منامة بوست: أثنى أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله على نضال الشعب البحرينيّ وثباته على مطالبه، وقال في كلمة ألقاها اليوم بمناسبة المولد النبويّ الشريف إنّ أغلب الساحات قد انحدرت إلى العنف، ولكن ساحة البحرين لم تنحدر له، وأشاد نصر الله على القيادة العلمائيّة في المعارضة بالقول: قيادة المعارضة العلمائيّة والسياسيّة متّفقة على سلميّة الحراك وعلى رأسها سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم وسماحة الشيخ علي سلمان، مؤكّدًا أنّ العلماء هم السبب الرئيس في منع العنف عن البحرين.

وانتقد أمين عام حزب الله من يتّهم نضال الشعب البحرينيّ بالطائفيّة، وقال في هذا الصدد: كثيرٌ ممن وقفوا مع الربيع العربي صنّفوا موضوع البحرين كموضوع طائفيّ ومذهبيّ وهو ليس كذلك على الإطلاق.

واحتلّت السلميّة هامشًا كبيرا من كلمته فقال: نعلم نحن اللبنانيين أنّ السلميّة أمرٌ صعبٌ جدًّا، و هؤلاء الناس يُعتدى على بيوتهم وأعراضهم، علماؤهم ورموزهم ونساؤهم في السجون وتعلمون ماذا يحصل في السجون، والبحرينيون قُتلوا في الطرقات ولم يلجأوا إلى أي وسيلة من وسائل العنف. مضيفًا: أصرّ شعب البحرين على الوسائل الأكثر سلميّة كاعتصام ومسيرات، كما قال: المعارضة البحرينيّة كانت مستعدّة دائمًا للحوار لأنّ أهدافها وطبيعة حركتها السلميّة تنسجم مع طريقة الحوار، لكن -وبحسب نصر الله- السلطة كانت تتهرّب عن الحوار ورهانها كان على تعب الشعب البحرينيّ، وقارن بين الشعب اللبنانيّ والبحرينيّ فقال: نحن في لبنان نتعب من مظاهرات خلال شهرين أو ثلاثة شهور وهناك شعب بالبحرين يتظاهر منذ أربع سنين. وأشاد نصرالله بالقول: الشعب البحرينيّ يمارس حراكًا سلميًّا مميّزًا ومختلفًا عن العالم.

وعلّل لجوء البحرينيين للسلمية باتباعهم العلماء، فقال: أهل البحرين معروون بالشجاعة والرجولة والحماسة، ولم يكونوا سلميين لأنّهم لا يستطيعون حمل السلاح، المسألة الحقيقيّة أنّ إرادة العلماء والقيادة السياسيّة والشعب في البحرين هي ما تمنع العنف وتصرّ على السلميّة.

كما تناول في كلمته حدث اعتقال أمين عام جمعيّة الوفاق الشيخ علي سلمان، مؤكّدًا أنّ سبب اعتقاله هو شعور السلطة بأنّها في طريق مسدود. مشيرًا إلى أنّ السبب الآخر من اعتقاله هو ضرب النضال السلميّ وجرّه للعنف.

وقال: وُجّهت تهمة التحريض على العنف إلى الشيخ سلمان وكلّ الناس يعرفون أنّه سلميّ سلميّ سلميّ حتى ينقطع النفس، وسخر نصر الله من الحكومة البحرينيّة بالقول: من المضحك أن يُتّهم الشيخ أنّه يحرّض على العنف من أجل إسقاط النظام وهو يتبنّى فكرة إصلاحيّة داخل المعارضة، مشدّدًا على أنّ الشيخ علي سلمان لم يطرح إسقاط النظام أو يحرّض على العنف… هذه حجّة كاذبة وواهية حسب قوله، واستشرف نصر الله مستقبل الحراك البحرينيّ بقوله: لن تستطيع الحكومة إيقاف هذا الحراك لا باعتقال الرموز السابقين ولا باعتقال الشيخ علي سلمان، والشعب مصرٌّ على مواصلة حراكه.

وعن التجنيس قال نصر الله أنّ ثمّة مشروع سياسيّ خطير في البحرين شبيه بالمشروع الصهيونيّ، منوّهًا إلى أنّ: ابن البلد من آلاف السنين يسلب منه أبسط الحقوق وأمام أي موقف سياسيّ يُطرد أو يسجن أو تنزع منه الجنسيّة، مضيفًا: هناك استيطان واجتياح وتجنيس في البحرين بشكلٍ متسارع، يؤتى فيه الناس من كلّ أنحاء العالم يعطون الجنسية والوظائف.

ودعا السيد نصرالله إلى التضامن مع البحرينيين بالقول: ندعو الجميع إلى التضامن مع الشعب البحرينيّ ضدّ هذه الحكومة الطاغية، وخاطب الشعب البحرينيّ بالتأكيد والمساندة على دعوة علماء البحرين بالثبات على السلميّة. وقال: راهنت السلطة- وعلى ذمّتي- على دفع الشباب البحرينيّ إلى العنف من خلال ممارساتها القمعيّة، عملت السلطة على جرّ المعارضة في البحرين إلى صدام مسلّح وممارسة العنف.

‏

وبشأن مطالب البحرين، ذكر الأمين عام لحزب الله في كلمته أنّه: من أبسط الحقوق المشروعة في هذا الزمن أن يكون للبحرينيين مجلس نيابي منتخب، لا أن يكون هناك مجلس منتخب وتعيين أعضاء بقدره يشاركون في سنّ القوانين.

هذا ومن المتوقع أن ترد حكومة البحرين على خطاب أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله في الساعات اللّاحقة.