منامة بوست (خاص): لم يكن سياق صفحات انتفاضة التسعينيّات، ومن أوّل سطر، خاليًا من نضال عائلة «البدّاح»، فهناك بدأت الحكاية، وكما هي سيناريوهات النظام الخليفيّ الصدئة، فقد اعتقل قاسم
منامة بوست (خاص): لم يكن سياق صفحات انتفاضة التسعينيّات، ومن أوّل سطر، خاليًا من نضال عائلة «البدّاح»، فهناك بدأت الحكاية، وكما هي سيناريوهات النظام الخليفيّ الصدئة، فقد اعتقل قاسم بدّاح «وهو عم الشهيد علي بدّاح» بتهمة حرق سيّارة شرطة، بما عرف حينها بقضيّة «حرق جيب سترة» التي شملت عددًا من أبناء جزيرة سترة.
أما التاسع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 2011، فقد توّجت عائلة البداح بـ«شهيد»، إذ سقط أوّل شهيد للعائلة، وهو الفتى اليافع «علي بدّاح» لستة عشر ربيعًا من عمره، بعمليّة دهس بشعة وظالمة ومتعمّدة لمرتزقة آل خليفة، بعد قمع مسيرة كانت تطالب بإسقاط النظام في بلدة الجفير حيث سكن العائلة، وأدّت الجريمة لتهشيم عظامه، وتكسير أضلاعه، وعرج مستشهدًا وشاهدًا على بشاعة ظلم لم ينته، وعلى جهاد عائلة لم تضمر يومًا عن عنفوانها؛ استشهد علي، وشيّع في مسقط رأسه بلدة واديان، بجزيرة سترة ودفن في مقبرتها.
في الواحد والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 2013 اختطف قاسم بدّاح «عم الشهيد علي» من مكان عمله بمستشفى السلمانيّة، إذ نصب له كمين غادر أفلت منه، لكنّه لوحق بعدد من سيّارات المخابرات خارج أسوار المستشفى في بلدة السلمانيّة واعتقل، بقي في «مركز التحقيقات سيئ الصيت» ثلاثة أيّام، من دون علم أحد، ولفّقت له النيابة الخليفيّة تهمة التجمهر وأعمال شغب، بعد عجز المحققين على إجباره على الاعتراف على قضايا كيديّة ملفّقة، ونقل لسجن الحوض الجاف بعد اليوم الثالث، وهناك انصدم المعتقلون في عنبر 5 بسجن الحوض الجاف من هول ما لاقاه قاسم جرّاء التعذيب الوحشيّ، إذ ظهرت عليه جليًّا الجروح العميقة وآثار الضرب واللكم والتعذيب الذي تعرّض له، وتكتمل فصول الوحشيّة بعدم السماح له بالعلاج، ما دفع المعتقلين لمحاولة علاجه بطرق بدائيّة، وبعد فترة قضاها في سجن الحوض الجاف حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ظلمًا، ونقل لسجن جوّ المركزيّ، وأيّدت محكمة الاستئناف الحكم الظالم عليه.
مسلسل استهداف عوائل الشهداء لا ينتهي، فقد تعرّضت والدة الشهيد على بدّاح لاستنشاق «الغازات السّامة»، وهو ما أدّى لاستشهاد الجنين الذي كانت تحمله، وهكذا يكون ثاني شهيد للعائلة قد سقط.
وفي الذكرى الثالثة لاستشهاد «علي» خرجت مسيرة في بلدة واديان- سترة، وتوجّهت للشارع العام قبالة مركز شرطة سترة، وقمعتها مرتزقة النظام بعنف، وأصيب الحاج يوسف بدّاح، «والد الشهيد علي بدّاح» بطلق مسيّل للدموع مباشر في عينه اليسرى، نقل والد على إثره مباشرة لمستشفى السلمانيّة، ولخطورة حالته أجريت له عمليّات جراحيّة عاجلة، لكنّ النيابة العامة أمرت بإيقافه 7 أيّام على ذمّة التحقيق، ومنعته من السفر، رغم رقوده في المستشفى لتلّقي العلاج، كما شدّدت الحراسة على غرفته بالمستشفى، تراقبه وترصد من يأتي لزيارته، وبسبب «حالته الخطرة»، طلب والد الشهيد علي السفر للعلاج خارجًا، لكنّه منع من مغادرة البلاد، ما أدّى لمضاعفات خطيرة جعلته يفقد عينه اليسرى، وأخلت سبيله بعد تضاعف آثار الإصابة والضرر، وبعد فوات الأوان سمح له بالسفر، فغادر إلى ألمانيا، حيث تمّ تركيب عين «صناعيّة/ شكليّة» له.
ولا يزال مسلسل استهداف عائلة البدّاح مستمرًا، حيث يتعرّض منزل عم الشهيد علي بداح، «الحاج عبدالحسين بدّاح» لمداهمات مستمرّة بحثًا عن ابنه المطارد والمحكوم عليه بأكثر من 55 سنة في قضايا كيديّة، ولا زال يحاكم «غيابيًّا» على ذمّة قضايا أخرى.
أما آخر استهداف مرصود لعائلة بدّاح هو ما حدث عند فجر يوم الثلاثاء «الثالث والعشرين من فبراير/ شباط 2015»، حيث اختطف عم الشهيد الحاج «عبّاس بدّاح» ذو التسعة والأربعين عامًا من منزله الواقع في بلدة الخارجيّة بجزيرة سترة، وتلقّت عائلته اتصالًا لثوانٍ أفاد فيها بتواجده في مركز التحقيقات، وهو وكر معروف من «أوكار التعذيب سيئة الصيت».وقد تعرّضت والدة الحاج عبّاس بدّاح «أم محمد» لنكسة صحيّة بعد ورود خبر اعتقال ابنها الذي أخفي عنها عدّة أيّام.
ولغاية هذه اللحظة لا تتوفر أيّة معلومات عن الحاج عباس بدّاح، وأهله يطالبون بمعرفة مصيره ويطالبون من يعنيه الأمر، بضرورة التحرّك لإنقاذ حياته، سيّما وأنّه مختف ليومه السادس من دون أيّة معلومات عنه.
وتبقى عائلة «البدّاح» نموذجًا لعدد من العوائل البحرينيّة المضحّية في بلاد ترزح تحت سوط الظلم الغاشم.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2015121902
المواضیع ذات الصلة
انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»