Friday 22,Nov,2024 21:03

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

«17 فبراير».. يوم «مجزرة الشرعيّة» لآل خليفة

منامة بوست (خاص): بزغ فجر الخميس السابع عشر من فبراير/ شباط 2011 على الدم في دوّار اللؤلؤة وسط المنامة، حيث افترش الناس أوجاعهم والتحفوا آمالهم، دمٌ غيّر الخارطة المطلبيّة في البحرين،

منامة بوست (خاص): بزغ فجر الخميس السابع عشر من فبراير/ شباط 2011 على الدم في دوّار اللؤلؤة وسط المنامة، حيث افترش الناس أوجاعهم والتحفوا آمالهم، دمٌ غيّر الخارطة المطلبيّة في البحرين، «أربعة شهداء وأكثر من سبعين جريحًا»، كان كفيلًا بأن يضع البلاد على سكّة سياقٍ آخر.

في منبر الجمعة، يوم الثامن عشر من فبراير، أيّ اليوم التالي من المجزرة صرخ الشيخ عيسى قاسم «وهو أكبر مرجعيّة سياسيّة في البحرين» بشعار: «هيهات منّا الذلّة»، وهزّ جموع المصلّين جدران الجامع بالشعار ذاته، وأدان النظام ومجزرته أشدّ إدانة، ناعتًا إيّاه بالغدر.

القوى الثوريّة، من جهتها، أدانت الجريمة، وطالبت الناس بالثبات، بل وتحرّكت ثلاث قوى ثوريّة «تيّار الوفاء، حركة حقّ وحركة أحرار البحرين» للاجتماع بشكل عاجل وتأسيس ما عرف لاحقاً بـ«التحالف من أجل الجمهوريّة»، الذي أعلن عنه في السابع من مارس/ آذار من العام ذاته، كردّ عمليّ على نهج القمع بنهج التكاتف لإسقاطه.

أما «جمعيّة الوفاق» فعلّقت عضويّتها في البرلمان واستقالت لاحقًا، كما استقال الوزير «نزارالبحارنة» من وزارة الخارجيّة، والوزير مجيد العلوي، وعدد من أعضاء مجلس الشورى، ومسؤولون في عدد من المؤسسات. وأدان الشيخ علي سلمانالمجزرة إدانة مغلّظة.

كان يومًا غير عاديّ على البحرين، حيث نزلت أكثر من مئتين وخمسين مركبة عسكريّة «ما بين سيّارة رباعيّة الدفع ومدرّعة»، وطوّقت منطقة دوّار اللؤلؤة، وفرضت حصارًا شديدًا على تلك المنطقة حتى وقتنا الراهن. كما نزلت الدبابات، وكان البيان الأوّل لجيش المشير سيّئ الصيت، الذي أوضح نهج النظام بأنّ «القمع» هو يده التي سيتعامل بها مع مطالب الناس.

ذلك اليوم قتل الشهيد «علي خضير، ثلاثة وخمسون عامًا» بسلاح الشوزن المحرّم دوليًّا، وتبضّع جسده بشظايا رصاص هذا السلاح الفتّاك، كما قتل الشهيد «محمود أبو تاكي، ثلاثة وعشرون عامًا» بالسلاح نفسه، أمّا الشهيد «علي المؤمن، اثنان وعشرون عامًا» فقد قتل قرب دوّار اللؤلؤة بالرصاص، ومثّلوا بجسده تمثيلًا، وتركوه ينزف قرب إشارات القفول، ولم يرعوِ المرتزقة عن تفجير رأس الشهيد المسنّ «عيسى عبدالحسين، ستّون عامًا» قرب مستشفى السلمانيّة.

أراد الغازي عبر السيف أن يمحو المطالب فـ«رسّخها»، وأراد أن يروّع الشجاعة لدى الناس فـ«أثبتها»، وكان يتمنّى أن يمسح الجيش إرادة الناس، فمسحت إرادة الناس طغيان الجيش ببقائهم في الساحات، يعتصمون ويهتفون ويواجهونه بكلّ شجاعة.

لم تبق مظلمة لم يرتكبها النظام الخليفيّ ذلك اليوم، حيث ضرب الممرّضات والأطباء، بل واعتقلهم لاحقًا، و«عسـكر» مستشفى السلمانيّة حينما تحوّل الناس من دوار اللؤلؤة إليه، إذ كان تحوّل الاعتصام من الدوّار إلى السلمانيّة تحوّلًا فرضته بوصلة الشهداء والمضحّين، حيث تجمّع الجرحى والمصابون في السلمانيّة كونه أكبر مستشفى في البحرين، بل واستشهد فيه بعض الشهداء، ما جعل المكان يعجّ برائحة الدم المخلص للوطن.

«السابع عشر من فبراير» إذن ليس تاريخ مصيبة وحسب، بل هو بداية لتأريخ واقع جديد عند البحرينيّين الذين بدّلوا شعارهم من «الإصلاح» الذي كانوا يأملونه ويتمنونه إلى «إسقاط النظام»، حيث لا يمكن أن يتعايش شعب ما مع نظام ارتكب كلّ هذه الجرائم المدانة دينيًّا وإنسانيًّا وقانونيًّا.

وسيبقى «السابع عشر من فبراير» أكبر مرافعة تاريخيّة لشعب البحرين أمام محكمة التاريخ مرفوعة على نظام غازٍ عاث ولا زال يعيث في الأرض والعرض الفساد، ويدمّر الثقافة وإنسانها، وهذا ما توضّح لاحقًا بـ«الاستفتاء الشعبيّ» الذي أقامته القوى الشعبيّة في نوفمبر/ تشرين ثاني 2014، والذي أظهر نسبة عالية من إرادة الناس في «تقرير مصيرهم» و«اختيار النظام الذي يرتؤونه»، بما تكفله القوانين الدوليّة للشعوب.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2015063106


المواضیع ذات الصلة


  • وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
  • من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
  • عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *