Thursday 28,Nov,2024 11:38

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

النظام يختلق «مؤامرة السيفون» لتمرير جرائمه في مجاري النسيان.. «منامة بوست» تضع يدها على بعض نقاط الضعف في «الأكشن» الخليفيّ

منامة بوست (خاص): بثّ تلفزيون البحرين مقطعًا من اعترافات، قال أنّها لأشخاص تدرّبوا في إيران، وحاولوا تهريب أسلحة إلى البحرين في 15 يوليو/ تموز 2015.

منامة بوست (خاص): بثّ تلفزيون البحرين مقطعًا من اعترافات، قال أنّها لأشخاص تدرّبوا في إيران، وحاولوا تهريب أسلحة إلى البحرين في 15 يوليو/ تموز 2015.

وقد ادّعت وزارة الداخليّة أنّ الأشخاص المضبوطين قد تلقّوا أموالًا قدّرت بـ7600 دينار «أكثر من عشرين ألف دولار أمريكيّ»، لتنفيذ المهام الموكلة إليهم.

لم تكن الاعترافات جديدة على البحرينيّين، سواء الموالين أو المعارضين، فالموالون قد تشبّعوا بمثل هذه المؤامرات التي لم تنجح واحدة منها على طول تاريخ كشفها من قبل أجهزة الأمن.

والمعارضون لم يكن الأمر جديدًا عليهم أيضًا، لأنّ الكذب المفضوح صار سمة لازمة للنظام الحاكم في البحرين، فالمضبوطون عادة، إمّا سجناء أو شهداء أو مرضى، الأمر الذي يجعل حبكة الخيال «الأكشن» لدى المخرجين في وزارة الداخليّة، ركيكة لدرجة الملل.

وأخذ جولة على الاعترافات الأخيرة التي بثّها تلفزيون البحرين، يمكّننا من تلمّس ما يبيّن عوار السيناريو المعدّ، ففي الدقيقة 8 و30 ثانية قال مهدي صباح عبدالمحسن أنّه فور وصوله مدينة مشهد، اتصل بأحد الرقمين اللذين أعطياه، فجاءه شخص.. «ثمّ انقطع حديث مهدي وانتقل بالقول» إلى عبارة «بعد يومين جاء الشخص نفسه مع السيّد علي الموسوي».

ورغم أنّ المرحوم السيّد علي الموسوي كان مصابًا بسكلر حاد أحاله للقعود «حيث لا يمكن أن يمشي على رجليه»، فإنّ السؤال، ماذا حدث في اليومين المزعومين اللذين فصلا مجيء الشخص وحده ومجيئه بعد يومين مع السيّد علي الموسوي؟!

ثمّ يكمل مهدي، أنّهم انتقلوا إلى طهران، والسؤال، لماذا لم يسافر مباشرة إلى طهران؟

ربما هذه الأسئلة ليست ذات أهميّة رغم أنّها تثير الشكوك، بيد أنّ ما يحيّر هو قوله في الدقيقة 10 و27 ثانية أنّهم تدرّبوا «في يومين» على عدّة أمور: الغوص بالكلاشنكوف، والرمي به في البحر، وتدرّبوا أيضًا على القفز من الطراد وهو يمشي، كما أنّهم تدرّبوا على السباحة بالزعانف وبهدوء لمسافات طويلة، كلّ هذا في يومين، فلا ندري هل هذان اليومان من أيّام الدنيا أم من أيّام الآخرة؟!

ثمّ ذكر في الدقيقة العاشرة و45 ثانية أنّهم تدرّبوا على أنواع الصواعق، لكنّ مهدي نسي الأنواع التي تدرّب عليها، فهل تعتمد إيران على من ينسى أبسط الأمور؟

وفي الدقيقة الخامسة عشرة ذكر مهدي أنّ القارب الإيرانيّ الذي تواعدوا معه في عرض البحر، كان يقوده رجل طويل وضعيف، من ثم قال «بنيته غير هزيلة»، فهل هذا تناقض؟ أم استدراك؟ أم معنى لا يفهمه إلا محقّقو أقبية وزارة الداخليّة في البحرين؟ حيث يرهبون المعتقلين ويجبرونهم على الاعتراف.

