منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ«منامة بوست»، رأى الصحفيّ الأمريكيّ جوني براينت أنّ حال الصحافة في البحرين يتّجه من سيّئ إلى أسوأ من ناحية انعدام الحريّات، وكتم الأصوات وملاحقة كلّ من يكتب أو يغرّد أو حتى ينشر رأيًا له
منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ«منامة بوست»، رأى الصحفيّ الأمريكيّ جوني براينت أنّ حال الصحافة في البحرين يتّجه من سيّئ إلى أسوأ من ناحية انعدام الحريّات، وكتم الأصوات وملاحقة كلّ من يكتب أو يغرّد أو حتى ينشر رأيًا له على مواقع التواصل الاجتماعيّ، في دلالة واضحة على حجم المعاناة التي يعيشها الصحفيّون والإعلاميّون في البحرين جراء التضييق الخانق وإمعان السلطات في مراقبة أيّ عمل صحفيّ.
وأضاف براينت أنّ سجلّ النظام البحرينيّ حافل منذ انطلاق الحراك عام 2011، في مجال انتهاك الحريّة الصحفيّة وحريّة إبداء الرأي والتعبير، وهناك عشرات الحالات التي لاحقتها السلطات وارتكبت بحقّها الممارسات التعسفيّة المناهضة لكلّ المواثيق والعهود الدوليّة التي تشدّد على الحريّة في إبداء الرأي، من دون أيّ ملاحقة أو منع أو تضييق، خصوصًا إذا كانت هذه الكلمة للمطالبة بالحقوق أو لانتقاد خطأ ما أو حتى للتعبير عن معارضة الحكم القائم في أيّ بلد كان.
ولفت الصحفيّ الأمريكيّ إلى أنّ تقارير المنظّمات الدوليّة تشير بوضوح إلى حجم الانتهاكات التي تمارسها السلطة في البحرين تجاه الصحفيّين والإعلاميّين، وتقرير منظمة فريدوم هاوس كان واضحًا في تحذيره من تدهور الوضع الصحفيّ في البحرين حين صنّفتها في المراكز الأخيرة بين الدول التي تلاحق الصحفيّين وتضيّق عليهم وتمنعهم من العمل، وتعمد أيضًا إلى اعتقالهم وتعذيبهم وممارسة أشدّ أنواع الضغوط عليهم من أجل منعهم من ممارسة مهنتهم بشكل حرّ.
وعبّر براينت عن أسفه الشديد لما وصلت إليه الأمور في البحرين في كلّ مجالات حقوق الإنسان، وبالتحديد في مجال حريّة الصحافة، حيث إنّ هذا التعاطي التعسفي يزداد يومًا بعد يوم من دون أيّ رادع طالما أنّ السلطات البحرينيّة لا تواجه أيّ ردّ فعل دوليّ على ما تقوم به من ارتكابات بحقّ الصحفيّين، في حين أنّه من واجب الحكومة في البحرين أن تعمد إلى حماية العمل الصحفيّ وحماية الصحفيّين، وعدم السماح بكلّ الانتهاكات التي تطالهم.
وأضاف براينت أنّ الصحافة هي السلطة الرابعة، ولها دور بارز في التأثير وتنوير المجتمع وهي إحدى الوسائل المهمّة في تطور أيّ مجتمع، وترقيته وهذا ما لا يمكن توفّره أو تحقيقه في ظلّ الممارسات الاستبداديّة التي تصرّ السلطات البحرينيّة على اتباعها ضدّ الصحافة والصحفيّين، مع ما لهذه الممارسات من أثر سلبيّ في الحريّات بشكل عام وتأثيرها بشكل كبير في صورة البحرين أمام العالم، والتي هي أصلًا مهتزة، وقد وضعت البحرين أخيرًا على القائمة السوداء في حريّة الصحافة بسبب التمادي في سجن الصحفيّين والتسلّط عليهم خلافًا للقانون.
وأشار براينت إلى أنّ الأمثلة كثيرة حول الانتهاكات الصحفيّة في البحرين، فمنذ انطلاق الحراك الشعبيّ المناهض للسلطة، كان أهمّ ما عمدت إليه الحكومة هو محاولة إسكات الصحافة ومنعها من نقل صور التظاهرات والتجمعات المعارضة، ولم يقتصر الأمر على الصحفيّين المحليّين في البحرين؛ بل تعدّاه ليطال أيضًا صحفيّين أجانب كانوا في البحرين وحاولوا نقل الصورة الواقعية لما يحصل، فكان مصيرهم في كثير من الأحيان القمع والاعتقال والمنع من ممارسة عملهم، ما يعطي انطباعًا واضحًا عن الاستبداد الصريح الذي يتعاطى به النظام البحرينيّ مع شريحة أساسيّة ومؤثرة، مع إدراك هذا النظام لمخاطر الصورة التي سينقلها هؤلاء من قتل وتعذيب واعتقالات تعسفيّة وقمع للتظاهرات السلميّة، وصولًا إلى مختلف أنواع الانتهاكات التي تفنّن النظام في ممارستها ضدّ شعبه.
وشدّد الصحفيّ الأمريكيّ على وجوب التحرّك الواسع دوليًّا من أجل حماية الصحفيّين والصحافة في البحرين، مشيرًا إلى أنّ بعض الدول تطرّقت خلال الاستعراض الدوريّ الشامل لأوضاع حقوق الإنسان في البحرين، إلى أوضاع الصحافة والصحفيّين فيها وما يعانونه من ملاحقات وعدم التمكن من ممارسة أعمالهم بحريّة، وصدرت توصيات عديدة من الدول بشأن حماية الصحفيّين، والامتناع عن ممارسة القمع ضدّهم، والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم، سواء أكان ذلك عبر الصحف أم حتى عبر الإنترنت.
وختم الصحفي جوني براينت حديثه بالتذكير بأنّ البحرين هي من الحلفاء الرئيسيّين للولايات المتحدة الأمريكيّة في المنطقة العربيّة، وهو ما يضع مسؤوليّات كبيرة على أمريكا في مجال الضغط على الحكومة البحرينيّة من أجل إطلاق العمل الصحفيّ من السجن وفكّ القيود عنه، خصوصًا أنّها تنصب نفسها المدافعة عن الحريات في العالم، وهذا للأسف ما لم تقم به أمريكا حتى الآن، على الرغم من ارتفاع الأصوات المندّدة والمستنكرة لأداء السطات البحرينيّة، ووصول أصداء ما يحصل من انتهاكات صحفيّة إلى المسؤولين في البيت الأبيض الذين ما زالوا يتجاهلون كلّ ما يحصل في البحرين ويتعامون عنه.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2017011646
المواضیع ذات الصلة
قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة