منامة بوست (خاص): قالت مصادر قريبة من الشأن العلمائيّ في البحرين لـ «منامة بوست»، إنّ العلماء قد يتّخذون موقفًا حازمًا من رئيس الأوقاف الجعفريّة الشيخ محسن العصفور، بعد عددٍ من التصرُّفات التي قام بها وأثارت حفيظة العلماء وعددٍ كبيرٍ من أفراد الطائفة الشيعيّة في البحرين.

ولم تعلم «منامة بوست» طبيعة الخطوة العلمائيّة التي قد تُتّخذ ضدّ العصفور، الذي يشغل منصب رئيس الأوقاف الجعفريّة منذ يونيو/ حزيران 2013.

ولمّا أنّ أثارت تلك الخطوات والتصريحات بلبةً كبيرة، فقد جعلت الوسط العلمائيّ في البحرين يبدأ في مشاورات بشأن هذا الأمر الذي اعتبره البعض من الحوزويين بـ «المعضلة».

آخر ما أثاره رئيس الأوقاف الجعفريّة هو ما أطلقه من تصريحات مثيرة ردًّا على تقرير اللجنة الأميركيّة للحُريّة الدينيّة الدوليّة «USCIRF» الأخير، الذي تناول ملفّ إعادة بناء المساجد المُهدّمة في البحرين، حيث قال العصفور بشأن مسجد أمير محمّد البربغيّ في قرية عالي، «لقد أوضحنا في بيانٍ خاصٍّ أنّه بحسب سجلات إدارة الأوقاف، لايوجد أيَّ سندٍ شرعيٍّ وقانونيٍّ لمسجديّته، وأنّه بُني في العام 1986م في أرض ملكٍ خاصٍّ بتصرُّفٍ شخصيّ وسُمِّي باسم شخصيّةٍ لا وجود لها في تاريخ البحرين، ولا قيمة دينيّة ولا تاريخيّة لها. وأنّ التعبير بأنّه معلمٌ دينيٌّ وتاريخيٌّ كبيرٌ للمجتمع الشيعيّ، مجانبٌ للحقيقة» .

ونقلت صحيفة الوسط أنّ مسجد البربغيّ قد أُعيد بناؤه في موقعٍ مجاورٍ بعد استملاك الأرض المجاورة، إذ لا يوجد تغييرٌ للموقع الأصليّ الشرعيّ لعدم مسجديّته شرعًا أصلًا، كما إنّه يقع في منطقةٍ غير مأهولةٍ بالسكّان جرداء من العمران.

ولم يكن العصفور مثيرًا للحفيظة منذ ترؤّسه إدارة الأوقاف الجعفريّة، بل كان كذلك قبل هذا التعيين، ففي شأن الثورة الشعبيّة في البحرين، وبالتحديد أثناء المجزرة البشعة التي قام بها المرتزقة بدعمٍ من الجيش السعوديّ في مارس/ آذار 2011، قال العصفور: «وما يتعلّق بمشروعيّة إخلاء الدوّار من قبل رجال الأمن وبالنحو الذي شاهده الجميع عبر وسائل الإعلام المرئيّة، قال الشيخ العصفور إنّه تصرُّفٌ شرعيٌّ وواجبٌ لدفع المفاسد الناشئة عنه والمترتّبة عليه، المضرّة بمصالح البلاد والعباد، وهو مبدأ قرآنيّ صريح كما في قوله تعالى: فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ. أي حتى ترجع إلى أمر الله ورسوله والانضباط بشريعته ومنهاجه وحدوده». 

ولم يقف العصفور عند هذا الحدّ، فقد تحدّث للإعلام الرسميّ بما يُسيء لمجتمعه وطائفته، حيث صرّح لصحيفة البلاد – المحسوبة على رئيس الوزراء خليفة بن سلمان- بقوله: «من الأمور التي ينبغي التنبيه عليها أنّ كلًا من التيّارين الحزبيِّين الشيرازيّ وحزب الدعوةّ في داخل البحرين ومن أجل ضمان السيطرة على أكبر قدرٍ من عقول الناس والشباب خاصّة، واستمرار انشطتهما في جميع مناطق البحرين، فقد وجّه كلٌ منهما بعض الشباب المُنظَّمين حزبيًّا ودفعهم الى بعض الحوزات في قمّ والنجف وحتّى داخل البحرين، ودعاهم إلى لبس العمائم واستثمارهم لتنفيد أجندات تيّاريهما وتوظيفهم لمصالهما وإدارة مخطّطاتهما بعد استقطاب أكبر عددٍ من العوامّ والتغرير بهم في صراعٍ مكشوف.

ويضيف العصفور في نبرة ناصح: «لذا فإنّي من منطق المسؤوليّة الشرعيّة أطالب جميع أولئك المُعمّمين الحزبيِّين بأن يختاروا بين أحد أمرين، إمّا نزع عمائمهم التي ارتدوها لا لهدفٍ مقدّسٍ وإنّما لمسعًى مُدنّس، للحفاظ على قداستها من تدنيس تيّاريهما المعاديين لقيم الدين ومبادئه والمنتهكين لحدوده وأحكامه والمُتسبّبين في كلّ ما يقع على الطائفة من ظلمٍ وضيمٍ وانتهاكٍ، أو البراءة من تلك التيّارات والانقطاع لطلب العلم وإخلاص النيّة في العمل به وتصحيح المسار، للدفاع عن الدين وهداية الناس لما فيه مرضاة الله سبحانه والتكفير عمّا سبق وما صدر منهم من تغريرٍ ووقيعةٍ وإضلالٍ وغوايةٍ بالسُذّج من أبناء الوطن».

يُذكر أنّ إدارة الأوقاف الجعفريّة قد شرعت مؤخّرًا ببناء صالةٍ لأهالي قرية المقشع باسم رئيسها الشيخ محسن العصفور.