منامة بوست (خاص): زيارة السفير الأمريكيّ ويليام روبيك يوم أمس الأربعاء 29 يونيو/ حزيران 2016 لمجلس السيّد علوي الغريفيّ، ولقائه ثاني أكبر شخصيّة دينيّة وهو السيّد عبد الله الغريفيّ مع وجود قيادات وفاقيّة، تلك الزيارة ذكّرت البحرينيّين بطرد مساعد السفير الأمريكيّ توماس مالينوسكي في يوليو/ تمّوز 2014، بسبب زيارة الأخير لمجلس جمعيّة الوفاق الرمضانيّ.

ولم تتأخّر ردّة فعل الموالين للسلطة على زيارة روبيك يوم أمس، حيث قال النائب السلفيّ السابق محمّد خالد على وسائل التواصل الاجتماعيّ: هل ذهب السفير الأمريكيّ للغريفيّ لكي يتوسّط بين الوفاقيّين والحكومة؟ على حدّ تعبيره.

وفي تلك الأثناء، اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعيّ تعقيبات من جمهور المعارضة، عبّروا فيها عن عدم ثقتهم بالمسؤولين الأمريكيّين.

ويتذكر البحرينيّون زيارة مساعد وزير الخارجيّة الأمريكيّة السابق جيفري فيلتمان في 14 مارس/ آذار من العام 2011، والتي قال عنها المتحدّث باسم البيت الأبيض أنّها «لبحث عن حلٍّ سلميٍّ في البحرين»، لكن ما إن خرج فيلتمان من البحرين، حتى فُرضت الأحكام العرفيّة (قانون الطوارئ) ودخل الجيش السعوديّ، وانتُهكت الأعراض واستُبيحت الحرمات وهُدّمت المساجد.

ولم ينسَ البحرينيّون أيضًا ما صرّح به أعلى مسؤول في الإدارة الأمريكيّة وهو الرئيس باراك أوباما، حيث دعا في سبتمبر/ أيلول 2011 الحكومة البحرينيّة وجمعيّة الوفاق إلى السعي نحو حوارٍ ذي مغزى. وقال أوباما: «في البحرين، اتُخذت خطوات نحو الإصلاح والمساءلة، ولكن المطلوب أكثر من ذلك«. وانتقد أوباما في كلمته تلك التي ألقاها أمام الجمعيّة العامة للأمم المتحدة هدم المساجد، داعيًا إلى المزيد من احترام حقوق الإنسان.

وقد استبشر بعض السياسيّين البحرينيّين آنذاك بالدور الأمريكيّ، لكن لم يطل ذلك الاستبشار، حتى انصدموا بالتسويف التي تمارسه الإدارة الأمريكيّة تجاه الحكّام الديكتاتوريّين في المنطقة، التسويف الذي تجذّر مع تقادم الأيّام التي تراكم المزيد من الانتهاكات الجسيمة بحقّ المطالبين بالحقوق والحريّات بكلّ سلميّة.

من هنا لم يعبأ البحرينيّون بزيارة روبيك لمجلس الغريفيّ، إلّا من باب التحذير.