Thursday 28,Nov,2024 11:02

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

أحلام الخزاعيّ لـ«منامة بوست»: لم ننصدم من اعتقال الأمين العام على المستوى النفسيّ أو الشخصيّ لأنّنا مهيؤون لذلك سلفًا

منامة بوست (خاص): برزت رئيسة شؤون المرأة بجمعيّة الوفاق كامرأة جريئة تُعبِّر عن آراء الجمعيّة التي تنتمي لها بوضوحٍ وبلا تردُّد، كما برزت كإحدى النسوة ذات الخطاب المُفوّه الذي يُناغم نبرة الصوت مع نبرة المعنى

منامة بوست (خاص): برزت رئيسة شؤون المرأة بجمعيّة الوفاق كامرأة جريئة تُعبِّر عن آراء الجمعيّة التي تنتمي لها بوضوحٍ وبلا تردُّد، كما برزت كإحدى النسوة ذات الخطاب المُفوّه الذي يُناغم نبرة الصوت مع نبرة المعنى، ويرفع من وتيرة التحدّي مع النظام بوتيرة الحرف الذي له مغزًى مّا، سياسيًّا واجتماعيًّا. «منامة بوست» التقت بالخزاعيّ وسألتها عن مستجدّات الساحة وموقف الوفاق وتداعيات اعتقال الشيخ علي سلمان، كما طرحت عليها أسئلة عن واقع المرأة البحرينيّة بشكلٍ عام، وواقع العالم النسَويّ في البحرين على الصعيد السياسيّ بشكلٍ خاص، فكان هذا اللِّقاء:

اعتقال الشيخ علي سلمان مثّل صدمةً سياسيّة عند كثيرٍ من الأطراف، فيما توقّع آخرون مثل هذا الإجراء.. إلى أين ستتّجه الأمور في رأيكِ فيما لو حُكم على الشيخ علي سلمان -لاسمح الله- بحكمٍ طويلٍ يُغيِّبه عن الساحة؟

الخزاعيّ:سماحة الأمين العام نهجه واضح، وهو التداول السلميّ للسلطة، ولكن لا يعني هذا الاستسلام للظلم والديكتاتوريّة، بل طالما كان صارمًا في مطالب الشعب وحقوق الأمّة، ولم يتنازل عنها يومًا، وعليه كان دائمًا يقول سواء في الجلسات المُغلقة أو على العلن، إنّنا نسلكُ طريقًا نهايته إمّا السجن أو الشهادة، هذا من ناحية، وعليه فإنّنا لا يُمكن أن ننصدم لاعتقال الشيخ على المستوى النفسيّ أو الشخصيّ لأنّنا مهيؤون لذلك سلفًا، ومن ناحيةٍ أخرى وعلى الرغم من سلوك السلطة مع جمعيّة الوفاق ومع سماحة الأمين العام بشكلٍ خاص، وتوالي الاستدعاءات لسماحته والتحقيق معه أكثر من مرّة، والتضييق على جمعيّة الوفاق، إلّا أنّ إقدام السلطة على مثل هذه الخطوة يُعدُّ في نظري خطوةً خطيرةً جدًّا، لم يُحسب لها جيّدًا؛ فسماحته لم يعُد في حدود وطنه، بل أصبح رمزًا للإصلاح والسلام على المستوى العالميّ، والمساس به كما أردفت خطوةٌ غير محسوبة بشكلٍ جيّد.

ما الثوابت عند الوفاق في مواصلة حراكها، وما الأمورالذي قد تتغيّر في «الاستراتيجيا»؟

الخزاعيّ:الثوابت كثيرة، وأهمّها استمرار الحراك السلميّ والالتزام بمبدأ أنّ البحرين وطن الجميع.

الأمور التي قد تتغيّر: التطوير في وسائل المقاومة السلميّة، وارتفاع وتيرتها ضمن الإطار السلميّ المُتعارَف عليه دوليًّا ووفق القانون الدوليّ الذي تكفله الأنظمة والدساتير.

