منامة بوست (خاص): تضمّنت كلمة أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله شطرًا بارزًا حول قضيّة البحرين، وتميّز هذا الشطر بطول مدّته زمنيًّا ودلالاته الكبيرة التي احتوتها إشارات زعيم حزبٍ له بالغ الأثر في المنطقة.

فلأوّل مرّة يتحدّث السيّد نصر الله عن البحرين في أكثر من عشر دقائق، كما أنّ إشاراته العديدة، حملت وجوهًا مختلفة، تقاطر من بعدها مباشرة عددٌ هائلٌ من التفسيرات والتوجيهات في وسائل التواصل الاجتماعيّ، أو في الأحاديث المباشرة بين الناس.

فذهب البعض إلى أنّ السيّد حسن قد ركّز على السلميّة، وأشاد بها، ودعا البحرينيين لها، في حين اعتبر آخرون أنّه وإن ركّز على السلميّة إلّا أنّ عباراته حملت في طيّاتها – ضمنًا- تهديدًا مُبطّنًا للنظام الحاكم في البحرين، بقوله: «إنّ إدخال السلاح والمقاتلين للبحرين ليس صعبًا»، ورغم وضوح الاستراتيجيّة الإيرانيّة التي يتبنّاها الحزب في سياساته الخارجيّة، فإنّ التركيز على العمل السياسيّ في البحرين هو المُرجَّح حاليًّا، لكن هناك نقاشٌ محتدمٌ حول التطوّرات التي قد تُحدثها الحماقة السعوديّة، والتي تدفع نظام آل خليفة إلى ارتكاب مزيد من الأخطاء المُضرّة.

الكاريزما الذي يمتلكها نصر الله في مناطق شاسعة من العالم الإسلاميّ، تحظى بلونٍ فاقعٍ في الحالة البحرينيّة، ما يعني أنّ كلامه سيكون مؤثّرًا بشكلٍ مضاعف على الفرد البحرينيّ، لذا، فإنّ أهمّ الرسائل التي يُمرّرها أمين عام حزب الله، هي أنّ الحراك يا شعب البحرين لا ينبغي أن يتوقّف. وإنّكم لستم وحدكم.

هذا النوع من الرسائل المفهومة في الدوائر السياسيّة وحتّى الإعلاميّة، يأخذها الخليفيّ بعين الريبة والحذر، لذا تسارع أبواقه للهجوم على شخص نصر الله وحزبه، مثل ما حدث مع إعلامي السلطة سعيد الحمد، الذي هجا نصر الله بسبب تحالف حزبه مع النظام السوريّ، كما غرّد عبدالله آل خليفة «a_m_alkalifa@ »، وهو أحد معارضي جناح الملك، بالقول: خطاب حسن نصر الله سياسيٌّ في الدرجة الأولى، لا يفهم ما بين السطور إلّا من هو مُطّلعٌ ويجيد مابين السطور والأبعاد.. كلامه قويّ المضمون ..!

وأضاف: حسن نصر الله هدّد النظام في البحرين بصورة مُبطّنة وسياسيّة ظاهرها الرحمة، وباطنها العذاب.. رسالة واضحه ونأمل أنّها وصلت للمعنيّين فيها عدل- حسب تعبيره.

واعتبر أنّ إطلاق السيّد نصر الله مفردة «نظام آل خليفة» مقصوده: لها أبعاد سياسيّة، والحذر مطلوب، البحرين راح تواجه إرهاب كبير قادم.

وقال: حسن نصر الله نختلف معه لكن لا يمنع أنّه سياسيّ ويجيد كلامه عدل وليس سهل وحزبه قوي وله تأثير في المنطقة وخطابه تهديد شديد للبحرين مُبطّن ..!

وفسر عبدالله آل خليفة خطاب نصر الله بأنّه بداية حرب مع إيران، بالقول: البحرين تدخل بتحدٍّ حقيقيّ وحرب جديّة مع إيران وأحزابها، وقلّل من أهميّة مجلس التعاون في هذا الصدد، مغرّدًا: مجلس التعاون لن ينفع البحرين، بعضهم لديه اتفاقيّات معلنة وغير معلنة مع إيران، والسعوديّة تواجه خطر حقيقي من عدّة جوانب ومشغولة في أمورها الحذر .!

واعتبر الإعلاميّ عبّاس بوصفوان، أنّ الرسالة الأهم من خطاب نصر الله تذهب في اتجاهين:

الأوّل: أنّ البحرينيين ليسوا وحدهم، والثاني أنّ الخيارات واسعة، فأفهموا يا آل خليفة وافهموا يا حلفاء. وتساءل بوصفوان بالقول: إنّ السيّد نصر الله أمين، تحدّث عن البحرين في مفصلٍ مهم، ماذا يرمي؟ ماذا لم يقله؟

وطرح سؤالًا تقريريًّا في سلسلة تغريداته «abbasbusafwan@»، وصاغه كالتالي: هل بعد خطاب نصر الله عن البحرين شكٌّ في أنّ شعب البحرين ليس وحيدًا في معركته ضدّ الدكتاتوريّة والاستئصال والتجنيس والنموذج الإسرائيليّ بالبحرين؟

وراهن بوصفوان على أنّ كلمة نصر الله تؤكّد على أهميّة ملفّ البحرين بالنسبة لإيران وحلفائها، فقال: خطاب نصرالله عن البحرين يُلجم أقوال ظلّت على الدوام تُكرّر أنّ ملفّ البحرين ليس مهمًّا لإيران وحزب الله وهم يخوضون معارك جمّة في الإقليم.

مؤكّدًا على أنّ خطاب نصرالله عن البحرين يقول: البحرين مهمّة جدًّا في المعادلة الإقليميّة، وعلى شعب البحرين الوعي بذلك والاعتقاد بأنّهم ليسوا وحدهم.

كما اشتعلت وسائل الاتصال الكتابيّة بالمحادثات الساخنة بين مختلف الأطراف في المعارضة البحرينيّة، لكنّهم أجمعوا على أنّ حزب الله يدعم خيار البحرينيين في التحرُّر من الديكتاتوريّة.