منامة بوست (خاص): يطالعنا النظام الحاكم في البحرين بالمفاجآت بين كلّ فترةٍ وأخرى، مفاجآت تشبه تخبُّط حكومةٍ تقترض المزيد من الأموال وهي رازحةٌ تحت أخطار اقتصاديّة حتميّة واضحة
منامة بوست (خاص): يطالعنا النظام الحاكم في البحرين بالمفاجآت بين كلّ فترةٍ وأخرى، مفاجآت تشبه تخبُّط حكومةٍ تقترض المزيد من الأموال وهي رازحةٌ تحت أخطار اقتصاديّة حتميّة واضحة، فقد نقلت صحيفة الشروق خبرًا مفاده: «افتتحت مؤسّسة مصر الخير مدرسة مملكة البحرين المصريّة للتعليم الأساسيّ بقرية أبو قورة بمحافظة الشرقيّة، والتي تم إنشاؤها بالتعاون بين مصر الخير والمؤسّسة الخيريّة الملكيّة بالبحرين، في إطار البرتوكول الموقَّع بين مصر الخير ووزارة التربية والتعليم لبناء 100 مدرسة في المناطق النائية والفقيرة والمحرومة من خدمات التعليم».
وإذا افترضنا أنّ التعاون بين مؤسّسة مصر الخير والمؤسسة الخيريّة الملكيّة البحرينيّة تعاونٌ بالمناصفة، فهذا يعني أنّ البحرين ستبني خمسين مدرسة في مصر، وهذه بحدّ ذاتها خطوة تحتاج للتوقّف عندها.
سؤالان يُطرحان في هذا الصدد، الأوّل: ما هو حال ميزانيّة البحرين، وكيف تسير خطوات «ترشيد» الإنفاق للخروج من الأزمة الاقتصاديّة؟ والسؤال الثاني: كيف حال المدارس البحرينيّة، من حيث البنية التحتيّة وترميم نواقص التعليم وإدخال وسائل التكنولوجيا للمدارس؟
هذا السؤالان يُطرحان برسم هذا الإنفاق الذي لم يمر على مجلس النوّاب «الشكليّ»، ولم يمر على مجلس الأعيان «مجلس الشورى»، فما هو مغزاه السياسيّ يا تُرى؟
تحالفت السعوديّة مع الرئيس المصريّ عبدالفتّاح السيسيّ، لتجتذبه إلى حاضنتها، وسحبت معها الإمارات والبحرين، والدول الثلاث قد ضخّت مليارات الدولارات لإصلاح الخلل الهيكليّ في ميزانيّة مصر، ليبقى السيسيّ تحت الوصاية السعوديّة، وهو ما تُرجم في إشراك مصر في حرب السعوديّة على اليمن في أبريل/ نيسان 2015.
لكن التقلُّب السياسيّ وفق بورصة المصالح وبوصلة القوّة، جعل السيسيّ يبارك تدخّل روسيا في الحرب على الإرهابيّين في سوريا قبل أسابيع، الأمر الذي خلق امتعاضًا لدى الرياض.
ولأنّ الإمارات لا تعاني من اختلال في الميزان الاقتصاديّ، ولأنّها تتعامل مع السعوديّة كـ «حليف» وكـ «الأخ الكبير»، فإنّ دعمها للسياسات الخارجيّة السعوديّة قد يُفسَّر بأنّه «تبادلٌ للمصالح»، لكن كيف تُفسَّر سياسات البحرين المتطابقة مع السعودية، وهي السياسات التي «تضُرُّ» البحرين أيّما ضرر، هل هذه التبعية مفهومة وفق قاعدة تبادل المصالح؟ أم أنّها تبعية الراضخ تحت سياسة الوصيّ؟
لا ننسى أنّ السعودية أدخلت جيشها للبحرين في مارس/ آذار عام 2011، بحجّة حماية المنشآت العامّة، وقد قمع الجيش السعوديّ المعتصمين في دوّار اللؤلؤة، ولم يخرج جنود آل سعود من البحرين لحدّ هذه اللحظة، ووفق العرف السياسيّ، فإنّ وجود العسكر يخلق الوجود والأثر السياسيّ.
ومن هنا نسأل: هل بناء البحرين لـ «المدارس» في مصر، أمرٌ خارج سياق الجيوبولتيك؟
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2015093133
المواضیع ذات الصلة
انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»