منامة بوست (خاص): استصرحت «منامة بوست» بعض الإعلاميّين والباحثين السياسيّين العرب، حول العدوان الهمجيّ الوحشيّ السعوديّ على الشعب اليمنيّ، والذي حشدت له السعوديّة عددًا من الدول، وبدأت بشنّ الغارات الجويّة، مستهدفة النساء والأطفال والشيوخ، مصرّة على المضي في طريق الإجرام الذي اتبعته في كلّ الدول التي شهدت الأزمات، فدعمت الإرهاب في سوريا وعملت على تدميرها، ثم وضعت أياديها السوداء في العراق وحرّضت على الاقتتال الطائفيّ، وأدخلت جيوشها إلى البحرين لقمع الثورة الشعبيّة السلميّة المباركة التي خرجت في وجه آل خليفة عبيد آل سعود.
الكاتب والباحث السياسي المصريّ «خالد عبد اللطيف» أكّد أنّ العدوان السعوديّ على الشعب اليمنيّ هو إرهاب بحدّ ذاته، ومن غير المقبول أن تلجأ السعوديّة إلى ضرب اليمن، لأنّ ما يحصل في هذا البلد هو نزاع داخليّ كان يجب أن يُحلّ عبر الحوار وليس عبر الغارات الجويّة.
عبد اللطيف استغرب هذا الحشد العربيّ في مواجهة الشعب اليمنيّ، متسائلًا «أين كانت هذه الجيوش والطائرات عندما كان الشعب اللبنانيّ يقتل على أيدي العدوّ الصهيونيّ، وأين كانت هذه النخوة العربيّة عندما كان أطفال غزّة يذبحون على أيدي كيان العدوّ»؟
وأشار الباحث المصريّ إلى أنّ السعوديّة قد ورّطت نفسها بشكل كبير في هذه الحرب، وتسعى أيضًا إلى توريط مصر عبر حثّها على المشاركة بجيوشها في ضرب اليمن، داعيًا الرئيس المصريّ إلى عدم التهوّر وعدم الانصياع للجنون السعوديّ.
وأضاف عبد اللطيف أنّ السعوديّة سبق أن تهوّرت بشكل كبير عندما أدخلت قوّاتها إلى البحرين لإسكات صوت الشعب البحرينيّ، ورغم كلّ ما مارسته في هذا البلد من قهر وظلم، فإنّها لم تنجح أبدًا في القضاء على الثورة السلميّة الشعبيّة، التي ما زالت مستمرّة حتى هذا اليوم، وما تزال أيضًا ترعب حكّام آل خليفة وآل سعود، مشيرًا إلى أنّ السعوديّة لم تتعلّم من أخطائها المتكرّرة في التعامل مع شعوب المنطقة، وأنّها تسير في نفق مظلم، سوف يودي بها في النهاية إلى الهاوية.
الباحث والمحلّل السياسيّ الأردنيّ «صالح الزعاترة» أدان الهمجيّة السعوديّة في حربها على الشعب اليمنيّ، مؤكّدًا أنّ ما يجري هو جنون سعوديّ سوف ينقلب على عائلة آل سعود، وستخرج السعوديّة من هذه الحرب خاسرة، وسوف ينقلب حقدها عليها.
الزعاترة تطرّق إلى إمكانيّة مشاركة الجيش الأردنيّ في هذه الحرب، فقال إنّ الأردن لا ينقصها مشاكل مع الآخرين، ومن الغباء خلق عدوّ جديد بعد ما فعلته مع النظام في سوريا، وإرسالها الدرك الأردنيّ إلى البحرين، والأخبار عن ممارسته للقمع والإرهاب على أبناء الشعب البحرينيّ المسالم، لافتًا إلى أنّ استمرار السياسة الأردنيّة في تبعيّتها للسعوديّة، سوف تكون عاقبته وخيمة على الأردن، وسوف يجرّ على الأردن الويلات.
وأضاف الزعاترة أنّه من الحماقة أن تستمرّ السعوديّة في حربها على اليمن، مؤكّدًا أنّها تدرك أنّها تورّطت بشكل كبير، وهي لا تعرف كيفيّة الخروج من هذا المأزق، وخاصّة بعد ما رأته من تجاهل أمريكيّ، في ظلّ الاتفاق الذي توصّلت إليه مع إيران بخصوص ملفّها النوويّ، داعيًا الشعوب الخليجيّة إلى التمرّد على حكّامهم ورفض الظلم، ورفع الصوت عاليًا في وجه التسلّط والظلم.
الباحث والمحلّل السياسيّ اللبنانيّ «فيصل عبد الساتر» انتقد ما وصفه بالعدوان البربريّ على الشعب اليمنيّ، مشيرًا إلى أنّ الدجل والإجرام السعوديّ يستمران وينتقلان من بلد إلى آخر، بحجّة الدفاع عن الديمقراطيّة.
