منامة بوست (خاص): شكّلت «عاصفة الحزم» منعطفًا وهميًّا يقوم على فرضيّة أنّ مملكة آل سعود استعادت نفوذها الدوليّ من خلال مبادرة جريئة هذه المرّة، تقوم على حملة عسكريّة ضدّ حلفاء «إيران»
منامة بوست (خاص): شكّلت «عاصفة الحزم» منعطفًا وهميًّا يقوم على فرضيّة أنّ مملكة آل سعود استعادت نفوذها الدوليّ من خلال مبادرة جريئة هذه المرّة، تقوم على حملة عسكريّة ضدّ حلفاء «إيران» المفترضين وسحقهم بأحدث الطائرة وأشدّ الصواريخ فتكا.
هذا الوهم نسجه الإعلام السعوديّ والقطريّ بشكل كبير، وسُخّرت لأجل حياكته نخب وساسة وإعلاميّون وغير ذلك، إلّا أنّ الإعلان عن توقف «عاصفة الحزم» الأربعاء 22 أبريل/ نيسان 2015 أثار تساؤلات عديدة حول الأهداف والنتائج والتداعيات. خصوصًا عند إعلان مساعد وزير الخارجيّة الإيرانيّ أمير حسين عبداللهيان عن توقّف العمليّة العسكريّة قبل ساعات من إعلان التوقّف رسميًّا من قبل العميد الركن أحمد العسيري قائد العدوان على اليمن.
وما يثير التساؤل والتهكّم في آن واحد، أنّه بعد ألفي طلعة جويّة وهدم البنية التحتيّة لبلد فقير، لم تتمكّن الرياض من إعادة «عبد ربّه منصور هادي» ولا القضاء على الحوثيّين، بل لم تستطع أن توقف تمدّدهم في طول البلاد وعرضها، ما يدلّ على أنّ السعوديّة خسرت الرهان.
قبل يومين من توقّف العمليّات العسكريّة، تحرّكت قطعًا بحريّة من إيران باتجاه خليج عدن والبحر الأحمر، واستنفرت البحريّة الأميركيّة قوّاتها تحسّبًا لأيّ مواجهة محتملة مع الإيرانيّين، وفجأة تعلن السعوديّة توقف الحرب!
بعد انتهاء عمليّات ما سمي بـ «عاصفة الحزم» تبدّد الوهم بأنّ للسعوديّة متّسعًا في رقعة الشطرنج، بأقلّ تقدير أنّها لن تستطيع مغادرة ما بحوزتها من نفوذ إلى نفوذ أوسع، وأوراقها في المنطقة قد احترقت الواحدة تلو الأخرى، من «داعش» في العراق وسوريا إلى التدخّل المباشر في اليمن والبحرين.
مملكة النفط باتت فقيرة بالاستراتيجيّات الكفيلة بالحفاظ على ما لديها من حضور، فضلًا عن افتقارها للاستراتيجيّات القادرة على فرض نفوذها وتوسعه، ما يعني أنّ «الحلف» الأمريكيّ برمّته في المنطقة يعاني من ضمور في عضلاته، الأمر الذي سيؤدّي بهذا الجسد إلى النحول والقبول باشتراطات القويّ.
هذا لا يعني أنّ في طرفة عين سيتبدّل الحال وتنقلب الأحوال، بل الأمر سيطول ويحتاج لوقت، حتى على الصعيد اليمنيّ نفسه، إذ لن تتوقّف العمليّات والتدخّلات السعوديّة بين حين وحين.
لكنّ الرؤية الاستراتجيّة كما أقرّها محلّلون عديدون- خصوصًا في الصحف الغربيّة منها الهفنغتون ونيويورك تايمز وغيرهما- أنّ كلّ تعثّر سعوديّ يساويه في القوّة والارتداد نفوذ إيرانيّ، ما يحيل الوضع إلى فهم المآلات من هذا الصراع الدمويّ الذي تخوضه الرياض في أكثر من مكان.
وفي هذه الرجّة الكبيرة، يبقى الملفّ البحرينيّ عالقًا، وقد يبدو للبعض أنّه جامد، بيد أنّ الصبر البحرينيّ الواضح من خلال الحراك الميدانيّ والحقوقيّ والسياسيّ والثوريّ، يبيّن مدى الإصرار على وضع البلاد على سكّة المنتصرين على الديكتاتوريّة، مهما طالت التحدّيات وتطاولت الآلام.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2015075356
المواضیع ذات الصلة
وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»