Thursday 28,Nov,2024 13:46

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

ملك البحرين: «هذولا عيالي».. وزير الداخليّة: «هذولا إخواني»..!

منامة بوست (خاص): ما هي اللغة التي استخدمها وزير داخليّة البحرين راشد بن عبدالله آل خليفة حينما زار أفراد الشرطة الآسيويّين المصابين في المستشفى العسكريّ؟ وكيف نقل الوزير تحيّات الملك لهم

منامة بوست (خاص): ما هي اللغة التي استخدمها وزير داخليّة البحرين راشد بن عبدالله آل خليفة حينما زار أفراد الشرطة الآسيويّين المصابين في المستشفى العسكريّ؟ وكيف نقل الوزير تحيّات الملك لهم واطمئنانه عليهم؟ هل استخدم لغة الإشارة لهم مثلاً؟ أم استعان بمترجمٍ من أصولٍ آسيويّة لترجمة هذه المشاعر الملكيّة لهم؟ فغالبيّتهم تمتدّ أصولهم إلى باكستان وبلوشستان…! أمرٌ غريب أن يكون لك إخوانٌ لا تفقه لغتهم، ولا يفقهون لغتك..! بل هو أمرٌ مزعجٌ ومعيبٌ جدًا، ويدلُّ على وجود شرخٍ عائليٍّ كبير بين هؤلاء الإخوان.. ويجدر بنا العمل على لجمه، ولو من باب الحرص على اللحمة العائليّة بين وزير الداخليّة وإخوانه المرتزقة..!

الكلّ يعلم أنّ وزير الداخليّة لا يرتضي تسمية عناصر الشرطة المستقدمين من باكستان وبلوشستان بـ«المرتزقة»، سيّما بعد منح غالبيّتهم الجنسيّة البحرينيّة، وامتيازات لا يحظى بها المواطن البحرينيّ الأصيل، الذي يحمل الجنسيّة البحرينيّة بانتمائه للأرض قبل أن تثبت الأوراق هذا الانتماء. كما أنّه لا يتقبّل أن تسمّى عناصر الشرطة المستقدّمين من سوريا واليمن بالمرتزقة، فهم مجنّسون أيضًا، بمن فيهم عناصر الدرك الأردنيّ، نظرًا لأصولهم العربيّة المنتمين لها.. وفي هذه الحالة نحن نتفّق مع الوزير حينما ينسبهم إلى نفسه بأنّهم فعلًا إخوانه، فالمجنّسون من باكستان وبلوشستان وبقيّة الأصول العربيّة، «إخوانٌ في الوطن والآخرون إخوانٌ في العروبة».. هذا بالنسبة لوزير الداخليّة طبعًا.

يبقى لدينا كما أسلفنا حاجز اللغة، فهؤلاء لا يتحدّثون العربيّة، والوزير لا يتحدّث «الأوردو أو البلوشيّة». هو أمرٌ معيب ألّا يفهم الإخوة لغة بعضهم البعض، ويجب العمل على «إصلاح هذا الخلل»، وذلك لايتحقّق إلّا «بتعليم الإخوة الجدد» اللغة العربيّة أو إضافة «اللغة الباكستانيّة والبلوشيّة» للمناهج الدراسيّة واعتبارها لغة رسميّة للمواطنين.. وعاشت العروبة..!

نشرت وكالة أنباء البحرين بنا، وتلفزيون حكومة البحرين تقريرًا عن زيارة وزير الداخليّة راشد بن عبدالله آل خليفة المستشفى العسكريّ، للاطمئنان على صحّة عناصر الشرطة الباكستانيّة التابعين لوزارة الداخليّة البحرينيّة، بعد مزاعم رسميّة بوقوع انفجارٍ في جزيرة سترة جنوبي العاصمة المنامة، في 27 يوليو/ تموز الماضي، لقي فيه اثنان من عناصر «المرتزقة» حتفهما، وأصيب آخرون – بحسب الرواية الرسميّة. وجاء في سياق التقرير، «نقل وزير الداخليّة، لرجال الشرطة المصابين، تحيّات الملك، وأمره بتقديم أفضل الرعاية الطبيّة واستكمال علاجهم بالخارج إذا استدعت حالتهم الصحيّة ذلك، واستكمالًا للأمر الملكيّ السابق بعلاج 35 من رجال الشرطة المصابين بالخارج في أفضل المستشفيات بالدول المتقدّمة»، وأضافت الوكالة في تقريرها، «أعرب رجال الشرطة المصابون عن اعتزازهم بهذه اللفتة الملكيّة السامية، وبالغ تقديرهم وامتنانهم لمتابعة وزير الداخليّة، من خلال هذه الزيارة وما يحظون به من دعم ومساندة، مشدّدين على استمرار عطائهم للوطن وفاءً له ولقيادته».. ما معناه، «هذولا عيالي»..!

