منامة بوست (خاص): لو كانت سوسن الشاعر كبقية جوقة الكتاتيب في صحف السلطة لما كان الوقت والجهد المبذولين على التعقيب عليها يستحقّ قيد أنملة
منامة بوست (خاص): لو كانت سوسن الشاعر كبقية جوقة الكتاتيب في صحف السلطة لما كان الوقت والجهد المبذولين على التعقيب عليها يستحقّ قيد أنملة، إلّا أنّها صدىً لسياسات خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكيّ الذي يهندس آلة القمع ويبرمجها في صورتيها: الناعمة والخشنة.
تمظهرت الشاعر في مقالها في صحيفة الوطن في الأول من مارس/ آذار، بدرس «الدولة المدنيّة»، هي لا تريد أن تنشر الفكر الحديث أو تروج احترام الحريّات عبر مؤسسات تحترم نفسها؛ بل لاذت إلى مخدع الدولة المدنيّة لتمارس الخديعة في إنتاج قمع السلطة.
هي وصفت الشيخ عيسى قاسم بالخارج على الدولة المدنيّة، أرادت من ذلك توهين قاسم وما يمثّله من امتداد سياسيّ ودينيّ برافعة «الدولة المدنيّة»، لكن الأكيد أنّها تعلم أنّ تلك الدولة لا تستقيم مع أميرها خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي اشترى برجًا يقدّر بمئات الملايين من الدنانير اشتراه بـ«دينار واحد»، والأكيد أيضًا أنّها تعلم أنّ المتنفذ في هذه البحرين التي يراد لها أن تكون دولة مدنيّة، ليس الشيخ عيسى قاسم، بل هم جماعة السلطة الذين يزورون الحقائق لتصنيع ثرواتهم، وكلّنا نتذكر أنّ فضيحة (ألكوا- ألبا) تطال كبار العائلة الحاكمة، لكن دولة سوسن الشاعر المدنيّة طبطبت على الفضيحة، وسترت عورة السارقين، ولعلّ السرّاق تصدقوا ببعض مالهم على المؤسّسة الخيريّة الملكيّة التي يرأسها نجل الملك ناصر بن حمد، الذي سُخّر له جزء كبير من مال الدولة لممارسة هواياته الشخصيّة، التي يمنتجها الإعلام بوصف صاحبها البطل الذي لا يشق له غبار.
وعودًا على مقال الشاعر، فإنّها أثنت على بيان النيابة العامة التي وصفت فيه الشيخ عيسى بالطاغي المتجبّر المغرور، هذا الخطاب الكاريكتوريّ للنيابة صار في فهم كاتبة البلاط يقظة دولة تريد أن تفرض احترام القانون على الجميع.
الواضح أنّ الشاعر ومن ورائها الديوان الملكيّ، لا يريد أن يروّج «الدولة المدنيّة»، بل يريد أن يروّج خطوة مجنونة تقدم عليها السلطة في قمع قاسم يوم الرابع عشر من مارس/ آذار، حيث جلسة النطق للأخير. ولأنّ الخطوة التي «قد» تقدم عليها السلطة كبيرة؛ فإنّها تحتاج لتهيئة الأجواء وامتصاص الصدمة والتحسب للتداعيات، وقد تحركت السلطة بهذا الاتجاه بشكل واضح من أشهر، فالهجوم على باحة الاعتصام المحيطة ببيت قاسم ينبئ عن تهيئة مدروسة لخطوة ما.
الدولة المدنيّة لن تجدها في الأوراق الصفراء للصحف المسيطر عليها من الديوان، بل تجدها في حناجر الثائرين الذين ينشدون الحريّة بعطاء الدم، والذين يملكون الكلمة الأخيرة الحقيقيّة.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2017034724
المواضیع ذات الصلة
وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»