في الدقيقة ذاتها قال مهدي أنّ الشخصين اللذين كانا في القارب الإيرانيّ ملثّمان بلثام كومندوز، بينما قال عباس في الدقيقة العشرين أنّهما ملثّمان بـ «الفانيلة»، فهل عتمة الليل سبب التناقض والاختلاف في الأقوال، أم عتمة التعذيب هي السبب؟

كلّ ذلك محفوف بطرفة «السيفون»، الذي تكرّر طوال مقاطع الاعترافات، ولولا «السيفون» لما وصل الدعم الإيرانيّ «السخي» إلى البحارنة.

فثمن القارب الذي اشتراه مهدي 5600 دينار، والثمن المدفوع للسيّارة 1500 دينار، أمّا المبلغ المدفوع للتذاكر فهو 500 دينار، وكلّ تلك المبالغ قد وضعها الإيرانيّ في «سيفون» المساجد المزعومة. ولأنّ القصّة كلّها بدت سخيفة، فقد قام الوزير الإيرانيّ محمّد جواد ظريف بإنزال «السيفون» على هذه الأكاذيب السمجة، حيث نفى يوم السبت 26 يوليو/ تموز 2015 وأثناء زيارته للكويت كلّ المزاعم البحرينيّة، ودعا السلطة في البحرين إلى عدم تأزيم العلاقات بالأكاذيب، فردّ عليه وزير الخارجيّة خالد بن أحمد ومن خلال «تويتر»، «تعال لنُريك الحقائق التي أخفاها عنك الحرس الثوريّ»، في إشارة منه إلى الأدلّة المزعومة التي تمتلكها المنامة.

وقد نقل موقع «بي بي سي عربي» عن وزارة الداخليّة البحرينيّة قولها أنّها ضبطت يوم الخميس 18 يونيو/ حزيران 2015 كمّيات من المتفجّرات والمعدّات المستخدمة في إنتاج القنابل «هرّبت إلى البلاد من العراق وإيران» لاستخدامها في البحرين والسعوديّة، وذلك في ما وصفته «بمحاولة إيرانيّة لاستخدام الأراضي البحرينيّة لمهاجمة دول أخرى في المنطقة».

وقال اللواء طارق الحسن رئيس الأمن العام في البحرين إنّ طريقة إنتاج المتفجّرات المضبوطة «تشابه بشكل واضح تلك المستخدمة من قبل الجماعات الموالية للحرس الثوريّ الإيرانيّ العاملة في العراق وأفغانستان».

وقالت وزارة الداخليّة في بيان لها إنّ التحقيقات أشارت إلى أنّ المواد هرّبت إلى داخل البحرين من قبل بحرينيّين اثنين يقيمان في إيران سبق أن صدرت بحقّهما أحكام بتهمة «الإرهاب»، ذاكرة أنّ اسميهما مرتضى مجيد رمضان السندي وقاسم عبدالله علي.

يكمل تقرير بي بي سي بالقول«ودأبت البحرين على اتهام إيران بمحاولة تقويض استقرارها».

وهذا يدلّ على أنّ الإعلام العالميّ قد تعوّد على تناسل المؤامرات المزعومة التي لم تنجح أيّ واحدة منها، ففي كلّ انتفاضة يقوم بها شعب البحرين، تستنفر وزارة الداخليّة ووزارة الإعلام بالتلفيق، ففي عام 1996 أجبرت السلطة عددًا من المعتقلين على الاعتراف بتكوين ما عرف آنذاك «حزب الله البحرينيّ»، متّهمين المرحوم العلّامة الشيخ عبدالأمير الجمري بتزعّم التنظيم، والحكومة البحرينيّة دائما ما ربطت الشأن البحرينيّ بالتدخّل الإيرانيّ، لكنّ المرشد في إيران آية الله السيّد علي الخامنئي قد قالها بصراحة، أنّ إيران لو تدخّلت في البحرين لما كان الوضع كما هو عليه، كما أنّ الموقف الإيرانيّ يدعو دائما للبقاء على السلميّة وتحقيق مطالب الشعب، المتعارف عليها دوليًّا.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2015091841


المواضیع ذات الصلة


  • انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
  • انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
  • انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *