Thursday 28,Nov,2024 16:36

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

البحرينيّون يستمرّون في ثورتهم رغم الصورة الرماديّة للمنطقة

منامة بوست (خاص): لم يكن إغلاق صحيفة الوسط ثيمة من ثيمات القمع الخليفيّ في البحرين وحسب، بل كانت ضربة مزدوجة لطبقتين: طبقة الإعلاميّين وطبقة رجال الأعمال، كون أنّ الوسط منفذًا

منامة بوست (خاص): لم يكن إغلاق صحيفة الوسط ثيمة من ثيمات القمع الخليفيّ في البحرين وحسب، بل كانت ضربة مزدوجة لطبقتين: طبقة الإعلاميّين وطبقة رجال الأعمال، كون أنّ الوسط منفذًا لأكثر الإعلانات انتشارًا في البحرين من جهة، ولكونها منبثقة من أكثر تجّار البحرين شهرةً وحيويّة.

تضاربت التوقّعات حول الأسباب، وكان لتغريدة وزير الخارجيّة خالد بن أحمد حول تسمية ضحايا تفجير عسير في السعوديّة بـ «القتلى» أحد أسباب إغلاق الصحيفة، لكن من يُصدّق ذلك؟!

البحرين تعيش حالةً من التموّج الأمنيّ والسياسيّ، خصوصًا بعد اعتقال كلّ قادة المعارضة بشقّيها الإصلاحيّ والإسقاطيّ، الأمر الذي يوحي بأنّ حال البحرين متوقّفٌ لدرجة التجمُّد.

في الضفّة الأخرى، ترفض قوى الثورة هذا المنحى من التحليل، وتؤكّد على أنّ الحالة الثوريّة متوهّجة ولا تزال تعطي ثمارها في الشارع وبشكلٍ يوميّ، وآية ذلك المسيرات الليليّة التي لم تنقطع منذ أن انفجرت الثورة في الرابع عشر من فبراير/ شباط من العام 2011.

في المشهد الأمنيّ، دخلت فزّاعة «داعش» على الخط، منذ 2014، وبعد اكتشاف عددٍ من الخلايا في البحرين، والتي صارت نسيًا منسيًّا بفضل تكتُّم الجهات الرسميّة على موضوعها، رغم أنّ انشقاقات العسكر في الجيش البحرينيّ تكرّرت، ما يعيد للذاكرة الحاضنة الداعشيّة التي تترعرع رسميًّا، على مرأى ومسمع من الجهات العليا في البحرين.

ومع ذلك، فإنّ أحد التفسيرات لنشأة ظاهرة داعش في نسخته البحرينيّة هو أنّها فزّاعة لغرضين، الغرض الأوّل إخافة المكوّن المعارض من هذه الفزّاعة، إذا لم يركنوا إلى الذين حكموا في البحرين بحكم القبيلة.

هذا التفسير يأتي في سياق استخدام الدول الكبرى لـ «داعش»، الاستخدام الذي يعني فيما يعنيه ورقة الفوضى لإضعاف الخصوم، حتى لو أنّ «داعش» خرجت عن السيناريو المنصوص عليه من قبل مشغّليها.

إلّا أنّ عودة الإشارات الإيجابيّة بعد الوصول للاتفاق النوويّ بين إيران ودول مجلس الأمن زائدًا ألمانيا، يُغيّر من صورة المشهد القاتم الذي خيّم على المنطقة لأكثر من أربع سنوات، الأمر الذي ينسحب على البحرين، بحسب المتفائلين.

الأكيد الأوّل، أنّ السلطة الخليفيّة تابعة للنظام السعوديّ، خصوصًا بعد دخول جيش الأخيرة للجزيرة الصغيرة في مارس/ آذار 2011، كما أنّ الأكيد الثاني، هو أنّ النظام الخليفيّ لن يسمح بحريّات ذات معنًى في أيّ تسوية، ما لم يكن هناك انقلابًا لموازين دول الخليج، وبالأخص الجارة الكبيرة السعوديّة.

في الشأن السعوديّ، فإنّ الحرب على اليمن يتصدّر مشهدها، ويبدو أنّه رغم الفشل الكبير في هذه الحرب، إلّا أنّ مواصلتها هو ما يظهر في الأُفق، ولعلّ الاستدارة نحو سوريا بوجه إيجابيّ، ينتظر انتهاء اكتمال صورته، خصوصًا بعد التطوّر الملفت من زيارة مدير الاستخبارات السوريّة للرياض اللواء علي المملوك، حسبما سرّبت صحيفة الأخبار اللبنانيّة.

خيوط اللعبة في المنطقة إذن رماديّة، ولم يتبيّن الخيط الأبيض من الأسود بعد في ظلّ تشابك المصالح وتذبذب موازين القوّة على الميدان، مما يشي إلى أنّ ثمّة شيء مجهول الوقت والمعنى، وإلى ذلك الحين، لا يبقى للبحرينيين غير الاستمرار في خيار المقارعة، فلعلّها ساعات الليل الأخيرة التي يعقبها الفجر.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2015061750


المواضیع ذات الصلة


  • انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
  • انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
  • انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *