منامة بوست (خاص): طرح موقع منامة بوست تساؤلًا على بعض الحقوقيّين والصحفيّين والمهتمّين بالشأن البحرينيّ، عن الأزمة السياسيّة في البحرين، في الوقت الذي تزامنت فيه الانتخابات النيابيّة التي أعلنت العديد من التيّارات السياسية والشعبية مقاطعتها، مع عملية الاستفتاء الشعبيّ الذي أجراه الشعب البحرينيّ لتقرير مصيره، وإقامة نظامٍ سياسيّ جديد بدلًا من النظام الحاكم، والذي يرى فيه الشعب البحرينيّ أنّه نموذج للنظام الديكتاتوريّ المستبدّ.

فمن جانبه، وصف مدير مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريّات أحمد جويد، ممارسات السلطة في البحرين ضدّ مواطنيها، بالصورة القبيحة للاستبداد والدكتاتوريّة، وبخاصّة بعد أن رفضت مطالب مواطنيها المشروعة في إجراء الإصلاحات السياسيّة، وإصرارها على إجراء الانتخابات النيابيّة والبلديّة التي أجرتها مؤخّرًا، رغم إعلانات المقاطعة الشعبيّة الواسعة.

وصرّح لموقع منامة بوست، بأنّ السلطات البحرينيّة استعانت بقوّات أجنبيّة، متمثّلة في «درع الجزيرة»، وكذلك عناصر من المرتزقة من باكستان والأردن، وغيرها من الدول، وجنّستهم ضمن قوّاتها الأمنيّة بهدف الاستقواء على الشعب البحرينيّ المسالم الذي خرج في احتجاجات شعبيّة في فبراير/ شباط من العام 2011.

ورأى جويد أنّ سبب مقاطعة التيّارات الشعبيّة والسياسيّة للانتخابات الأخيرة، هو عدم جدوى هذه الانتخابات وجدّيتها، فهي لا تعدو أن تكون سوى انتخابات صوريّة، معتبرًا تلك المقاطعة دليلًا على فقد النظام الحاكم لشرعيّته السياسيّة والشعبيّة- على حدّ تعبيره.

ودعا أبناء الشعب البحرينيّ للتخلُّص من هذا النظام المستبدّ عبر الاحتجاجات السلميّة والقنوات القانونيّة والمحافل الدوليّة، موضحًا أنّ الحريّة بحاجة للمطالبة والتضحية والصوت العالي، مضيفًا، أنّ الاستفتاء الشعبيّ هو أحد الوسائل السلميّة والقانونيّة لتقرير المصير، واختيار نظام جديد للبلاد.

وكشف جويد عن قيام مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريّات حاليًّا، بجمع الوثائق والمعلومات بخصوص جميع الانتهاكات التي تقوم بها السلطة في البحرين ضدّ المواطنين، حيث إنّهم بصدد رفع ملفٍّ خاصٍ بالانتهاكات إلى المحكمة الجنائيّة الدوليّة.

من جانبه، اعتبر مدير تحرير الصحيفة العربيّة الأستاذ شريف إسماعيل، أنّ البحرين شهدت مأتمًا ديمقراطيًّا فيما عُرفت بالانتخابات البرلمانيّة، والتي عكست إصرار القياده السياسيّة على إظهار نتائجها للعالم بما يخالف الواقع الثوريّ في البحرين.

وقال في حوارٍ مع موقع منامة بوست، إنّ العالم شاهد ناخبين توجّهوا لصناديق الاقتراع يحملون الجنسيّة البحرينيّة، وهم أبعد ما يكون عن شعب البحرين؛ فكان منهم الهنديّ والبنغاليّ والمصريّ، وغيرهم ممّن منحتهم الحكومة البحرينيّة الجنسيّة، في محاولةٍ لبسط سيطرة السُّنة على مقاعد البرلمان، وهو ما وصفه بالتزوير الفجّ والصريح لإرادة الأغلبيّة الساحقة من الشعب البحرينيّ.

وأكّد إسماعيل على أنّ الإصرار على تجاهل مطالب الثورة البحرينيّة والعمل على إجهاض أهدافها، بتلك الانتخابات الهزليّة- على حدّ وصفه- سوف يضع استقرار البحرين على المِحكّ، ما يُنذر بوقوع صدامات بين الثوّار والحكومة التي تُصرّ على المُضيِّ قُدُمًا في توجيه سياستها الخاطئة تجاه شعبها.