كيف تقرأين الدعم البريطانيّ/ الأمريكيّ النسبيّ للمعارضة بعد التطوّرات الأخيرة؟

الخزاعيّ:أتعرف حين يُقال: أنّ نور الشمس لا يمكن أن تحجبه بكفِّ اليد؟، الموقف البريطانيّ الأمريكيّ نتيجةٌ طبيعيّة لحقيقة موقف سماحة الأمين العام من هذه التهم، فموقفه تمامًا كنور الشمس، فلا يمكن أن تجد له خطابًا واحدًا يدينه بالعنف، أو التحريض على العنف، أو إشاعة البغض ضدّ طائفة معيّنة كما يُدّعى، وغيرها من التهم المُلفّقة، بل إنّه – سواءٌ في خطاباته أو في لقاءاته مع الدبلوماسيّين بل وفي كلّ اجتماعاته- لا يُجيد لغةً غير لغة السلام والإصلاح، و لغة الإنسانيّة التي تكفل للإنسان البحرينيّ حقوقه كما كلّ الشعوب في الدول الديمقراطيّة، وإن كان سماحته متّهمٌ بالتحريض فهو نعم وأقرّ بأنّه مُحرِّضٌ على الحب، على بغض الطائفيّة وعلى محاربة التمييز، وعلى بثّ روح النَفَس الطويل بين حنايا ضلوع هذا الشعب للاستمرار في المطالبة بحقوقه المشروعة بالطرق السلميّة دون يأسٍ أو تراجع.

هل ثمّة توقّعات باعتقال قيادات وفاقيّة في الأيّام القادمة؟

الخزاعيّ:كما كلّ مواطنٍ بحرينيّ، اليوم كلّ مواطنٍ حُرٍّ مُهدّدٌ بالاعتقال، فإنّ التعبير عن الرأي سببٌ لاعتقالك وتعرُّضك للمحاكمة، اليوم تغريدة تؤدّي للسجن، ولك في رئيس شورى الوفاق السيّد جميل كاظم خير دليل، هذا الرجل المحترم الوطنيّ الوقور الذي ترأّس فريق المعارضة للحوار يومًا، اليوم هو خلف القضبان بسبب تغريدة!! وقبله السيّد نبيل رجب، ونادر عبد الإمام وغيرهم كُثُر، فلا شيء مُستبعدٌ إذن، وإن كُنّا نأمل في انفراج الحلّ السياسيّ من عقلاء هذا الوطن، لا انسداد الأُفُق أكثر ممّا هو عليه اليوم.

ما نسبة تأثير الوضع الإقليميّ على الداخل البحرينيّ، وكيف من الممكن التكيُّف والتصرُّف إزاء الإقليم المُعقّد الذي يلعب فيه عمالقة المنطقة؟

الخزاعيّ:لا ننكر أنّ كثيرًا من التداعيات في الوضع الداخليّ، سببها الوضع الإقليميّ، بل إنّي أرى أنّ الحِراك السلميّ في البحرين ظُلم كثيرًا بسبب هذه التجاذبات بين عمالقة القوى في المنطقة، ولكن فليعترف الجميع بأنّ الوضع الداخليّ البحرينيّ كان له تأثيرًا كبيرًا أيضًا على الوضع الإقليميّ، وعليه فإنّ من مصلحة الجميع وكلّ من يهتمّ في استقرار الإقليم أن يكون حريصًا على حلحلة الوضع في البحرين؛ فاليوم شئنا أم أبينا صار العالم كلّه يتأثّر بأي حدثٍ في العالم نتيجة العولمة، وتقارب المسافات التي صنعتها وسائل التواصل الاجتماعيّ «Social media»، فكيف إذن بدول الإقليم الواحد.

