منامة بوست (خاص): اليوم هو الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني، هو اليوم العالميّ لمناهضة الإفلات من العقاب، تُمثّل هذه الذكرى السنويّة حالةً خاصةً عند شعب البحرين، ولا يقتصر الاحتفاء به على الحقوقيّين أو السياسيّين فقط، ذلك لأنّ الإفلات من العقاب له تاريخٌ طويلٌ مع هذا الشعب.

ففي الألفيّة، ومنذ الانفراجة الأمنيّة التي شهدتها البحرين، مع هامشٍ من الحريّات، برّأ النظام العقيد السابق عادل فليفل، الذي عاث في حقبة التسعينيّات أفظع الفساد بتعذيب المعتقلين، إبّان الانتفاضة التي اندلعت عام 1994. وقد بُرِّئ كذلك عددٌ من الضبّاط المتورِّطين في قضايا تعذيب وقتلٍ وتعذيبٍ واغتصاب.

ولم تنته الحكاية عند هذا الحدّ، ولم يكن «المشروع الإصلاحيّ» لملك البحرين حمد بن عيسى جابًّا لما سبقه من جريمة، فقد بُرِّئ قاتل الشهيد فاضل المتروك (32 عامًا) عام 2013، والمتروك قد قُتل في يوم 15 فبراير/ شباط 2011، أثناء تشييع أوّل شهداء الثورة البحرينيّة علي المشيمع من مستشفى السلمانية الطبيّ، وقامت قوّات النظام بالإطلاق المباشر والمُتعمَّد على المواطنين السلميِّين بالأسلحة الناريّة وأصابت عددًا منهم، وقتلت الشهيد المتروك بعد أصابته رصاصات انشطاريّة من الخلف، وكان هدف من أطلق النار قتله نظرًا لقرب المسافة، بحسب كثرةٍ من شهود العيان الذين كانوا مع الشهيد المتروك.

كما برّأ القضاء البحرينيّ اثنين من عناصر الشرطة في قضيّة مقتل متظاهرين خلال الاحتجاجات العارمة التي شهدتها البحرين في شباط/ فبراير 2011.

وقد أيّدت المحكمة الحكم الصادر في 27 أيلول/ سبتمبر 2012 في قضيّة مقتل الشهيد علي المؤمن (23 عامًا) والشهيد عيسى عبد الحسن (61 عامًا)، في دوّار اللؤلوة وسط المنامة في 17 فبراير/ شباط 2011.

فيما برّأت المحكمة الكبرى الجنائيّة الأولى يوم الإثنين 22 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2012 ضابطة شرطة، اتُهمت بتعذيب الصحافيّة نزيهة سعيد.

أمّا عن سلسلة الإفلات عن العقاب في البحرين، فهي سلسلةٌ طويلةٌ جدًّا، تمتدُّ من السياسة، وتمرُّ بالاقتصاد، ولا تنتهي عند حدّ القضايا الاجتماعيّة.

يُذكر أنّ النظام البحرينيّ متهَمٌّ بالتمييز ضدّ مواطنيه، وقد رفعت أكثر من منظّمةٍ حقوقيّةٍ تقارير متضمّنةً وقائع تدلُّ على ذلك، داعيةً النظام للكفِّ عن هذه السياسة.