منامة بوست (خاص): ضمن فعاليّات الاحتفاء بيوم الاستقلال الوطنيّ في البحرين، أقام ائتلاف الرابع عشر من فبراير فعاليّة مهمّة وذات دلالات ينبغي الوقوف عندها، الفعاليّة عبارة عن إطلاق «نشيدٍ وطنيّ» صاحبه كلمة تؤكّد على استقلال البحرين، وأهميّة الوصول للاستقلال الكامل من خلال تحرير البحرين من النظام الجاثم على صدر البلاد لأكثر من قرنين من الظلم والانتهاكات.
لكن ما الذي يُفرّق بين هذه الفعاليّة وغيرها؟ بالأحرى، هل الرسالة من هذه الفعاليّة كغيرها من الرسائل؟ من المهم أن نلحظ فعاليّات الائتلاف عمومًا، التي من الممكن تصنيفها كالتالي: فعاليّات تحشيديّة، فعاليّات تضامنيّة، فعاليّات ذات طابع استراتيجيّ. الأولى والثانية معروفة الطابع، أما الثالثة فماذا تعني؟ وهل إطلاق «النشيد الوطنيّ» من ضمن هذا النوع (ذات الطابع الاستراتيجيّ)؟
يعتقد بعضٌ من المراقبين أنّها كذلك، والمعنى أنّ هذه الفعالية لها رسائل بعيدة المدى، وليست وقتيّة، كالفعاليّات التحشيديّة والتضامنيّة التي تختصّ بحدثٍ بعينه وتنتهي بانتهائه.
فالفعاليّة ذات الطابع الاستراتيجيّ، هي تلك التي تؤكّد باستمرارٍ على أهم ما أطلقه الائتلاف منذ بروزه في 2011، وعلى رأس ما أطلقه شعار «إسقاط نظام الحكم» في البحرين.
وقد أطلق الائتلاف عددًا من الفعاليّات الاستراتيجيّة، كالاستفتاء على مصير البحرين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، ومن قبلها ميثاق اللؤلؤ الذي أطلقه في مارس/ آذار 2012 باللغتين العربيّة والإنجليزيّة، وإطلاق النسخة الروسيّة من الميثاق في فبراير/ شباط 2013.
ما يجمع تلك الفعاليّات هو نوعيّة الرفض المكنون في معانيها، حيث لا يمكن قراءة ذلك الرفض بأنّه رفضٌ لسلوك النظام أو لجزئيّةٍ هنا أو هناك، بل هو رفضٌ للنظام بأكمله، وتمرّدٌ على قوانينه وإعلامه وأوتاده من شخوص العائلة الحاكمة التي تُمثّل النظام بكل ما فيه من سوءات.
ولذا، فإنّ إطلاق «النشيد الوطنيّ» يوم السبت 22 أغسطس/ آب 2015 هو للتأكيد على الرسالة ذاتها، إنّه السبيل الذي اختطّه الائتلاف في تأكيد رفضه للنظام الخليفيّ، بغضّ النظر عن البحر الإقليميّ الهائج خارج الحدود، وبغضّ النظر عن الأصوات التي تنادي بتغيير هذه الاستراتيجيّة بدعوى أنّها غير واقعيّة. وهذا ما أكّده الائتلاف في مقدّمة ميثاق اللؤلؤ، ولخّصها في مبادئ ثمانية، هي:
1- أصالة الثورة ووطنيّتها، ورفض جميع أنواع التدخّل والوصاية والتبعية.
2- النظام الخليفيّ فاقد للشرعيّة، ولا يمكن التعاطي معه بأيِّ شكلٍ من الأشكال.
3- تحرير البلاد من أيِّ حاكمٍ ظالمٍ، والمتمثّل الآن بالنظام الخليفيّ وبطانته ومرتزقته.
4- رفض التدخّل الأجنبيّ – في مقدّمته النظام السعوديّ- الداعم للنظام الخليفيّ، واعتباره عدوًا محتالًا يجب طرده بكافّة الوسائل المتاحة.
5- عدم الانشغال بالخلافات الجانبيّة والبينيّة، التي قد تشكّل عائقًا في وجه الثورة.
6- تثمين كلّ جهدٍ يُبذل من أيِّ طرفٍ كان، لصون حقوق الشعب وتقرير مصيره.
7- تفعيل كلّ الخيارات المناسبة لتحقيق أهداف الثورة.
8- الاعتزاز بالروح الوطنيّة لأبناء الشعب، ووضع معيار المواطنة كأساسٍ للتعامل مع الأفراد.