورتكم وحراككم، ورفضتم الاستسلام والخنوع، مدركين جيّدًا أنّ النصر لا يتحقّق من دون تضحيات جسام.

لن ندعوكم أيّها الشعب البحرينيّ للنزول إلى الميدان في يوم الاستقلال، ولن ندعوكم إلى تلبية نداء الاستقلال، لأنّنا على ثقة تامّة بأنّ أعدادكم الكبيرة سوف تملأ الساحات والميادين، وأصواتكم سوف تهزّ كلّ العروش الظالمة، فأنتم الأمل الباقي، وكلّنا ننتظر تحركّكم الموعود، لن تخيّبوا آمالنا كما لم تخيّبوها من قبل، أعطيتمونا الأمل، وستستمرّون بإعطائنا إيّاه، عسى أن يكون تحركّكم وخروجكم المسمار الأخير في نعش آل خليفة وأتباعهم.

كاتب وباحث سياسيّ*