Saturday 23,Nov,2024 02:53

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

اللّجان الشعبيّة في مواجهة الإرهاب.. ماذا تعني؟

منامة بوست (خاص): من تفجير الدالوة والقديح إلى الدمّام، يأتي حمام الدم في المنطقة الشرقيّة في شبه الجزيرة العربيّة برسائل شتّى للمنطقة، فأوّلًا: بعبع الإرهاب الذي اختلقته المخابرات الأمريكيّة والسعوديّة

منامة بوست (خاص): من تفجير الدالوة والقديح إلى الدمّام، يأتي حمام الدم في المنطقة الشرقيّة في شبه الجزيرة العربيّة برسائل شتّى للمنطقة، فأوّلًا: بعبع الإرهاب الذي اختلقته المخابرات الأمريكيّة والسعوديّة يهدّد الجميع، ولا يوجد مجتمع بمنأى عنه، وهذا التهديد يأخذ مداه علّه يلجم مطالبات الشعوب بحقوقها، كما أنّه أداة ضغط على المنافس الإقليميّ في المنطقة: «إيران»، لكونه يستهدف الشيعة في الدرجة الأولى، ويستهدف الأعراق والمذاهب والديانات الأخرى في الدرجة الثانية، ويحمل تهديد الإرهاب ميزتين مهمّتين لصالح أنظمة الخليج، الميزة الأولى أنّ هذه الأنظمة في حلّ من المسؤوليّة المعنوية والقانونية من أعمال الإرهاب، أو هكذا تريد أن توحي وتؤكّد وتصرّح وخصوصًا النظام السعوديّ، المتورّط في دعم الإرهاب بشكل واضح في التعليم وفي التعبئة، أما الميزة الثانية فإنّ خيارات الإرهاب مفتوحة، من اختطاف وسلب وقتل وغيره من الجرائم التي يُستعان بها للجم الناس وتخويفهم.

حادث الدمّام الأخير الذي وقع في مسجد الإمام الحسين «عليه السلام» يوم الجمعة 29 مايو/ أيّار 2015، دفع الأهالي إلى القيام باستراتيجيّة مختلفة، حيث دعا السيد علي الناصر «إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين» إلى عدم مجيء النساء للصلاة في المسجد، كما أمر بتشكيل لجنة من «الأهالي» لحماية المصلّين.

ورغم أنّ تلك اللجنة تفتقر إلى التجهيز والتدريب على تفكيك العبوات، والتعامل مع من يحمل أحزمة ناسفة، بل حتّى أنّها لجنة غير مسلّحة ولو بسلاح خفيف، فإنّ ما حدث بالدمام ينمّ عن أهميّة وجود هذه اللجان، حيث وقى أربعة من الشباب بأرواحهم عشرات المصلّين الذين كادوا أن يضحوا بين قتيل وجريح، لو لم تكن اللجنة موجودة.

وضمن بيانات إدانة تفجير الدمام التي صدرت مباشرة يوم الحادث، أشاد ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بهذه اللجان التي تمكّنت من درء خطر أكبر، كاد يقع لو لم تعمل على توقيف الانتحاري الداعشيّ، داعيًا بشكل جاد إلى المبادرة الفوريّة في تشكيل لجان شعبيّة بحرينيّة تضطلع بدور الحماية والحفاظ على أرواح المواطنين، سيّما حماية المصلّين في الجوامع والمساجد، فالبحرين ليست بمنأى عن خطر الفكر الداعشيّ التكفيري الذي برز شخوصهم في الجيش الخليفيّ وقوّات مرتزقته، كما دعا تيّار الوفاء الإسلاميّ، في بيانه، لتشكيل لجان شعبيّة في البحرين، لحماية المساجد والمآتم والشخصيات من الخطر التكفيري الذي يحتضنه النظامين السعوديّ والخليفيّ.

أهميّة اللجان الشعبيّة لا تكمن فقط بما تؤمّنه من حماية، بل أهميّتها القصوى هي في تفويت الخطط المختلفة لمن يقف وراء هذه الجماعات الإرهابيّة، ومثال ذلك، أنّ الحشد الشعبيّ الذي دعا إليه السيّد السيستاني، والفصائل المسلّحة المدعومة من إيران، فوّتت على أمريكا والسعوديّة الكثير مّما خططا له في العراق، الأمر الذي يعطي هذه التشكيلات الأهليّة أهميّة كبرى على المستوى الاستراتيجيّ، وعلى المستوى الأخلاقيّ والقيميّ.

وما دام ادّعاء الأنظمة أنّها «ضدّ» الإرهاب، فإنّ تشكيل اللجان الأهليّة سيكون ذا مبرّر من كلّ الاتجاهات، وإن لم يعنِ ذلك أنّها ستسلممن النظام السعوديّ والنظام الخليفيّ بحجج أخرى، لا يصعب على نظامين كاذبين اختلاقها.

والصراع مع القوى الظلاميّة في المنطقة شبيه بصراع الأوروبيّين مع حكم الكنيسة الذي امتد لقرون حالكة، انجلت ببزوغ الثورة الفرنسيّة عام 1789، والتي طالت لعشر سنوات من الصمود الفرنسيّ خصوصًا والأوروبيّ عمومًا، حيث كنست الثورة القوى الأرستقراطيّة والكنسيّة «التي كانت تشبه تديّن داعش في الكذب والقتل واحتكار الدين» والطبقة الحاكمة المستبدّة.

بهذا الفهم، يستمدّ المناضلون نفسهم الطويل، ويستنشقون الثبات على الطريق الوعر الذي يجابه الفوضى بنباهة وتضحية، حتى يأذن الله للسلام أن يعمّ بخروج الإرهاب ومشغّليهم من المشهد العام.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2015103115


المواضیع ذات الصلة


  • وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
  • من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
  • عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *