منامة بوست (خاص): الاسم الأكثر إزعاجًا للأنظمة، «منظّمة ويكيليكس» تفتح الباب السعوديّ، وتفضح السياسات الخارجيّة والداخليّة للمملكة النفطيّة، بنشر ستين ألف برقيّة دبلوماسيّة، وتتوعد المنظمة بنشر نصف مليون وثيقة أخرى في الأسابيع المقبلة.

جوليان أسانج نشر تصريحًا له على الموقع نفسه يقول أنّ «السعوديّة خطر على نفسها وعلى جيرانها»، واعتبر مؤسس ويكيليكس، أنّ «هذه التسريبات تكشف النقاب عن إحدى أكثر الديكتاتوريّات الغامضة عبر التاريخ»، وتابع أسانج أنّ هذه التسريبات تتزامن مع احتفال السعوديّة بالذكرى الـ100 لتأسيسها.

الأنباء التي فاحت من وثائق «ويكليكس» المزعجة، كشفت جانبًا كبيرًا من العنجهيّة السعوديّة سواء بالرشى، أو بشراء الذمم، أو بتسخير الإعلام، أو ببيع المعلّمين في سوق النخاسة، فقد كشفت وثيقة عن أنّ السعودية ابتعثت معلّمين إلى مملكة البحرين، لتغطية النقص الحاصل في الجزيرة الصغيرة بسبب إقالة عدد كبير من المعلّمين «الشيعة» إبّان ثورة فبراير/ شباط 2011.

الوثيقة وصفت هذا الابتعاث بـ «المساعدة الماليّة غير المنظورة»، وهي عبارة عن رسالة من قسم الشؤون الاقتصاديّة والثقافيّة إلى وزير الدولة في السعوديّة.

تقترح الرسالة أن تبتعث مدرّسين ومساعدًا إداريًّا للعام الدراسي 2012/2013، أي بعد عام من ثورة البحرين، وأن يعلن ذلك في وسائل الإعلام السعوديّة كبادرة خير تقوي روابط «الأشقاء العرب» بحسب وصف الرسالة.

وقالت وثيقة أخرى أنّ ثمّة علاقة بين علي مشيمع و حزب الله في لبنان وغيره من التنظيمات الشيعيّة المتطرّفة.

وتدّعي الوثيقة نفسها أنّ موسى عبد علي علي مرتبط- أيضًا- بعدد من التنظيمات الشيعيّة المتطرّفة في البحرين وخارجها، كما أنّه متّهم بعلاقته بعدد الخلايا الإرهابيّة استهدفت نظام الحكم في البحرين، والوثيقة هذه عبارة عن رسالة من سفير الرياض في لندن محمد بن نوّاف بن عبد العزيز إلى وزير الدولة في المملكة، حيث يختم السفير أنّ مشيمع وعبدعلي لديهما لجوء سياسيّ في بريطانيا.

كما كشفت الوثائق رصد النظام السعوديّ للإعلام الإيرانيّ حول ما يبثّه من خطاب عن السعوديّة، ومن ضمنها تصريحات الناشط السياسيّ يحيى الحديد «مقيم في لبنان»، لصحيفة كيهان عربي، في السابع والعشرين من أبريل/ نيسان 2011، إذ وصف الحديد التدخّل العسكريّ السعوديّ في البحرين بأنّه أسوأ من الاحتلال الإسرائيليّ لفلسطين، وأضاف أنّ القوّات البحرينيّة والسعوديّة ارتكبت وترتكب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة بحقّ الشعب البحرينيّ، طالت جميع شرائح المجتمع، ولم تستثن حتى الأطفال والنساء والمرضى، كما طالت المقدّسات الإسلاميّة بحرقها لنسخ كثيرة من القرآن الكريم وهدمها للعشرات من المساجد والحسينيّات بدوافع طائفيّة مقيتة.