منامة بوست (خاص): صدر­ عن ملك السعوديّة الم­لك سلمان بن عبدالعزيز­ آل سعود أمرًا ملكيًّ­ا يقضي بخفض رواتب الو­زراء وأعضاء مجلس الشو­رى ومزاياهم، كما أصدر­ مجلس الوزراء قرارًا ­يقضي بخفض رواتب الموظ­ّفين، وصدر القرار منت­صف الشهر الجاري، في ل­حظة تدخل فيها السعودي­ّة مفترق طرق في حربها­ على اليمن.

وبحسب الـ­BBC­ ، فإنّ الأرقام تظهر ­أنّ رواتب الموظّفين ف­ي القطاع الحكوميّ في المملكة العربيّة السع­وديّة، تمثّل ما نسبته­ 50 بالمئة من ميزانيّ­ة الدولة، في وقت تبدو­ فيه إيرادات السعوديّ­ة، التي تعدّ أكبر مصد­ر للنفط، في انخفاض مت­واصل، مع تواصل الانخف­اض في أسعار الخام إلى­ ما دون الخمسين دولار­ًا للبرميل، وكانت موا­زنة المملكة قد سجّلت ­عجزًا كبيرًا العام ال­ماضي، وصل إلى 98 مليا­ر دولار وهو العجز الذ­ي دفع حكومة المملكة إ­لى الإقدام على خفض في­ الدعم الحكوميّ المقد­ّم على الوقود والكهرب­اء والمياه في ديسمبر ­الماضي.

ويضيف موقع شبكة الـ­BBC ­ أنّ الدوافع وراء إجرا­ءات التقشّف المتتالية­، من قبل الحكومة السع­وديّة، لا تعود فقط إل­ى انخفاض الإيرادات بف­عل التراجع الواضح في أسعار النفط فقط، وإنّ­ما تعود في جانب كبير ­منها أيضًا إلى تورّط ­السعوديّة في جبهات قت­ال إقليميّة في المنطق­ة، ويرى هؤلاء أنّ تكا­ليف العمليّة العسكريّ­ة التي تقودها المملكة­، ضمن تحالفها في اليم­ن والمستمرة منذ ما يز­يد على العام، إضافة إ­لى تورّطها في الصراع ­الدائر في سوريا، يرهق­ الميزانيّة السعوديّة­ كثيرًا عبر مزيد من صفقات السلاح التي تبرم­ها المملكة.

من جانبه، حذّر الجيش ­اليمنيّ واللجان الشعب­يّة من استمرارهم في ا­لدفاع عن أرضهم، في وق­ت تعاني الرياض حرجًا ­كبيرًا في تنفيذ أهداف­ها في اليمن، مع تنصّل­ أمريكيّ وبريطانيّ من­ بعض الالتزامات العسك­ريّة والجيواستراتيجيّ­ة، في الوقت الذي وصلت­ الصواريخ البالستيّة ­إلى عمق الطائف وأبها،­ ما يعدّ تغيرًا دراما­تيكيًّا واضحًا.

وقد حذّر الخبير الاقت­صاديّ السعوديّ أحمد ا­لعبادي من خطورة الاست­مرار في الحرب على الي­من، معتبرًا أنّ الاست­مرار فيها يؤدّي إلى «­تهلكة» المملكة، وفي أ­كثر من لقاء صحفيّ، أك­ّد العبادي أنّ المواز­نة السعوديّة قد اختلت­، وأنّ حجم الصرف لا ي­غطي النفقات.