التقرير الذي بثّه التلفزيون الرسميّ عن هذه الزيارة احتوى على تصريحاتٍ رسميّة للفريق الطبيّ في المستشفى العسكريّ فقط، ولم تكن هناك أيّة تصريحات من الشرطة المصابين أنفسهم، كما ذكرت الوكالة الحكوميّة، فما السبب؟ هل الفريق الطبيّ العسكريّ «إخوانٌ جدد ليتحدّثوا بلسان هؤلاء المرتزقة»؟ أم إنّه الحرج الشديد لحكومة البحرين، والخشية من الاعتراف رسميًّا، وبشكلٍ غير مباشر على شاشة التلفاز الحكوميّ بأنّ القبيلة الحاكمة تستعين بالمرتزقة لقمع الاحتجاجات الشعبيّة، وافتراس المتظاهرين بكلّ شراسة وقتلهم في الشارع..؟! نعم هذا أحد أهمّ الأسباب التي تدفع الإعلام الرسميّ أن يجهر بذلك، «ولا يشعر بالعار حينما يجهر أنّهم إخوة»، كما أنّه يعتبرهم «شهداء وطن»..! فأيّ وطن سيستمرّون بالعطاء من أجله وقيادته؟ ربما كانت الوكالة تعني أنّهم يضمرون في مشاعرهم ولاءهم «لوطنهم الأمّ باكستان أو بلوشستان»، وما هم إلّا «مرتزقة» هنا يؤدّون مهمّة يقبضون عنها رواتب وامتيازات، وما هذه المفردات التي يستخدمها النظام الحاكم إلا للضحك على «أغبياء الشارع الموالي»، لرفع «صوت التطبيل» في مواقع التواصل الاجتماعيّ، وتصعيد خطاب الكراهية على المنابر الدينيّة التحريضيّة، والدكاكين الطائفيّة هنا وهناك، وهي مساعٍ لدغدغة مشاعرهم، «وجرّ أفراد المجتمع البحرينيّ لاقتتالٍ طائفيّ باسم الدين والشرعيّة المفقودة لوليّ الأمر الذي لا أمر له»..! المضحك في الأمر، أنّ أفراد الطاقم الطبيّ العسكريّ على شاشة التلفزيون الرسميّ ثمّنوا زيارة وزير الداخليّة للمستشفى، وأرسلوا للبحرينيّين تطميناتٍ عن حالة مصابي الشرطة الصحيّة، دون طباعة الترجمة على الشاشة «باللغة الأورديّة».. فلعلّ المواطنين المعنيّين يفقهون قولهم..! ولم يظهر أيّ أحدٍ من المصابين على الشاشة ليُثمّن هذه الزيارة..!

عشرات الشهداء سقطوا جرّاء قمع التظاهرات السلميّة في مختلف المراحل النضاليّة في البحرين، ولم تول القبيلة الحاكمة اهتمامًا يُذكر، ولم تقم «حفلات زار طائفيّة»، بل على العكس، كانت تصفهم بالإرهابيّين والخونة والعملاء للخارج. وليس بجديدٍ على أيّ حاكمٍ أن يصنع عرفًا ضدّ من يحتجّ ضدّه أو من يطالب بحقوقه السياسيّة والمدنيّة، أو من يطالب بالتحوّل الديموقراطيّ وتقرير مصيره، وهو أن يتمّ توجيه أصابع الاتهام له بالعمالة والخيانة والانصياع لأجنداتِ دول معادية، وإثباتِ ذلك بفبركاتٍ لا تجدها حتى في «الأفلام السينمائيّة الهنديّة»، والحقيقة «أنّ أيّ سلطة تتّهم دولة أخرى باستهدافها، فذلك اعترافٌ غير مباشرٍ من هذه الدولة أنّها هي المعادية»، لا الدولة التي تتهمها في خطاباتها، وحملاتها المسعورة عبر «أدواتها الرُّعاع»، الهائمين على وجوههم على مواقع التواصل الاجتماعيّ، أو ممن يرقون المنابر الدينيّة، لتلاوة خطابات الكراهية التي تمليها عليهم مصالحهم مع ذلك المتنفذ، أو الأوامر المباشرة من «الديوان الملكيّ»، أو «خصم جناح الخوالد العتيد» خليفة بن سلمان، أقدم رئيس وزراء على وجه الأرض، والذي أقسم ألّا يُفرّقه عن كرسي رئاسة الوزراء إلا الموت، بعد عشرةٍ دامت حوالي 44 عامًا..!

