منامة بوست (خاص): أعلن ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير عن فعاليّة شعبيّة، استعدادًا لاستقبال عام جديد من الثورة السلميّة، اختار لها جزيرة سترة، أو كما تسمّى عاصمة الثورة، التي تعتبر من أقوى المناطق حراكًا ثوريًّا.

لم يفصح الائتلاف، كعادته، عن ماهية الفعاليّة، بل اكتفى بتحديد زمانها، وهو الأوّل من يناير/ كانون الثاني 2016.

الشعب بدوره رحّب بهذه الفعاليّة، فالبلدات والمناطق البحرينيّة أصدرت البيانات المؤيّدة لها، والداعية للمشاركة بها، مؤكّدة جهوزيّة أهاليها، رجالًا ونساءً وأطفالًا لاستقبال العام الجديد في سترة.

أمّهات الشهداء هنّ أيضّا دعون أبناء البحرين للقدوم إلى عاصمة الثورة، والمشاركة بفعاليّتها من أجل حفظ دماء أولادهنّ التي سقطت على يد النظام الخليفيّ ومرتزقته، عبر كلمات مصوّرة بثّتها مواقع التواصل الاجتماعيّ.

في ظلّ تغييب الإعلام الحرّ، وسيطرة الإعلام الخاضع للنظام الخليفيّ، لم تأخذ فعاليّات الائتلاف والقوى الثوريّة المعارضة حقّها بتغطية إعلاميّة شفافة، باستثناء الاستفتاء الشعبيّ الذي أجراه الشعب في العام الماضي، وأثبت من خلاله رفضه بقاء آل خليفة على سدة الحكم، لكنّ فعاليّة سترة تمكّنت من أن تجذب أنظار بعض المنظّمات الحقوقيّة، فمنظّمة عدالة الكنديّة حذّرت في بيان لها آل خليفة من قمع الشعب أثناء مشاركته بها، بما تضمنه له الأعراف والقوانين الدوليّة، من حقّ التجمّع السلميّ.

لكنّ أوّل الغيث قطرة، وها هم المرتزقة، وبأوامر من الداخليّة، يعملون على تشديد القبضة الأمنيّة في المناطق، عبر نقاط التفتيش، والمداهمات، والاعتقالات غير القانونيّة، في محاولة لتضييق الخناق على ثوّار البحرين قبيل الفعاليّة، بما يثبت ارتباك الخليفيّ وقلقه منها.

إذن العالم يترقّب فعاليّة سترة القادمة، وقد تطرح مجموعة أسئلة حول أبعادها، وأسباب اختيار الزمان والمكان، وحول ماهيّتها، ولماذا تسبّب كلّ هذا القلق للنظام؟ وفي حال أقدم على القمع الشديد والوحشيّ، واستخدم رصاص الشوزن المحرّم دوليًّا على المتظاهرين والمشاركين، وقام بالاعتقالات التعسّفيّة، هل سيتّخذ أي قرار فعليّ من قبل مجلس حقوق الإنسان، وكم ستضغط المنظّمات الحقوقيّة من أجل ذلك؟

كلّ هذا سيفتح عنه الستار يوم الجمعة 1 يناير/ كانون الثاني 2016، في جزيرة سترة البحرينيّة، عندما تنطلق فعاليّة «قادمون يا سترة».