منامة بوست (خاص): اعتاد النظام الخليفيّ منذ الرابع عشر من فبراير/ شباط 2011، على اللجوء إلى طريقة «العصابات» في استراتيجيّته الأمنيّة
منامة بوست (خاص): اعتاد النظام الخليفيّ منذ الرابع عشر من فبراير/ شباط 2011، على اللجوء إلى طريقة «العصابات» في استراتيجيّته الأمنيّة، لم يكن ذلك واردًا بقوّة في انتفاضة التسعينيّات من القرن الماضي، التي راح ضحيّتها أكثر من أربعين شهيدًا.
فالقبضة الأمنيّة تُدار بطريقةٍ أخرى منذ خمس سنوات، إذ تفعيلًا لموضوع «الخطف» تسترجع الذاكرة سلسلة من الانتهاكات قامت بها وحدات أمنيّة تابعة -مباشرةً- لوزير الداخليّة راشد بن عبد الله آل خليفة. فهذا الشهيد يوسف الموالي قد اﺧﺘﻔﻰ ﻣﻨﺬ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ الحادي عشر من يناير/ كانون الثاني لعام 2012 في ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ.
ﻭﻗﺪ ﺭﺍﺟﻊ ﺃﻫﻠﻪ المراكز الأمنيّة ﻭﺳﺠّﻠﻮﺍ ﺑﻼﻏًﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺃﻣﻦ ﺳﻤﺎﻫﻴﺞ، ﺇلّا ﺃﻥّ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻣﺤﻤّﺪ ﻓﺎﻳﺰ-حسب ما صرّحت العائلة لقناة العالم وقتها- ﺃﻛّﺪ ﻟﻬﻢ أنّ ﺍﺑﻨهم ﻣﻮﺟﻮﺩٌ في ﺗﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻟﻴّﺔ، ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻟﺮﺅيته ﺃﻧﻜﺮ ضبّاط ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻟﺪﻳهم! ومن ثَمَّ عُثر على جثّته على ملقيّةً على طرف أحد شواطئ البحرين بعد عشرة أيّام، ميِّتًا تغطّي جسده جراحات تعذيبٍ وحرق.
كما أنّ هناك العديد من المعتقلين السياسيّين، غُيِّبوا بطريقةٍ «الخطف»، وبعد أيّام أو أسابيع تعلن الداخليّة عن وجودهم لديها. هذه المرّة، خُطف السيّد علوي السيّد حسين من مكان عمله (مهمّة تصليح كابل، حيث يعمل في شركة الاتصالات بتلكو)، في الرابع والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وقد أقرَّت التحقيقات الجنائيّة بنقله إلى سجن الحوض الجاف، لكن إدارة السجن تنفي ذلك حسب تصريحات أهله لوسائل الإعلام.
المئات ممَّن يعتصمون حول بيت الشيخ عيسى أحمد قاسم طالبوا بالإفصاح عن مصيره، فهو ابن بلدة الدراز المعروف بتديُّنه، والمشهور بملازمته خدمة الشيخ قاسم، غير أنّه بعيدٌ عن السياسة والأنشطة التي تدور في فَلَكها، لذلك فإنّ اعتقاله يؤشِّر على سياسة انتقاميّة شديدة القتامة للنظام، خصوصًا أنّ السيّد علوي مصابٌ بأمراض عدّة، منها الضغط والسّلّ في المعدة والركبة، ما يعني أنّ أيَّ تعذيبٍ يتعرّض إليه، قد يُسبّب له مضاعفات مجهولة العواقب.
منظّمات حقوقيّة، منها المركز الدوليّ لدعم الحقوق والحريّات- عضو تحالف المحكمة الجنائيّة الدوليّة- طالبت السلطات البحرينيّة بسرعة الكشف عن مصير المعتقل السيّد علوي كما طالبت العديد من المنظّمات بالكشف عن مصيره، منها مركز البحرين لحقوق الإنسان، والمنظّمة الأوروبيّة البحرينيّة لحقوق الإنسان، وكلّ القوى الثوريّة في البلاد.
مقرّبون من عائلته أكّدوا أنّ العائلة تعيش أيّامًا حالكة، وكأنّها جالسة على فرنٍ متّقدٍ من القلق، فالتجارب التي خبرها شعب البحرين مع نظام آل خليفة، لا تعطي ناموس اطمئنان في مثل هذه القضايا، فماذا ستخبرنا الأيّام عن السيّد علوي السيّد حسين؟ الذي لا شأن له بالسياسة.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2016020928
المواضیع ذات الصلة
انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»