وللأمانة التاريخيّة نستذكر هنا خطاب الملك، الذي تطالب شريحة واسعة بسقوطه منذ أكثر من أربع سنوات، بعد تصاعد حملات القمع الانتقاميّة من غالبيّة الشعب البحرينيّ، فبعد سقوط أوّل شهيدين من شهداء ثورة 14 فبراير/ شباط 2011، كان هذا الخطاب الوحيد الذي وصف فيه الشهيدين «بالأبناء»، الوصف الذي لم يلمس فيه جمهور 14 فبراير أيّ مصداقيّةٍ أو أبويّة، بل فهم على الفور أنّه خطابٌ سياسيٌّ بامتياز، لامتصاص الغضب الشعبيّ، وتفادي تفاقم الأوضاع سياسيًّا وميدانيًّا، فباءت محاولاته بالفشل، ولم يفلح ابتزازه لأبناء الشعب بثنيهم عن الخروج في اعتصامٍ مركزيٍّ بدوّار اللؤلؤة في قلب العاصمة المنامة، ما اعتبره تحديًّا شعبيًّا له ولعائلته، التي تهيمن على السلطة منذ أكثر من 230 سنة، وحكمت البلاد بالحديد والنار، حتى وصل به الحال إلى أن يجعل من نفسه سخرية للنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعيّ، حينما أبدى نصيحته للشعب البحرينيّبالتخلّي عن مشاهدة الأخبار، «أسوةً بالرئيس الليبيّ المقبور معمّر القذافي».

كلّ هذه الحملات الإعلاميّة المسعورة والفبركات الرسميّة الكاذبة بقيادة «الأخ الأكبر للمرتزقة» راشد بن عبدالله آل خليفة، ومباركة رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة، ما هي إلّا محاولات للفت الانتباه الإقليميّ والدوليّ للسلطة، ومساعٍ للتغطية على الانتهاكات التي تمارسها «عصابات المرتزقة، وكلاب الدرك الأردنيّ» خلف القضبان ضدّ المعتقلين السياسيّين، فضلًا عن «اقتراب ذكرى الاستقلال الوطنيّ للبحرين» في 14 أغسطس/ آب 2015، إثر دعواتٍ من القوى الثوريّة المعارضة للعودة إلى المنامة، وتحديدًا «دوّار اللؤلؤة»، مركز الاحتجاجات الشعبيّة في فبراير/ شباط 2011، الذي «سحقته عناصر المرتزقة بدعمٍ من قوّة دفاع البحرين، ودرع الجزيرة السعوديّ» منتصف مارس/ آذار 2011. وإحياء ذكرى الاستقلال الوطنيّ هو «ذكرى مريرة للقبيلة الخليفيّة»، التي استسلمت للإرادة الشعبيّة في مثل هذا الشهر من العام 1971، ورضخت لواقع الانسحاب البريطانيّ المستعمر من البلاد، غصّة تجرّعتها عائلة آل خليفة على مضضٍ، وإن كانت الحقيقة أنّه «استقلال مزيّفٌ» عن الوصاية والهيمنة البريطانيّة، ويبرز هذا الجانب في الدعم اللامتناهي من «التاج البريطانيّ في قصر باكنغهام، للغطرسة الخليفيّة في قصور الرفاع»، ولو كان استقلالًا حقيقيًّا، لكانت البحرين في يومنا هذا دولة المؤسّسات المدنيّة، التي تطلّع إليها الشعب البحرينيّ، حينما قاوم المستعمر البريطانيّ.

حفنة الدنانير التي سينفقها الملك حمد بن عيسى آل خليفة على «شوية مرتزقة» استوردها لحماية «عرشه المزعزع»، لن تحميه أكثر ممّا وفّرت له من الحماية حتى الآن، ولن تفلته من الاستحقاق الشعبيّ حين يأتي موعده، وما تهديدات وزير الداخليّة راشد بن عبدالله آل خليفة «بإعدام المعتقلين بتهمة تفجير سترة»، إلا «زبد بحرٍ»، فهو أجبن من تنفيذه، كما أنّه تحريضٌ وتوجيهٌ واضحٌ لقضاءٍ فاسدٍ لإصدار هذا الحكم.. ويحيا العدل..!

لقد غاب في هذا المشهد العاطفيّ عن ذهن الملك أن يأتي إلى موقع تفجير سترة المزعوم دون حراسة بدموع التماسيح هاتفًا.. «هذولا عيالي».. مثلما غاب عن ذهن وزير الداخليّة أن يسدل الستار على المشهد بصراخ.. «هذولا إخواني»..! وفي الحالتين «يا فضيحة ما بعدها فضيحة»..!


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2015042526


المواضیع ذات الصلة


  • انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
  • انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
  • انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *