Thursday 28,Nov,2024 06:42

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

منامة بوست «تدخل سجن جوّ» وتروي قصّة «البلطجيّة» الذين تعرّضوا لـ«ناجي فتيل» كاملة

منامة بوست (خاص): استطاعت «منامة بوست» أن تقتحم أسوار الصمت، هناك في «سجن جوّ المرعب»، تحديدًا «المبنى 4» حيث تكمن القصّة الكاملة لسيل القمع العنيف. الساعة تشير للسابعة من مساء أمس

منامة بوست (خاص): استطاعت «منامة بوست» أن تقتحم أسوار الصمت، هناك في «سجن جوّ المرعب»، تحديدًا «المبنى 4» حيث تكمن القصّة الكاملة لسيل القمع العنيف. الساعة تشير للسابعة من مساء أمس الخميس 12 فبراير/ شباط 2015، حين جاء أحد رجال الشرطة برسالة شفهيّة عاجلة للناشط «ناجي فتيل»، مضمونها، «إدارة التأهيل والإصلاح تدعوك للمثول أمامها بصورة عاجلة».

لم يتمهّل الحقوقيّ أكثر من ثوانٍ، وقام على الفور لاستيضاح سبب الاستدعاء، لكنّ الطريق لم يكن سالكًا، «فثمة محاولة» لإفهام فتيل رسالة الإدارة قبل وصوله إليها، حيث اعترضه عدد من نزلاء السجن، تبيّن لاحقًا أنّهم «بلطجيّة النظام، مزروعين بين قضبان الرعب للتجسّس» حينًا وللقمع حينًا آخر.

قال أحد هؤلاء «النزلاء/ البلطجية»، «نريد أن نتفاهم معك»، فردّ عليه ناجي فتيل: «حسنًا، أنا لا أعلم عمّا تتحدّث، لكن يمكننا الحديث بعدما انتهي من لقائي مع إدارة الإصلاح والتأهيل».

ردّ عليه النزيل، «لا، لن تمرّ إلا على رقبتنا».. الاندهاش بدى واضحًا على ملامح فتيل، وفي هذه الأثناء كان الشرطيّ الذي يقتاد ناجي، مشغولًا بوضع القيود على يد سجينه، دون أن ينبس ببنت شفة إزاء ما حدث من تعدٍّ واضح من قبل «البلطجيّة المتلبسين بلبوس المعتقلين».

ما إن انتهى الشرطيّ من وضع القيد على يد ناجي، «حتى انهال أحد البلطجيّة بالضرب على رأسه من الخلف، وقد أدمى الرجل بدم بارد وصمت باهت، فقام يتوكّأ الجدار، ونظر إليهم نظرة صامد لا ترميه الأوجاع، فشعر بأنّ شيئا يجذبه للخارج، آه، إنّه الشرطيّ الذي من المفترض أن يقتاده للإدارة بأمان».

لقي ناجي عددًا من الضبّاط في الإدارة، وعلى رأسهم «العقيد ناصر بخيت»، عاجله بخيت بسؤال، «لقد علمنا أنّك تؤجج المعتقلين في السجن وتدعوهم للإضراب والعصيان»، فنفى فتيل التهم، وقال «كلّ ما أفعله أنني أساعدهم في كتابة رسائلهم لكم، وتعليمهم كيفيّة التوجّه للجنة التظلّمات»..

لم يكمل ناجي حديثه، حتى عاجله أحد الضباط ثانيةً، «ثمّة قرار بنقلك للسجن الانفراديّ».. فسأل ناجي عن السبب، فكان الردّ «نخاف على سلامتك من الاعتداء».

اغتنم ناجي الفرصة، وطلب من الإدارة التحقيق في موضوع الاعتداء، خصوصًا وأنّ آثار الضرب بدت على وجهه بوضوح، فحاول «ناصر بخيت التملّص»، لكنّ فتيل أصرّ على التحقيق في الحادثة، وأن ينال المعتدي جزاءه بما اقترفه من جرم، فأمر مدير الإدارة «بتحقيق شكليّ» لم يفض إلى شيء سوى إرسال فتيل لعيادة السجن، وهناك رفض طبيب العيادة إعطاء فتيل تقريرًا طبّيًا يثبت الضرب.

فأرجع فتيل للإدارة، وعاود طلب التحقيق الشامل في الحادثة، خصوصًا وأنّ مكان وقوعها مغطى «بكاميرات المراقبة»، ما يسهّل عمليّة كشف ملابساتها، مهدّدًا بعدم رجوعه للمبنى إلا إذا تمّ التحقيق الجديّ.

قبلت إدارة السجن طلبه، ووعد بتحقيق شامل، وأرسلوه للعيادة مرة أخرى لكتابة تقرير طبيّ، لكن المخاوف لا تزال تحوم حول كيفية تصرّف الإدارة معه، ويبقى السؤال: «ما قصّة النزلاء البلطجيّة الذين مارسوا دور المعذّبين؟!».


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2015072210


المواضیع ذات الصلة


  • انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
  • انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
  • انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *