منامة بوست (خاص): استصرحت «منامة بوست» بعض الباحثين السياسيّين والإعلاميّين الدوليّين حول المرحلة التي تلت الاستفتاء الشعبيّ، وبعد مرور عام على هذا الاستفتاء، وكانت الآراء حول التأثيرات التي نتج عنها الاستفتاء وانعكاساته على كافة المستويات، خاصّة بعد ما حققه من نجاح كبير، حيث رسم مرحلة جديدة في تعاطي المعارضة الوطنيّة مع النظام الحاكم.
الباحث السياسيّ الأسترالي «توماس ريد» أشار إلى أنّ المرحلة التي تلت الاستفتاء الشعبيّ أوضحت أنّ النظام البحرينيّ تلقّى صدمتين، الصدمة الأولى بالنجاح اللافت للاستفتاء الشعبيّ والمشاركة الشعبيّة الواسعة، والصدمة الثانية كانت في حجم المشاركة الهزيلة في الانتخابات التي أجراها.
ريد لفت إلى أنّ النظام البحرينيّ تصرّف بجنون في المرحلة التي تلت الاستفتاء، فعمد إلى زيادة عمليّات القمع والاعتقال، في حين تصرّف الشعب البحرينيّ بكلّ وعي ولم يتراجع عن حراكه ومطالبه المحقّة، التي نادى بها منذ انطلاق ثورته.
الباحث الأسترالي أضاف أنّ الهاوية التي حفرها النظام لشعبه، قد وقع فيها نتيجة السياسات الخاطئة والمتخلّفة التي قام بها اتجاه شعبه طوال السنوات الماضية، وهو الآن في موقف لا يحسد عليه على المستوى الدوليّ، وتزداد معاناة هذا النظام نتيجة للظروف التي تمرّ بها المنطقة والانحدار الكبيرالذي يعيشه النظام السعوديّ في مخلتف ساحات المواجهة.
وختم ريد بالتأكيد أنّ النظام البحرينيّ ومن ورائه النظام السعوديّ، يعيشان في أسوأ حالاتهما في المرحلة الحاليّة، نظرًا للانكسارات المتتالية التي تمرّ بها السعوديّة، وخاصة في حروبها الخارجيّة التي فرضتها،ظنًّا منها أنّها ستحسمها سريعًا، لكنّ الحسابات السعوديّة كانت مخطئة بشكل تام، وغرقت في اليمن وهي الآن تحاول الخروج بحلّ يحفظ لها ماء وجهها.
الباحث السياسيّ البريطانيّ«جوني براون» انتقد تعاطي النظام البحرينيّ مع شعبه، معتبرًا أنّ الشعب الذي خرج بأعداد كبيرة وشارك في الاستفتاء الشعبيّ، والذي قاطع الانتخابات التي دعا إليها النظام، هو الذي يحقّ له منح الشرعيّة وسحبها من أيّ حاكم أو ملك.
براون أكّد أنّ مرحلة ما بعد الاستفتاء الشعبيّ أثبتت أنّ الخيارات التي يتبنّاها الشعب، هي خيارات فاعلة وتجدي نفعًا في التعاطي مع نظام ظالم، وأنّ هذا الشعب قادر على الاستمرار على الوتيرة نفسها التي انطلق بها في ثورته عام 2011، وهو قادر على التصدّي لكلّ عمليّات القمع والاضطهاد التي تمارس ضدّه طوال سنوات طوال.
ولفت براون إلى أنّ الموقف البريطانيّ المتخاذل في دعم حقوق الشعب البحرينيّ، وعدم تعاطيه بجديّة وبحزم تجاه النظام البحرينيّ، شجّع هذا النظام على التمادي في اضطهاد شعبه، والضرب بعرض الحائطكلّ القوانين والمواثيق الدوليّة، بما أنّه يضمن حتى اليوم عدم إدانته بشكل واضح وصريح.
الباحث والمحلّل السياسيّ السويديّ«كارل آمبر» أكّد أنّ الاستفتاء الشعبيّ الذي جرى قبل عام، قد أعطى المعارضة دفعًا كبيرًا، وبثّ روحًا جديدة في انتفاضته المستمرّة منذ أكثر من أربع سنوات، وشجّعت نتائج الانتخابات البحرينيّة الهزيلة، التي أجراها النظام، الشعب البحرينيّ على المضي أكثر في حراكه، بعدما ثبت للعالم أجمع أنّه نظام فاقد للشرعيّة.
آمبر أسف للتعاطي الأميركيّ والأوروبيّ الهزيل تجاه عمليّات القمع والتعذيب التي تمارس على يد النظام ضدّ شعبه، مشيرًا إلى أنّ الارتكابات المتكرّرة التي يقوم بها النظام كان يجب أن تواجه بإدانة واسعة من مختلف الدول التي تدّعي الحرص على الديمقراطيّة وحقوق الإنسان، وتدمّر دولًا بذريعة حماية هذه الحقوق.
الباحث السويديّ أكّد أنّ النظام البحرينيّ ليس نظامًا دائمًا، وأنّ كلّ المعطيات والأحداث التي نراها اليوم، تشير بوضوح إلى أنّها تسير بعكس ما يشتهي هذا النظام، حيث نشهد تراجعًا واضحًا للحلف الذي ينتمي إليه نظام البحرين، وهو يقرأ جيّدًا هذا التراجع الحاصل، ويعلم بوضوح أنّ أي تراجع أو أي تنازل للشعب في المرحلة الحالية سوف يجرّ عليه المزيد من التنازلات، لذا يعمد إلى التصلّب أكثر في مواجهة شعبه، ظنًّا منه أنّها الوسيلة الوحيدة لقمعه والقضاء التام على حراكه السلميّ.
الباحث السياسيّ الأميركيّ«جورج كارتر» لفت إلى أنّ النظام البحرينيّ المعادي لشعبه، غير قادر على الاستمرار، وأنّ المعاناة التي يعيشها هذا النظام فرضت عليه التعاطي بشكل أكثر وحشيّة تجاه الشعب الذي خرج بكلّ سلمية للمطالبة بحقوقه المشروعة.
ولفت كارتر إلى أنّ الحكومة الأميركيّة تواجه حرجًا كبيرًا نتيجة للأفعال الإجراميّة التي يقوم بها النظام، وهي عمدت إلى بعض الإجراءات كإيقاف بيع الأسلحة للنظام والتي تصل لوزارة الداخليّة، لأنّها تدرك جيّدًا أنّ ما يقوم به النظام هو إجرام بحقّ الشعب، وتدرك أيضًا أنّ هذا النظام تمادى في قمع شعبه، لكنّها حتى الآن لم تقم بأي إجراء فعّال لإيقاف هذه الأعمال، وللوصول بالبحرين إلى حلّ سياسيّيتمّعبر الحوار بين الحكومة والمعارضة.
وشدّد كارتر على أنّ الإدارة الأميركيّة قرأت بتأنّ النتائج المثيرة للاستفتاء الشعبيّ الذي جرى قبل عام، خصوصًا لناحية الإقبال الشعبيّ الكبير، مقابل فشل السلطة في إنجاح الانتخابات البرلمانيّة التي أجرتها، حيث ترى هذه الإدارة أنّ هذا الفشل دلّ بشكل واضح على أن النظام يفقد شرعيّته بشكل تدريجيّ، وأنّه كلّما زاد من ارتكاباته فإنّه يجرّ بنفسه نحو الهاوية.