هل تدرسون توسيع دائرة التحالف مع القوى المعارضة من غير الجمعيّات؟ خصوصًا وأنّ الاستهداف لجمعيّة الوفاق يتمّ بنفس التُهم التي وُجِّهت إلى الآخرين من القوى الثوريّة؟

الخزاعيّ:استراتيجيّة الوفاق واضحة جدًّا، وتكرّرت في خطابات الأمين دائمًا، في أنّنا مع أيّ حراكٍ سلميّ، وهذا يؤكّد تلاحمنا مع كلّ قوى المعارضة التي تتبنّى الحراك السلميّ في منهجيّتها، وهذا المبدأ نؤمن به جيّدًا، كما ونؤمن بمظلوميّة كلّ الرموز المعتقلين، الذين وإن اختلفنا معهم في بعض الرؤى، إلّا أنّنا نتّفق معهم تمامًا في الحراك السلميّ من أجل التحوُّل نحو الديمقراطيّة، إذن التحاف المعنويّ موجودٌ أساسًا.

بما أنّكِ رئيسة دائرة شئون المرأة في جمعيّة الوفاق، كيف تقرأين الوضع النسَويّ في البحرين؟ الوضع النسَويّ بشكلٍ عام؟ وعلى المستوى السياسيّ بشكل خاص؟

الخزاعيّ:على العموم، أجد أنّ المرأة البحرينيّة امرأةٌ في غاية الذكاء وتتمتّع بمواهب شتّى وبطاقات هائلة، على شتّى الأصعدة، إذن فهي مؤهّلة جدًّا ولديها الأرضيّة التي تؤهّلها لتبوُّؤِ أفضل المناصب وأعلاها، ولذا يتطلّب من الدولة ومؤسّسات المجتمع المدنيّ دعم الطاقات النّسَويّة وتأهيلها بالتدريب والدراسة والابتعاث، ومنحها الفرص المختلفة لإبراز الطاقة الكامنة لديها.

أمّا على المستوى السياسيّ، فأجد أنّ ثورة اللؤلؤ منحتها فرصة التحوُّل من الانشغال بالسياسة إلى مرحلة الاشتغال بالسياسة، وبدخول الميادين الرديفة والداعمة للمجال السياسيّ، منها المجال الحقوقيّ ومجال الإعلام السياسيّ وغيرها، واستطاعت خلال الأربع سنوات المُنصرِمة التقدُّم بشكلٍ ملحوظ، ولكن في نظري ما زال أمامنا مشوار طويل لنقدّم نماذج نسويّة مؤثّرة في مجال السياسة وذلك لعدّة عوامل، الحديث عنها سيطول، ويحتاج إلى مساحة أخرى.

هل المساهمة السياسيّة والثقافيّة للمرأة البحرينيّة تتبع النسق نفسه للرجل البحرينيّ؟ أم لها حضورها المختلف الذي يُضخُّ من خلال الإبداع والإنتاج؟

الخزاعيّ:أعتقد أنّ للمرأة حضورٌ مميّزٌ مختلفٌ في المجال الثقافيّ، وربّما في بعض المجالات الثقافيّة الإبداعيّة تقدّمت على الرجل، إلّا أنّ هناك الكثير من المعوّقات تحول بينها وبين إبراز هذا الإبداع، أمّا في المجال السياسيّ فأرى بأنّها – كما أسلفت- ما زالت في طور البناء الفكريّ، وفي مرحلة التنضيج السياسيّ إن صحّ التعبير.

هل تعتقدين أنّ مستويات المرأة البحرينيّة في سيرورة تصاعديّة على صعيد التطوُّر كمًّا وكيفًا؟ وما هي سرعة ذلك التطوُّر في رأيك؟

الخزاعيّ:أعتقد أنّني أجبت عن هذا السؤال – ضمنًا- من خلال إجاباتي السابقة، وأُكرّر، نعم هي في سيرورة تصاعديّة كمًّا وكيفًا، إلّا أنّ مجتمعنا عليه أن يؤمن بقدرات المرأة وإمكانيّاتها، وفي قدرتها على التفكير والتخطيط وليس التنفيذ فحسب، وعليه منحها الثقة والفُرَص لإبراز هذه القدرات ولصقل هذه الإمكانيّات بالتجربة العمليّة.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2015093103


المواضیع ذات الصلة


  • قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
  • الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
  • الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *