منامة بوست – وكالات: وجّه الرئيس الروسيّ «فلاديمير بوتين» رسالة سياسيّة تنبيهيّة لكلّ من الرياض والدوحة، أنّ عليهم الالتزام بحدودهما، وجاءت الرسالة على أجنحة صواريخ باليستيّة أطلقتها السفن الروسيّة من بحر قزوين على مواقع لداعش ومجموعات إرهابيّة أخرى في سوريا.

صحيفة «فان» الروسيّة نشرت مقالًا حول استعمال روسيا صواريخ كروز في ضرب تنظيم الدولة الإسلاميّة. وقال أنّ استعمال هذه الصواريخ هي رسالة موجّهة الى السعوديّة وتركيا وقطر.

ونقلت جريدة «فان» أمس، الدهشة التي سيطرت على خبراء السلاح حول أسباب ونوايا لجوء استعمال البحريّة الروسيّة، الأربعاء 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، 26 صاروخًا من قطع حربيّة في بحر قزوين من مسافة 1500 كلم، لضرب البنيات التحتيّة لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

إذ كان بإمكان المقاتلات الروسيّة ضرب هذه الأهداف البسيطة لأنّها ليست تحصينات كبيرة وضخمة.

ورأى محلّلون أنّ روسيا تخوض حربًا سياسيّة بالدرجة الأولى مع الولايات المتحدة قبل أن تكون حربًا عسكريّة، والنفوذ الإقليميّ هو الهدف الذي يتقاطع فيه كلّ من موسكو وواشنطن.

والخوف يجثم على صدر الدوائر الدوليّة خصوصًا أنّه «لا أمد للعمليّة العسكريّة، ولا وقت زمنيًّا محدّد لها»، بحسب ما نقلت صحيفة الأخبار اللبنانيّة عمّا أسمته دوائر رسميّة روسيّة، وتقول تلك المصادر أنّ الإسناد الجويّ مرتبط بالنتائج الميدانيّة التي سيحقّقها الجيش السوريّ.

واعتبر الناطق باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، أنّ «الهدف من العمليّات العسكريّة تقديم الدعم للقوّات السوريّة»، رابطًا مدّتها الزمنيّة «بتقدّم القوّات المسلّحة السوريّة». وفي حديثٍ له أيضًا، شكّك بيسكوف بنيّة السعوديّة في تزويد المجموعات المسلّحة بأسلحة نوعيّة في إطار ردّها على الغارات الروسيّة، واصفًا المصادر التي نقلت الخبر بـ«الكاذبة».

ويبدو جليًّا أنّ التفاهم الرباعيّ بين روسيا وسوريا وإيران والعراق هو تفاهم استراتيجيّ منسجم تمامًا في التكتيكات التفصيليّة فضلًا عن انسجامه في الأهداف الاستراتيجيّة، حيث أكّد نائب وزير الخارجيّة الإيرانيّ، حسين أمير عبد اللهيان، أنّ «بلاده على اقتناع بإجراءات موسكو في سوريا»، مضيفًا «أنّها تلعب دورًا هامًّا بل مفصليًّا في الحرب ضدّ الإرهاب خلال هذه المرحلة». وأشار إلى أنّ «بلاده ستتفاعل إيجابيًّا لو وجّهت روسيا ضربات جويّة للإرهاب في العراق».

وقد تدخلت روسيا عسكريًّا الأربعاء 30 سبتمبر/ أيلول 2015، مما قلب الموازين وفاجأ الجميع، وسط فرحة عارمة وسط أنصار الرئيس السوريّ بشار الأسد.