عبد الساتر أكّد أنّه لا يحقّ للسعوديّة أن تعطي دروسًا في الديمقراطيّة ولا يحقّ لها بأيّ شكل من الأشكال أن تدّعي بأنّها تريد المحافظة على الديمقراطيّة، لافتًا إلى أنّ مملكة القهر والصمت هي آخر دولة تستطيع المطالبة بحقوق الشعوب، حيث تعمل على قمع شعبها، ولم تكتف بل انتقلت لتبثّ سمومها في مختلف البلدان، فدعمت الإرهابيّين في سوريا والعراق، وساهمت في قمع الشعب البحرينيّ المسالم إلى جانب مرتزقة آل خليفة.
ولفت عبد الساتر إلى أنّ العدوان السعوديّ الهمجيّ على اليمن، سوف يؤدّي في النهاية إلى انكسار السعوديّة، وهزيمتها هزيمة نكراء، ما يمكن أن يؤدّي إلى اضطرابات داخليّة سوف تربك العائلة الحاكمة الظالمة، ووجّه كلامه إلى النظام المصريّ بضرورة عدم الدخول في الحلف السعوديّ الظلاميّ، والذي لا يريد إلا الخراب والدمار للمنطقة، داعيًا إلى أن تلعب مصر دورها الرياديّ في التقريب بين مختلف الدول العربيّة، وأن تستعيد الدور الكبير الذي كانت تلعبه فيما مضى، دون أن تورّط نفسها في الدخول في حروب ضدّ الشعوب العربيّة المسالمة.
الباحث والمحلّل السياسيّ التونسيّ «فتحي المناعي»، قال أنّه يتفهّم ما تقوم به السعوديّة من حماقات، حيث تتالت الهزائم عليها في كلّ الميادين التي دخلتها وحشرت أنفها بها، مؤكّدًا أنّ السعوديّة ينتظرها مزيد من الهزائم والانكسارات، وأنّها إن استمرت بهذه السياسة الرعناء فإنّها بالتأكيد سوف تودي بها إلى الهاوية.
المناعي لفت إلى أنّ السعوديّة أصابها الجنون عندما اهتز عرش آل خليفة في البحرين، فسارعت إلى إرسال قوّاتها للمساهمة في قتل أهل البحرين الشرفاء وترويعهم، وارتكبوا جرائم كبرى بقمعهم إحدى أشرف الثورات على مرّ التاريخ، وساهم آل سعود مع أعوانهم آل خليفة في محاولة وأد الثورة البحرينيّة، لكنّ الإصرار الرائع والعظيم لشعب البحرين ردّ كيدهم وأربكهم.
ودعا المناعي إلى أوسع تحرّك شعبيّ عربيّ وإسلاميّ للتعبير عن رفض السياسة السعوديّة المتطرّفة في المنطقة، والتي أدّت إلى خراب الدول والاقتتال الطائفيّ الذي أجّجته في مختلف الدول العربيّة، وما تزال تسعى إلى تحويل الصراع القائم في المنطقة إلى صراع طائفيّ بين السنّة والشيعة، لتتمكّن من حشد أكبر تحالف وشدّ العصبيّة الطائفيّة.
وختم المناعي بتأكيده على أنّ اليمن سيكون مقبرة لآل سعود، ولن تستطيع السعوديّة تحقيق أيّ من الأهداف التي وضعتها قبل شنّها هذه الحرب الهوجاء، وأنّ الشعب اليمنيّ يقف يدًا واحدة في مواجهة تطرّف مملكة الحقد، كما وقف في وجهها الشعبين البحرينيّ والعراقيّ.
الباحث الاستراتيجي الجزائريّ «جمال عوين» وصف التحالف العربيّ لضرب اليمن بالتحالف الكرتونيّ، الذي لن يلبث أن يتمزّق عندما يشعر بحجم المأزق الكبير الذي جرّتهم إليه أمريكا، وأعطتهم الضوء الأخضر للقيام به دون أن تعلن عن المشاركة الفعليّة فيه، وهو أمر يوضح مدى الغباء السعوديّ في التعامل مع أزمات المنطقة.
عوين قال إنّ المغامرة السعوديّة في اليمن لن تكون نزهة، وسيتأكّد آل سعود أنّ ما قاموا به سوف يرتد عليهم بعنف، مشيرًا إلى أنّ الأخطاء السعوديّة تتكرّر، وتصرّفهم الدائم بطريقة انفعاليّة ومتوترة سوف يكبّدهم المزيد من الهزائم والخسائر التي ما زالوا يتلقونها في كلّ بلد حاولوا التدخّل في شؤونه.
وأكّد الباحث الجزائريّ أنّ ما قامت به السعوديّة في سوريا والعراق، وما قامت به في البحرين، وما تقوم به الآن في اليمن، يدلّ، بما لا يدع مجالاً للشك، على أنّ هذا النظام يعمل وبشكل واضح على التخريب والعبث بأمن البلاد، وأنّ كلّ من لا يوافقه في الرأي فهو غير مؤهّل لأن يحكم أو أن يقرّر مصيره.
وختم عوين بالقول أنّ هناك في السعوديّة، نظامًا رجعيًّا متخلّفًا يحاول إرجاع المنطقة إلى العصر الحجريّ، لكنّه ووجه بمقاومة عنيفة وشرسة من أبناء الأوطان الذين يريدون التقدّم والرقيّ لبلادهم، دون حاجة إلى رعاية سعوديّة أو أمريكيّة.