منامة بوست (خاص): منعت السلطة في البحرين وفد الاتحاد العام التونسيّ للشغل من حضور مؤتمر اتحاد عمّال البحرين، وأصدر الاتحاد التونسيّ بيانًا يوم الأحد 6 مارس/ آذار انتقد فيه السلطة البحرينيّة على خطوتها هذه، وكان الاتحاد قد رفض جملة وتفصيلًا بيان وزراء الداخليّة العرب، الذي صنفوا فيه حزب الله اللبنانيّ كمنظّمة إرهابيّة.

هذا التطوّر يأتي في ظلّ فشل ذريع للسعوديّة في المنطقة، خصوصًا في سوريا واليمن، وهو الفشل الذي جرّ الرياض إلى ويلات اقتصاديّة قد تطفو على السطح في وقت قريب، سيّما مع تدنّي أسعار النفط.

ومع اتفاق كيري- لافروف قبل أسبوع، الذي نصّ على هدنة تشمل كلّ الفصائل، ما عدا داعش والنصرة، أبطل الطرفان القويّان في الأزمة السوريّة مساعي الرياض وأنقرة للتدخّل البرّي في سوريا، ما اضطرّ تركيا للمسارعة إلى إيفاد رئيس وزرائها أحمد داوود أوغلو لزيارة طهران لتحسين العلاقات في الرابع من الشهر الجاري، حيث بحث الطرفان العلاقة الاقتصاديّة، ومواضيع سياسيّة ذات اهتمام مشترك، وعلى رأسها الحرب في سوريا.

كلّ ذلك يضاف إلى رفض الجزائر، وتونس، والعراق، ولبنان، وسوريا رسميّا بيان وزراء الداخليّة العرب، مع موجة احتجاج شعبيّة ضدّ البيان المدفوع سعوديًّا، وهو يأتي في سياق تضييق الحالة السعوديّة على المستوى الأخلاقيّ أوّلًا والسياسيّ والاقتصاديّ ثانيًا، حيث إنّ الرياض لم ترض بالواقع، ولا تزال تؤمّ بعض الدول لمغامرات غير محسوبة، ما يجعلها مكشوفة أكثر من ذي قبل للعالم العربيّ، رغم الآلة الإعلاميّة الضخمة التي تروّج السياسات البائسة التي تتبنّاها الرياض.

وإذا ما ألحق وضع البحرين التابع تمامًا للسعوديّة مع قراءة المشهد الدوليّ الذي يتطوّر في عكس تيّار التوجّه الخليجيّ، فإنّ الوضع في المنامة لا يعكس استقرارًا بالمعنى الحقيقيّ للكلمة، خصوصًا مع تواصل الاحتجاجات التي تتأجّج بين فترة وأخرى، مع الحفاظ على مسيرات القرى الليليّة، واحتفاظ القوى الثوريّة بورقة «فيتو» على أيّ تسوية هشّة قد «تضطر» للذهاب إليها بعض الأطراف المعارضة، وهو الأمر الذي حافظ على ديمومة الحراك إلى حدّ الآن.

إذن جمع طرفي المعادلة يقول: مزيد من التعقيد المحلّي زائد مزيد من التعقيد الدوليّ يساوي في حاصله مزيدًا من اختلال بنية الروتين الذي اعتادته السلطة على مدى الحقب المتعاقبة في تاريخ النضال البحرينيّ، ما يعني مزيدًا من الضياع الرسميّ في التعامل مع الحراك الشعبيّ المستمرّ، وهو ما يعوّل عليه قادة المعارضة المعتقلون.