منامة بوست (خاص): يوم التاسع من يوليو/ تموز من العام الجاري، طوي تاريخ طويل ومثير لعرّاب الخارجيّة السعوديّة الأمير سعود الفيصل، الذي تعاقب على وزارته أربعة ملوك، هم: خالد وفهد وعبدالله وسلمان
منامة بوست (خاص): يوم التاسع من يوليو/ تموز من العام الجاري، طوي تاريخ طويل ومثير لعرّاب الخارجيّة السعوديّة الأمير سعود الفيصل، الذي تعاقب على وزارته أربعة ملوك، هم: خالد وفهد وعبدالله وسلمان، بيد أنّ الأخير أعفاه من منصبه لأسباب صحيّة، حيث أنّه مصاب منذ مدّة بما يعرف بـ «الشلل الرعاشي».
ولد سعود في الطائف يوم 2 يناير 1940، وتخرّج من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي الأمريكيّة، في العام 1964 مع شهادة البكالوريوس في الاقتصاد. ثم التحق بوزارة البترول والثروة المعدنيّة حيث عمل مستشارًا اقتصاديًّا لها وعضوًا في لجنة التنسيق العليا بالوزارة، وانتقل بعدها إلى المؤسّسة العامة للبترول والمعادن – بترومين وأصبح مسؤولًا عن مكتب العلاقات البتروليّة الذي يشرف على تنسيق العلاقة بين الوزارة وبترومين. عيّن نائبًا لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط في العام 1970 ثمّ وكيلًا لوزارة البترول والثروة المعدنيّة عام 1971، وفي العام 1975 صدر مرسوم ملكيّ بتعيينه وزيرًا للخارجيّة بعد شغور المنصب بوفاة والده الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود الذي كان وزيرًا للخارجيّة، وهو ملك على البلاد.
شارك الفيصل بعضويّة الكثير من اللجان العربيّة والإسلاميّة مثل اللجنة العربيّة الخاصّة، ولجنة التضامن العربيّ، واللجنة السباعيّة العربيّة ولجنة القدس، واللجنة الثلاثيّة العربيّة حول لبنان ضمن وزراء خارجيّة الدول الثلاث وغيرها. يتقن الفيصل عدّة لغات، ولديه مهارات ديبلوماسيّة عالية، عرف عنه أنّه يحتفظ بعلاقات قويّة جدًّا بمسؤولين أميركيّين وفرنسيّين وإسرائيليّين، لكنّ الأهم، أنّ الفيصل هو عرّاب «إرجاع السعوديّة» لدورها الإقليميّ، وهو أوّل من نادى بإسقاط نظام الرئيس السوريّ بشار الأسد في العام 2011. وبعد سنة من ماراثونه الديبلوماسيّ بين واشنطن وباريس ولندن وبعض عواصل الدول العربيّة، أعلن سعود الفيصل في فبراير/ شباط 2012 أنّ الكيل قد طفح على ما أسماه جرائم الأسد، ولا بدّ من تدخّل الدول العربيّة، كان ذلك في قمّة لجامعة الدول العربيّة، عقدت خصيصًا لأجل التآمر على سوريا.
لكن لن ينسى التاريخ أنّ سعود الفيصل وبالتحديد في مارس/ آذار 2011، حذّر الدول وخصوصًا أمريكا وإيران من التدخّل في الشؤون الداخليّة، وجاء ذلك بعد إصدار وزارة الداخليّة السعوديّة قرارًا بحظر المظاهرات والاعتصامات والتهديد بقمعها، ما دعا عدّة دول منها واشنطن وإيران إلى حثّ الرياض على التعامل بليونة مع الشعب السعوديّ، وهو الذي أطلق عنان بندر بن سلطان لدعم الإرهابيّين، وتدريبهم في الأردن وتركيا بغية إسقاط نظام الأسد.
وفي فترة انطلاق ثورة البحرين في العام 2011، لم يخف السعوديّون تدخّلهم السافر في شؤون البحرين، وأرسلوا جيشهم لإخماد الثورة، وتحديدًا في مارس/ آذار من العام نفسه، وقد قال وزير خارجيّة البحرين خالد بن أحمد أنّ سعود الفيصل كان وزيرًا لخارجيّة البحرين في تلك الفترة، وقد استكثر الفيصل على إيران حديثها الإعلاميّ عن البحرين، واعتبره تدخّلًا في شؤون الجزيرة الصغيرة، بيد أنّه يعاود في الحديث نفسه، ويشير إلى موضوع الاتّحاد الذي لو تحقّق لابتلعت البحرين تحت إبط السعوديّة.
كما أنّ سعود الفيصل هو الذي حاول إقناع الغرب بأنّ التفاوض مع إيران مجرّد «مضيعة وقت»، وأنّ الذي كان يطعم السياسات الخارجيّة لكثير من الدول بالتآمر، بات قبل رحيله لا يستطيع أن يطعم نفسه.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2015125026
المواضیع ذات الصلة
الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
«علي العكري» .. الطبيب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب